الاعلام السياسي ما له وما عليه في الدفاع عن كوردستان ........جلال شيخ علي
كان وما زال للكلمة أثر كبير في تحديد إتجاهات الرأي العام بأتجاه أهداف وغايات محددة، وقد عدّ البعض حرب الكلمة من أشد وظائف أجهزة الاعلام ضراوة وعنفا اذا استغلها العدو بشكل مناسب، ونرى ذلك بوضوح في وقتنا الحاضر من خلال مايبثه تنظيم داعش الارهابي من دعايات هدفها ارهاب الناس وبالتالي تحقيق مكاسب على ارض الواقع...
وكما يعلم الجميع ان كوردستان تخوض الآن حربا ضروسا دفاعا عن نفسها ونيابة عن العالم المتحضر مع تنظيم ارهابي مجهز بأحدث الاسلحة، وتمتلك آلة أعلامية مهولة ممولة من عدة دول وتمارس حربا نفسية مدروسة الى جانب هجماتها العسكرية على سكان المناطق التي تنوي مهاجمتها وبالأخص منها في المناطق المشمولة بالمادة 140 الدستورية...
ولكن ما يؤسف له هو انجرار بعض الاحزاب السياسية الكوردستانية الى هذا المعترك سواء بعلم منهم او بجهل، وبالتالي انجرار وسائل الاعلام الحزبية أيضا نحوهذه المهاترات وذلك لتحقيق بعض المكاسب السياسية الحزبية وفق منظورهم الضيق على حساب المصلحة العامة، وكان الأجدر بهم التكاتف والعمل المشترك من اجل مواجهة الخطر.
ففي الكثير من الاوقات شاهدنا كيف أن هذه الاحزاب تسبق العدو في اطلاق الشائعات المضرة بالمصلحة العامة، ورأينا ذلك مؤخرا من خلال دفع المواطنين للتظاهرضد الحكومة بسبب تأخر رواتب الموظفين أو بسبب غلاء أسعار الوقود رغم علمهم ان هذا الامر هو خارج ارادة حكومة اقليم كوردستان !!!
ومن أخطر المواقف أو الشائعات الإعلامية هو قيام بعض الاحزاب بالتقليل من شأن انتصار البيشمركة في احدى الجبهات التي ليست تحت قيادة ذاك الحزب أو ذاك الكيان السياسي، متناسين ان هذه الحرب هي حرب الدفاع عن ارض وشعب مهدد من عدة اطراف همجية مستعدة لتنهش لحمنا دون ان تفرق بين هذا الحزب أو ذاك الكيان...
هنا علينا الأقتداء بالشعوب والأمم في العصر القديم والحديث الذين كانوا يتناسون خلافاتهم الداخلية في حالات الحرب، أوعند تعرضهم لأي اعتداء خارجي كي يواجهوا عدوهم المشترك، وعلينا ان نتناسى خلافاتنا الحزبية والفكرية ولننظر الى مصلحة الوطن بنظرة واحدة ، لاسامح الله اذا نجح داعش في ضرب ما حققناه وما وصلنا إليه، عندها نفقد مرحلة تأريخية كبيرة نعيشها في الوقت الحاضر والتي ستًؤتي لنا بالكثير من الثمار مستقبلا وستتحمل هذه الاحزاب المسؤولية التأريخية في ذلك والتأريخ لايرحم أحدا .