كركوك محمية بأبنائها البيشمركه
هذا المبدأ تم تأكيده من قبل أكثر من مسؤول سياسي وعسكري وإداري كوردي وعربي وتركماني في كركوك، وهذه التأكيدات جاءت بعد تيقن هؤلاء من ان قوات بيشمركة كوردستان وقوات الآسايش اثبتت فعلياً انها كفيلة بحماية كركوك وحدودها وأهلها والدفاع عن جميع مكوناتها، وأنها قوات نزيهة نظامية تقاتل بشرف ونبل وكرامة من اجل الارض والوطن والانسان وبإمكانها حماية كل مكونات كركوك من أي خطر قد يداهمهم..
الحشد الشعبي المتشكل بمباركة المرجعية الدينية في النجف الاشرف، ظهر كضرورة فعلية لمواجهة الدواعش ومحاربة الارهاب، وأوقف زحف داعش نحو بغداد وحافظ على المناطق المحيطة بها، وأدى مهمات عدة في ديالى وصلاح الدين، ولكن توجهه نحو كركوك الآمنة والمستقرة، يطرح العديد من الاسئلة، منها لماذا هذا التوجه الذي سيؤدي حتما إلى نتائج سلبية وتعقيداً للأوضاع، ويكون سببا لتوترات سياسية وأمنية؟ . ولماذا هذا التوجه الذي يعتبر تصرفا جديدا من الحكومة الإتحادية ضد الكورد؟، وخطوة بعيدة كل البعد عن مبدأ الشراكة الحقيقية في إدارة البلد، وتكرارا للأخطاء التي مرت في الماضي، والكل يعلم أنه لولا قوات البيشمركه، التي أثبتت جدارتها وقدمت المئات من الشهداء والجرحى، لكانت كركوك الآن تحت سيطرة داعش، مثل الموصل وتكريت وأجزاء من الأنبار وديالى؟.. لماذا هذا التوجه والكل يعلم أن قوات البيشمركه الموجودة حالياً في كركوك كفيلة بحماية مكوناتها وطوائفها وبنيتها التحتية؟، وقيادة الإقليم اعتبرت حماية الكركوكيين واجباً وطنياً وقومياً، وأكدت مرةً أخرى أن الكورد سيبقون عامل استقرار وخير لكل العراقيين؟. لماذا هذا التوجه والكل يعلم أن هناك مناطق أخرى غير كركوك بحاجة الى الحشد الشعبي؟..
كركوك والمناطق الأخرى، التي تسمى بالمتنازع عليها، هي التي جسدت تصورات الكورد السياسية وعلى أساسها بنى الكوردستانيون شكل علاقاتهم مع الحكومة الإتحادية والاحزاب والقوى السياسية، وأن سياسيي العراق العقلاء، سنتهم وشيعتهم، تفهموا المطالب الكوردية وإعتبروها مطالب مشروعة، لاسيما وأن الدستور إستوعب تلك التصورات، ورسم على أساسها خارطة طريق في المادة 140، تلك المادة التي احتوت على مراحل: التطبيع، الإحصاء السكاني، والإستفتاء العام حول تبعية تلك المناطق فيما اذا إختار سكانها البقاء مع الدولة المركزية أم الانضمام الى إقليم كوردستان..
اليوم ينبغي على الجميع الإلتزام بضمير الدستور، والاعتراف بكوردستانية كركوك وعدم حاجتها لقوات الحشد الشعبي، وبأن قوات البيشمركه لوحدها قادرة على حمايتها أكثر من أي قوة أخرى، كما ينبغي على سكان كركوك، كوردهم وعربهم وتركمانهم، التفكير بالعقل والحكمة، والنظر بتمعن الى الواقع الجديد الذي يؤكده مواقف الكوردستانيين الذين ما زالوا مخلصين للعلاقات مع الجميع .