• Monday, 23 December 2024
logo

اقليم كوردستان وسياسة بغداد ......عبدالكريم الكيلاني

اقليم كوردستان وسياسة بغداد ......عبدالكريم الكيلاني
لطالما اتفقت الحكومات المتعاقبة على العراق على أمر واحد، هو عداء اقليم كوردستان، واقتناص الفرص لاذلال شعبه بكل الوسائل الممكنة، وبالرغم من تأكيد الجانب الكوردي على لسان قياداته مراراً وتكراراً بأن اقليم كوردستان لايزال جزءا من العراق وهذا الأمر مثبت في الدستور الذي اتفقت عليه جميع الاطراف، الا أن العقلية العنصرية المقيتة هي المتحكمة في السياسات العرجاء التي تتبعها السلطة في بغداد، ومايحدث الآن محبط جداً، فامتناع بغداد عن ارسال حصة الاقليم من الميزانية أو على الاقل ارسال جزء منها لتغطية رواتب الموظفين في الاقليم الذي هو جزء من العراق جريمة لايمكن تبريره بأي شكل من الأشكال، وهو دليل على أن المركز يراهن على احداث فوضى داخل الاقليم بسبب عدم استلام موظفيه لمعاشاتهم متناسين ان الكورد متفقون على الوقوف بوجه كل المؤامرات التي تحاك ضدهم من اي جهة كانت، ولا يمكن المراهنة على تفتيت الاتفاق الكوردي اضافة الى ان محاولات تجويع المواطن الكوردي بهذه الطريقة ستؤول للفشل، فالكورد بتاريخهم الحافل بالتضحيات شعب لا يمكن قهره بسهولة، وعلى هؤلاء الذين يقفون ضد الحقوق المشروعة للكورد ان يدركوا جيداً أن الكورد الذين قهروا "داعش" وهي بشهادة الجميع اعتى منظمة ارهابية في الارض في كوباني ومساحات واسعة في المناطق المستقطعة من اقليم كوردستان، شعب جبار، قادر على ايجاد منافذ تخرجه من الازمات مهما كانت شديدة، كما أن على الحكومة العراقية أن تعي بأنها بدون الكورد لا يمكن ان تهزم داعش، لذا فمن الاولى أن تتفق مع القيادات الكوردستانية وترسل حصة الاقليم من الميزانية بأسرع وقت، والمماطلة في هذا الأمر قاتلة، وعليهم ايجاد حلول وسط، والاتفاق على العمل المشترك لدحر داعش التي تحاول النيل من الدولة العراقية واذلال شعبها بدلاً من تبجح بعض الميليشات بدخول كركوك بالقوة أن لزم الأمر، ونذكر هنا بأن كركوك محصنة بالبيشمركة الأبطال الذين منعوا سقوطها في وقت سقطت اجزاء واسعة من العراق بيد داعش.

ان الاتفاق على الحقوق والواجبات أفضل من المماطلات التي لن تؤدي الا الى الخسارة، وعلى السلطة في بغداد أن تعي أن أقليم كوردستان يحتضن أكثر من مليون نازح بضمنهم الأخوة العرب الذين ينعمون بالأمان في محافظات الأقليم، والامتناع عن دفع حصة الاقليم من الميزانية سيؤدي في النهاية الى تدهور حالتهم الاقتصادية ايضاً، والحكومة التي لا تستطيع دفع رواتب مواطنيها لا تستحق أن تستمر، فليس الأمر بالشعارات البراقة بينما الواقع مختلف، في الاتفاق قوة وفي الاختلاف ضعف، سيما ونحن جميعا نقف في خندق واحد ضد العدوان الارهابي الذي لايفرق بين طائفة واخرى ولا بين قومية وأخرى، لذا فمن الاولى الوقوف بصف واحد والترفع عن المهاترات والسياسات الفاشلة والعمل الجدي من أجل دحر العدو المشترك، فسياسات حكومات بغداد هي التي أوصلت الحال الى مو هو عليه الآن ومنحت الأعداء فرصة لنشر الفوضى والذعر وممارسة العنف بأقسى أشكاله في بلد كان من المفترض أن ينهض ويعمل من أجل توفير الأمان لمواطنيه، وأن استمر الوضع هكذا سيكون العراق أسوء بقعة على وجه البسيطة أن لم يكن هكذا الان.
Top