الدولة غير المتجانسة.......................محمد واني
الشيعة يختلف عن السنة ويبعد أحدهما عن الآخر بعد المشرقين والمغربين والكرد بدوره يختلف عنهما ولا يشبههما في شيء، وصدق الملك «فيصل الاول» أول ملك للعراق عندما نفى أن يكون في العراق شعب.. بل توجد كتلات بشرية خالية من أي فكرة وطنية متشعبة بتقاليد وأباطيل دينية لا تجمع بينهم جامع.
ووصف العراق بأنه «من جملة البلدان التي ينقصها أهم عنصر من عناصر الحياة الاجتماعية ذلك هو الوحدة الفكرية والملية والدينية»، دولة بهذا الشكل لا يمكن أن تتوحد أبدا مهما مارست القمع والاضطهاد ضد مواطنيها، وقد استعمل صدام حسين كل أساليب العنف والقهر ضد الشعوب العراقية على مدى خمسة وثلاثين عاما من أجل تدجينها وترويضها وتجميعها في دولة واحدة وضمن مفهوم واحد للوطنية قائم على الفكر العروبي، ولكنه أخفق وفشل وظل التنافر والتباعد قائما بين المكونات العراقية.
وجاء «نوري المالكي» وحاول بدوره حشر تلك المكونات في بوتقة «الطائفية» ومارس ضدها القمع والعنف طوال ثماني سنوات عجاف من حكمه، ولكنه أيضا فشل ولم يستطع ان يكمل مشواره.
ويبدو ان رئيس الوزراء الحالي «حيدر العبادي» لم يستوعب الدرس تماما وظل يعزف على نفس نغمة صاحبه «المالكي» في إجبار العراقيين على اختلاف أطيافهم الفكرية والدينية في إطار دولة واحدة مركزية قوية، ناسيا وعوده السابقة في وجوب احترام خصوصيات العراقيين من خلال تطبيق الحكم اللامركزي الذي أقره الدستور وإقامة الاقاليم ليحتفظ كل طرف بخصوصيته بحرية.