يعد شهر آذار من الأشهر المهمة في حياة شعب كوردستان لما يحمل في طيّاته من ذكريات أليمة ومفرحة تعبّرُ عن معاناة شعب كوردستان من الكورد والتركمان وشعبنا سورايا، ففي آذار يبدأ الربيع وتخضرّ الأرض وتبدأ العوائل بالتحضير لإقامة السفرات والإحتفالات حيث تشاهد حركة سريعة في شوارع المدن متجهة إلى جبال ووديان كوردستان حيث سحر الطبيعة والجمال.
ففي آذار من كلّ عام يحتفل شعب كوردستان بذكرى الإنتفاضة المباركة التي قضت على الدكتاتورية وتحرير جميع مدن كوردستان من نير النظام البائد، وتحتفل مدن كوردستان بأيام التحرير من رانية إلى آخر المدن المحررة وهي كركوك التي تعيش هذه الأيام في أحضان كوردستان وتنعم بالإستقرار والأمان كبقية المدن الأخرى.
ونستذكر نحنُ في أربيل وعنكاوا يوم 6 آذار من عام 1991 حيث تصدّت جماهير أربيل في هذا اليوم أجهزة السلطة القمعية معلنة الإنتفاضة ضدّ النظام والتي شارك فيها أبناء شعبنا من عنكاوا بقوة من تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي، واستذكار الدور البطولي لشباب عنكاوا بقيادة فاروق حنا عتو في مقاومة أزلام النظام وأجهزته القمعية.
كما نستذكّر يوم 11 آذار ببيانه التاريخي وذكرى تحرير أربيل، وتستمرُ الذكريات في هذا الشهر حيث ميلاد البارزاني الخالد في الرابع عشر منه،ونستذكرُ أيضاً الذكرى الثامنة والعشرين لمأساة مدينة حلبجة الشهيدة التي أعلن عن إستحداث محافظة بإسمها، وهكذا تستمر الذكريات لينتهي شهر آذار بعيد نوروز العيد القومي للكورد والذي تحتفل به مكوّنات كوردستان بالفرح والسرور كلّ عام.
ومن هنا نقول لشعب كوردستان بالرغم من كل هذه المآسي التي تتعرض إليها تجربة كوردستان هذا العام، علينا أن نحتفل، وأن لا تتوقف الإحتفالات لنعلن لأعداء شعب كوردستان بأنّ المسيرة مستمرة بالرغم من كل الإعتداءات التي طالت أراضي كوردستان وشعبها، كما نتمنّى في هذه الأعياد والذكريات تحرير كلّ الأراضي المحتلة من قبل داعش وخاصة أراضي شعبنا التاريخية في سهل نينوى، والعودة السريعة لكل المهجرين قسراً إلى مدنهم ومنازلهم وإعادة إعمار هذه المناطق التي دمرتها يد الإرهاب .. أخيرا وبجهود وتكاتف الجميع نبني وطناً يعمّ فيه السلام والإستقرار وكلّ عام شعبنا وكوردستان بألف خير.