عزيزي سعدي يوسف ... انها كوردستان ... وعقلك قردستان..............................فوزي الاتروشي
ولكن (سعدي يوسف) الشاعر يصر على اﻻبتعاد عن اناقة الشعر واحساساته المرهفة لصالح مواقف سياسية فجة وتافهة وسطحية. فهو يرمي الشتائم والسباب يميناً ويساراً بشكل عشوائي, وها هو يكتب قصيدة بائسة عن ام المؤمنين (عائشة) استدعت الغاء اسمه من بعض المؤسسات الثقافية العربية ومن ثم استنكر وجود وزير كوردي لثقافة العراق واستمر في التطاول الشوفيني البغيض فألقى تسمية قردستان على كوردستان في خطوة ستؤدي وقد ادت بالفعل الى خسارة رصيده اﻻعتباري بالكامل في العراق وكوردستان, وقد اعلن وزير التربية في اقليم كوردستان عن الغاء اى اشارة له في المناهج الدراسية ومن المؤكد مقاطعة اتحاد اﻻدباء الكوردي له.
اما الناقد (فاضل ثامر) رئيس اﻻتحاد العام للادباء والكتاب في العراق فقد اصاب الحقيقة في الصميم حين قال ان مواقف (سعدي يوسف) لن تراكم له مجداً وﻻ اعجاباً من الجمهور العراقي بالعكس فانها تجعل اسمه ومكانته تتآكل بالكامل ليصبح شاعراً لن يجد له مكاناً في الذاكرة الجمعية العراقية.
وبالعودة لأصل الموضوع ما الذي تغير في كوردستان وفي الشاعر (سعدي يوسف) ولماذا قطيعته مع ارض كانت لغاية انتفاضة ربيع عام1991 واحدة من اكثر مناطق العالم بؤساً لكنها تحررت بعد فصول طويلة من الدم والدموع والحروب والكوارث والتهجير والتبعيث والتعريب وقصة تحررها درس للمقاومة الباسلة وعشق الحرية واﻻنعتاق.
ومنذ ذلك الحين واﻻقليم يراكم التطور عمرانياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً لتصبح اسماء اربيل والسليمانية ودهوك أسماء علم على الخارطة السياسية والسياحية واﻻستثمارية للعالم. وغير ذلك فالإقليم الآن ملاذاً آمناً لمئات اﻻﻻف من الهاربين من جحيم داعش من مختلف المكونات. فهل هذا هو ما يغيض (سعدي يوسف) الراحل والمغترب طوعاً ﻻ عنوة والذي يحسد اﻻقليم على نعمة الرخاء والحرية؟.
لم يكتب (سعدي يوسف) قصيدة واحدة حول معاناة الشعب العراقي من اﻻرهاب ومن ظلاميي القاعدة بل راح يكيل التهم لكل العاملين في العملية السياسية طبعا عن بعد وعن عدم دراية او ربما عن قصد مسبق ومبيت.
شعر (سعدي يوسف) اصبح هو الآخر تهويمات في الهواء وكتابة يقتلها الغموض والتصحر وفقدان بوصلة المعنى. وهذا طبيعي لأنه ﻻ يعيش على ارض صلبة وثابتة مثل (مظفر النواب) او الراحل (محمد علي الخفاجي) او الشاعر (عريان السيد خلف) او (موفق محمد) وغيرهم ممن يعايشون تراب الوطن واحزان وافراح وجراحات وامال اﻻنسان العراقي.
(سعدي) يدخل بعد ان بلغ من العمر عتياً الى سجن انفرادي فكري برغبته وهذا السجن بقدر حفرة نملة ﻻ يريد ان يرى الشمس فكيف يرى ربيع كوردستان وبسمة اطفالها. ذلك محال ﻻنه سلط نفسه بشكل طائش على التاريخ الكوردي والجغرافيا فأباح لنفسه تغيير وتقبيح اسم وطن قال عنه الجواهري العظيم ذات يوم:
قلبي لكوردستان يهدى والفم
ولقد يجود بأصغريه المعدم
وطن تشيده الجماجم والدم
تتهدم الدنيا وﻻ يتهدم
فأين الثرى من الثريا؟ واين فضيلة (الجواهري) امام خطيئة (سعدي يوسف)؟ .
نقول للمدعي علماً وللمغرور بالشعور القومي الزائف (سعدي يوسف) ان مصر ليست بحاجة لمدحك, وكوردستان الجميلة ﻻ يجرحها ان تعاديها, فحزمة الشعراء العراقيين والعرب الذين تغنوا بها كبيرة الى حد صدر عنهم كتاب كبير مؤخرا.
اما انت فستندم ذات يوم وﻻت ساعة مندم ﻻن اطفال كوردستان لن يغفروا لك وانت تشوه اسم مهدهم وبيتهم اﻻمن تحت الشمس. وهم يرددون معا وطننا كوردستان كما قال الشاعر الكوردي دلدار باق الى اﻻبد رغم صانعي المدافع. وما لم تدمره حروب العسكر لن تغيره قصيدة شاعر فقد نفسه واسمه وتاريخه واعتباره والبحر ﻻ يتلوث ببضع قطرات سموم يرميها فيه عابر سبيل هائم على وجهه بلا عنوان.