مــقاتــلات كوبــاني الكورديــات سيــدات العـــالم..................... فوزي الاتروشي
كانت صرخة فيان دخيل موجعة في البرلمان , ولكنها ايضاً واعدة وموجعة بالكثير، فهي ناشدت وعاتبت الصمت ودعت الى التضامن مع واحدة من اعرق ديانات العراق خوفا ً من أن تؤدي الكارثة بالفعل الى محو وجودها من الارض وانهاء ذكرها، اللهم الا من صفحات التاريخ, والجميل انها لم تكتف بالصراخ بل واصلت الجهد المضني وكان ان اصيبت بجراح وهي في رحلة جوية لإسعاف المجاهدين من النساء والرجال الكورد الايزيديين.
وتحركت على اكثر من جهة لتكون صرخة المرأة الكوردية الايزيدية المغتصبة من قبل وحوش داعش في صميم المنظور الأعلامي وكان لها ما ارادت, ودعوتها الى امريكا جاءت لتشكل ذروة الاهتمام بقضية شكلت ومازالت هماً عالمياً لان السبي والخطف والاغتصاب الجماعي تفرض حتمية الجهود الجماعية لمكافحتها .
اما نساء كوباني فقصتهم قصة مقاومة قلّ نظيرها في مدينة صغيرة وعلى مدى اشهر حتى اصبح اسم ( كوباني) معَرفاً في كل شوارع مدن اوربا والعالم كعنوان لنساء لايحاربن دفاعا عن الارض والعرض والزرع والضرع والبشر فحسب, وانما ايضاً عن فكرة مفادها ان على الرجل وكل ادعياء الغرور الذكوري ان يفتحوا عقولهم للحقيقة الناصعة التي مفادها ان المرأة اكبر من مجرد انثى للمتعة ومجرد خادمة في المطبخ او ذليلة في البيت او شريكة ثانوية في الحياة. فكل طلقة لنساء كوباني على "ذكورة"!! داعش المتهرئة اكدت في النهاية ان المرأة هي الحياة والاصل الذي لايمكن تخيل مجرد الانفصال عنها وان تكبيلها يعني بالضرورة تكبيل الحياة برمتها.
نساء كوباني تصبحن بجدارة اليوم المقاتلات الاكثر تأثيراً في العالم في العام 2014 وهذا مؤشر لكل نساء العالم ان ارض كوردستان وقصة مقاومتها فتحت فصلاً جديدا ًولكن متميزا ً ففيه عبرة ليس على المستوى المحلي وانما على مستوى العالم كله, ومن المؤكد ان قصة مقاومة النساء في كوباني ستصبح مادة مدرسية للجيل الناشئ وستتحول الى لوحات تشكيلية وقصص وروايات وقصائد وكتب يوميات وسير ذاتية. والاهم من هذا وذاك فأن نساء العالم حين يغرزن مراحل تطور قضية وحقوق المرأة في العالم ونظرة الرجل والمؤسسات الرسمية والمنابر الحقوقية العالمية اليها, نقول عليهن حينذاك ان يفرقن ما بين عهدين قبل وبعد ملحمة مقاومة النساء الكورديات الباسقات الشامخات العاليات الجبين والعامرات القلب والارادة في مدينة (كوباني) عين النصر المنفتحة المشرعة للعالم بالامل والحرية .