حكمة البارزاني عنوان التآخي.........فريد حسن
اننا شعب لانجيد احترام الافذاذ فينا ولربما الانتماءات الزائلة هي التي تحرك دوران الدماء في شرايننا في حين ان دماءنا واحدة لانها من منبع ارض العراق العظيم الغالي المتسامح، ومن هذا التسامح انطلقت رئاسة وحكومة اقليم كوردستان فولجت الساحة فايقنت ان الامة لن تنهض بردة فعل سيء أو تصرف انتقامي ما دام هنالك من سبل افضل ووسائل انسانية ابهر واجدى نفعا. وهكذا فبعد عام الانتفاضة الشعبية في 1991 اخذت رئاسة وحكومة الاقليم بمبدأ عفا الله عما سلف (والعفو عند المقدرة)، فعاد على اثرها الالاف الى وظائفهم واعمالهم ومن جميع الفئات والانتماءات السياسية وعاشوا مع اخوانهم يتقاسمون معهم رغيف الخبز ايام سنوات حصار الحكومة المركزية في بغداد التي فرضتها على مدن الاقليم لمدة (13) عاما .
ان هذا الفعل الانساني النبيل لم يأت من لاشيء، بل هو نتيجة طبيعية لما يحمله قادة الكورد من مفاهيم انسانية في طريقة التعامل مع (حتى الذين كانوا محسوبين في خانة الاعداء لظرف ما)، فعلينا ان نهتم بقراءة افكار القادة الوطنيين والرجال المخلصين الذين همهم الاكبر والاعظم هو خدمة الناس كما عليه الحال البيشمركة ( مسعود البارزاني ).
ان مبادرة الرئيس مسعود البارزاني بخصوص الغاء الكفيل للنازحين القادمين الى مدن الاقليم من المحافظات التي تشهد العمليات العسكرية والهجمات البربرية لداعش عنوان للتآخي والتعايش السلمي، وان هذه المبادرة قد تم تفعيلها منذ الاول من تشرين الاول من العام الماضي ومن اجل ان يلجأ العراقيون ومن كل القوميات لملاذ آمن لحين استقرار مدنهم. وهنا لابد ان نؤكد بأن علينا جميعا المحافظة على الامن والاستقرار اللذين يتسم بهما الاقليم وان نكون عيوناً للمؤسسات المعنية في حال تجاوَزَ اياً كان، لأنه من يتجاوز على القوانين المرعية وايضا يتجاوز على حقوقنا، فالمدينة التي نعيش فيها لاتعني شيئا أمام وحدتنا وانتمائنا، والحال كذلك علينا ان نحترم القوانين وان نكون سدودا منيعة بوجه كل شذاذ الافاق أو من يريد ان يعكر صفو وحدتنا او يرمي بأمننا الى خانة لاتحمد عقباه.
انها مسؤولية وطنية والتزام اخلاقي ان نكون أمناء على العهد لمن يقدم لنا الخير ونحن احوج مانكون اليه بعدما جال ما جال وحدث ما حدث لنا من مصائب ومصاعب في الحياة نتيجة الفشل في ادارة الدولة والتي كانت من نتيجتها سيطرة داعش على مدننا وفتكها بابنائنا وتدميرها لحضارتنا وحتى المراقد والكنائس والمكتبات والمخطوطات لم تسلم من جرائمها. لنتعامل بحرص مع مبادرة الرئيس البارزاني ونكون عند حسن الظن، وان نقــف بالمرصاد بوجه كل من يريد النيل من مكاسب الحرية والديمقراطية والسلم والسلام والامن والاستقرار التي تزخر بها مدن الاقليم، وان لايعتبر النازح نفـــــسه غريبا بل هو ابن المدينة التي يعيش فيها وليمد يده الى الاخرين تفويتا للفرص امام الاعداء.
نشر المقال في جريدة الزمان عدد 25\2\2015