المجلس الأعلى المستقل للأديان في كوردستان......ادم بيدار
ومن جهة أخرى فإن التحديات التي تواجهه المكونات الدينية في العراق والدور الذي يقوم به هذا الإقليم من تهيئة الملاذ الآمن لأبناء هذه المكونات وضمان حرية العبادة والرأي لهم وغيرها من الحقوق، وكيفية تطوير هذا النموذج الذي يمتاز به من بين دول الجوار من الملفات المهمة التي تناقش أيضاً خارج الإقليم وداخله.
المشكلة ليست هنا، لأن الموضوع على طاولة نقاش السياسيين والحقوقيين ورجال الدين والصحفيين والناشطيين في المجتمع المدني وغيرهم، وهناك اجتماعات وورشات عمل وبرامج إعلامية وغيرها لهذه المسألة، والكل بدوره يريد أن يدلو بدلوه من أجل الحفاظ على مكتسباتنا وتطويرها، وهذا شيء مفرح للجميع، لكن المشكلة تكمن في الفوضى التي تسود هذه المحاولات، فالسياسي لا يرى في اجتماعات رجال الدين والمختصين في الأديان، والصحفي قلما يكون مستمعاً لآراء هؤلاء، والأكاديمي يرى أكاديميته فوق رجال دور العبادة الذين لم يحصلوا على شهادات عليا، والمثقف يحلم بأن الدين يجب أن يقلع من جذور هذا المجتمع، والسياسي لا يكل ولا يمل من استغلال الدين لأغراضه السياسية، ورجال الدين وعلمائه يرون أنفسهم أعلى من الجميع بسبب شعبيتهم، وهكذا اختلط الحابل بالنابل وأصبح الكل يبكى على ليلاه! لا يوجد اتفاق بين هؤلاء على أساسيات العمل، ولا تتخيل أيها القارئء الكريم بوجود استراتيجية المواجهة لهذا الملف الحساس والمهم في الواقع.
ولأجل توحيد الجهود المبذولة، والحد من الفوضى التي تسود عملية معالجة هذا الملف، وأن نحقق نجاحات كثيرة وبأقل الجهود أقترح إنشاء مؤسسة (المجلس الأعلى المستقل للأديان في إقليم كوردستان).
أرى أنه يجب أن يتمتع هذا المجلس بصلاحيات كثيرة، لأن المهمة التي تقع على عاتقه صعبة للغاية، يتكون المجلس من وزير الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كوردستان والمستشارين الدينيين للرئاسات الثلاث في الإقليم، وعمداء كليات ومعاهد الشريعة والدرسات الإسلامية ورؤساء المنظمات والمؤسسات التي تعمل في مجال الأديان التي تعيش أتباعها في الإقليم.
تكون رئاسة المجلس دورية بين الأديان الأعضاء فيه حتى تتمتع أبناءها بكافة الحقوق بدون تمييز، ومن أهم مهامه وضع استراتيجية للعمل على القضايا المتعلقة بالأديان ومتابعة تطبيق هذه الإستراتيجية.
بوجود هذا المجلس يعرف أبناء هذا الإقليم من يقود ملف الأديان ومن المسؤول عن مشاكل هذا الملف وإيجاد الحلول المناسبة لما يواجه الإقليم من القضايا المتعلقة بالأديان.
لكن يجب أن يكون المجلس فعالاً حتى لا يكون مجرد زيادة في رقم المؤسسات فقط، وهذا أيضاً يحتاج للدراسة البحث والمتابعة.