اطفال داعش أم احباب الله؟ ..........سهير القيسي
كيف استطاع ان يغير سيكولوجية النقاء عند الطفل الى فكر بشع إجرامي..؟
كيف تمكن تنظيم داعش من ان يستدرج رمز البراءة في حياتنا الى عمليات القتل والتدمير واسترخاص الدم البشري؟
احد المتخصصين في علم النفس تحدث عن اساليب الاغراء التي يستخدمها التنظيم للسيطرة فكريا على الاطفال فبعد اختيارهم من حلقات المساجد والمدارس في مناطق سيطرة التنظيم وبعد استدراجهم بإغراء اللعب.. تبدأ هذه العناصر معهم بنزهات اصطياد الحيوانات الأليفه ثم مشاهد الجلد او انزال العقوبة او قطع اليد وشيئا فشيئا تدخلهم الى فضاءات الإعدام بأنواعه
ولأن الطفل وحتى عمر السابعة لايعرف مفهوم الموت ويعتقد ان الشخص المتوفى ربما يعود فهو لا يعي خطورة انهاء حياة شخص ..ويمتهن القتل لأنه بطبيعته خاضع للإرشاد والتعويد..
كلنا صدمنا عند مشاهدة الطفل الداعشي الشهير الذي يتصرف في فيديو بثه التنظيم وكأنه بطل من قصص الكارتون وكيف أنهى حياة اشخاص ابرياء بطلقات الرصاص وبدم بارد.. هذا الطفل اصبح كذلك نتيجة تدريب وغسيل دماغ وتعنيف ايضا.. ولا تستغربوا فربما سيستخدمه التنظيم لاحقا كدرع بشري إن عصى له أمراً كما حدث مع بعضهم في كوباني..
وألفت هنا الى أن تجنيدهم زاد من قبل التنظيم بسبب قلة وتناقص الاقبال على داعش من قبل الكبار..
المرصد السوري لحقوق الانسان تحدث مؤخرا عن تجنيد اربعمائة طفل اخرين تحت عنوان اشبال الخلافة!
تأثير التنظيم على الطفولة لايقف عند حد التجنيد فقط، فسذاجة مجموعة من الاطفال في قرية في اليمن دفعت بهم الى حرق صديقهم وتمثيل مشهد حرق الطيار الأردني! انظروا كيف تؤثر افلام داعش في اطفالنا. .
على اية حال. . مقالي لا يتحدث فقط عن فظاعة انتهاكات الطفولة في العراق وسوريا على يد داعش ولكن عن كيف يمكن ان نتصرف الآن؟
هل نتهم كل طفل في مناطق سيطرة التنظيم بأنه داعشي؟ .. هل نطلق الرصاص على طفل أعزل فقط لمجرد الاشتباه دون تهمة ؟ كما حدث في احد الفيديوات الشهيرة في محافظة عراقية!
هل نصبح مثل داعش ونرفع السلاح على الأبرياء؟
لا طبعا.. فلابد من اللجوء الى مفهوم إصلاحي مهم وهو مفهوم إعادة التأهيل.. اي ان الاطفال المتأثرين او المستخدمين من قبل داعش يجب ان ينظر لهم بعين الرأفة فهم ضحية من ضحايا الفكر الاجرامي ولابد من اعادة تأهيلهم وعلاجهم بطرق سليمة.. جهودنا في حماية الطفولة لابد ان تتناسب مع العهود والمواثيق الدولية لحقوق الطفل..
إن نحن قتلنا الصغير والكبير بمجرد اشتباه او خوف فنحن اصبحنا مثل داعش!
لذلك وجب التنبيه الى أن الطفولة ثروة فأنت إن صنعت جيلا سليما اصبح مستقبلك كذلك.. الطفل وإن استخدمه الشيطان يبقى حبيب الله.. فلا تسترخصوا دماء الاطفال بل حاربوا وقاتلوا من اجل إنقاذها من الشيطان .. فمهما فعلوا هم احباب الله..