• Monday, 23 December 2024
logo

عرب كركوك .........د.سوزان ئاميدي

عرب كركوك .........د.سوزان ئاميدي
كلنا يعرف أهمية كركوك عند الكورد ويعرف ايضا ما الذي فعلته الانظمة العراقية المتعاقبة لمحو هويتها الكوردستانية من خلال التغيير الديمغرافي لهذه المنطقة متناسين حضارتها العريقة منذ اكثر من ستة الاف سنة قبل الميلاد عندما كانت كركوك عاصمة الشعب الكوردي وكانت تدعى حينذاك ( آرايخا) .

واليوم في كركوك يشاطر العرب ادارتها مع باقي المكونات بعد موقف الكورد لتقسيم ادارة كركوك مناصفة بين الكورد والتركمان والعرب وكانت هذه الخطوة قد جاءت لردع الخلافات السياسية بين المكونات ( وفي حينها اعتبرنا ذلك تسوية ذكية للخلافات ولكن جاءت لصالح العرب على حساب الكورد والتركمان).

وتواجه كركوك اليوم اشرس هجمة ارهابية من قبل تنظيم داعش الإرهابي وتتصدى قوات البيشمركة لها بكل بسالة وبطولة, في حين يقف العرب موقف المتفرج بل يقومون في أحيان كثيرة باطلاق التصريحات والتي تكون غالباَ ضد البيشمركة ولاتدعو الى دعمهم, والتراكم السياسي للمواقف العربية في كركوك جعل الكورد لايثقون بنواياهم . وفي موضوع تشكيل اية قوة للعرب بعيداَ عن مراقبة وادارة الكورد فيها وبطبيعة الحال فان هذا الرأي لايلقى اي قبول, وفي الفترة الاخيرة كشفت الجهات الامنية في كركوك عن تورط بعض العرب في تأييدهم بل ارتباطهم بداعش وعملهم كخلايا نائمة مستعدة للعمل مع الدواعش للنيل من الكورد .

ان القيادة الكوردية في اقليم كوردستان وفي كركوك خاصة واضحة جدا فهي ترحب باي مبادرة او عمل يعزز من قوة البيشمركة ومساندتها لمحاربة داعش ولكن العمل الفعلي على ارض الواقع لا بالأقاويل وهذا أمر يقع على عاتق العرب في اثبات نواياهم الحسنة والداعمة للقوى المناهضة لداعش , فمن يريد ان يشارك الكورد في ادارة كركوك عليه ان يتحمل مسؤولية امنها واستقرارها لا ان يعمل مع من يحوك لكركوك المؤامرات وهم يتصورون بأنهم قادرون على السيطرة، الامر الذي يزيد من حالة عدم الثقة بين المكونات التي تشكل نسيج هذه المدينة العريقة ويفرق بين مكوناتها ولايجمع ويهدم ولايبني ويدمر ولا يعمر وبالتالي يهدف الى سقوط المزيد من القتلى والحيف على العوائل , وفي نهاية المطاف فإن الكورد لن يتخلوا عن كوردستانية كركوك وعلى العرب ان ياخذوا الدروس والعبر من التاريخ كي لايقعوا في شر اعمالهم ان حاولوا القيام بما يعكر صفو الأجواء.
Top