الهروب بعد النفط ....؟ .............فلاح مشعل
إدارة الحكومات الفاشلة في (12) سنة الماضية، لم تخسر فرص استثمار النفط في تحويل العراق الى دولة صناعية، زراعية ، سياحية، تجارية، استثمارية ناجحة، أو مكتفية ذاتيا، على غرار ماحصل في ايران أوالسعودية وغيرها من الدول النفطية، إنما أضاعت حتى الفرصة في ان تكون دولة نفطية ناجحة، بعد إهدار عشرات المليارات في استيراد المشتقات النفطية مثل البنزين والغاز والكاز، من دول بعضها ليست نفطية ، مليارات القليل منها تكفي لإنشاء مصافي عملاقة تسد إحتياجات كافة دول الشرق الأوسط وليس العراق فقط ..!؟
كارثة حقيقية ضربت العراق في إقتصاده وثرواته ، ضاع بها نحو الف مليار دولار امريكي في عشر سنوات من الخراب والفساد ، وضعت العراق على رصيف العجز في سد احتياجاته الإساس من معيشة ودواء ووقود وكهرباء وغيرها ، وقريبا سيدخل في دوامة الإفلاس ، بعد التهام مخزونه الإحتياطي النقدي ، ثم التوجه الى طرق أبواب "المحسنين " للإقتراض من أجل العيش ...!؟
الإنخفاض المستمر في السعر وتوقع وصوله الى ثلاثين دولارا، سيحدث صدمة، تشكل نقطة الشروع في إنبثاق مشكلات إقتصادية وإجتماعية ومعيشية حقيقية، إضافة الى متراكم الأزمات الحالي ، وهنا ستنكشف أعماق التخريب والجريمة التي أحدثتها السلطات الغبية والفاسدة بحق الشعب والوطن وتدمير أنساق وقواعد الدولة العراقية .
غالبية العراقيين أصبحوا الآن بمواجهة أزمة تقشف وخفض في الرواتب والخدمات والإحتياجات، رغم شحتها أصلا ، وسينجوا من هذه الأزمة اللصوص والمرتشين والسياسيين في السلطة ومن تعاقبوا عليها ، إضافة الى فئات طفيلية شاركت بإمتصاص ثروات الشعب في صفقات فاسدة ومشاريع وهمية .
تلك المجموعات الطفيلية وسياسيي الصدفة وحملة الشهادات المزورة، والوزراء الريزخونية، واصحاب التاريخ الملفق الذين استعاروا سلالم المحتل في الصعود للسلطة ، أو وظفوا قدراتهم اللاأخلاقية في تصدر المشهد،هؤلاء سيهربوا جميعا حين يكون العراق بمواجهة المحنة ، سيعودوا الى أوكار الذئاب التي جاءوا منها ، وتدوّي من جديد فضائح ستكون الأولى والأغرب في التاريخ ..!
وهذا الأمر رغم إسقاطاته السلبية الوخيمة، لكنه سيحمل بشارة للمواطنين في التخلص من هؤلاء اللصوص والمجرمين الطغاة الذين خربوا الدولة، وسرقوا أموال الشعب ،مزقوه طائفيا، اعدموا فرص التغيير، فرطوا بالشرف والمدن والثروات الهائلة، سيتركون صورة واضحة للقاتل الذي اطلق النار على الحلم العراقي المنتظر، في غفلة من الزمن .
هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب و ليس له علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الاعلامية