ماذا عن يوم البيشمركه ؟ .........تارا ابراهيم
يوم للإحتفاء والتكريم وليس عطلة رسمية، يتم فيه الوقوف دقيقة صمت واحدة على ارواح الشهداء الذين استشهدوا في المعارك الاخيرة ضد تنظيم داعش الإجرامي، يوم تذكر فيه بطولات البيشمركه، فردية كانت أم جماعية، يوم يسرد فيه تاريخ البيشمركه منذ ألتأسيس الى عصرنا الحاضر، امور تعتبر اكثر من معنوية وتغرس الايمان باشخاص كانوا يمارسون حياتهم مثلنا ولكنهم فضلوا الموت من اجل ان نستنشق نسائم الحرية .
ماذا عن النصب او الجداريات الفنية ؟ هل لدينا نصب للذين كانت لهم ادوار بطولية ؟ أعني هنا نصبا تذكاريا يخلدهم الذاكرة ؟ في عصر المعلوماتية الذي نعيشه، يمكن التعرف إلى اسماء الشهداء لإنجاز تماثيل من الرخام أو البرونز لهم في جميع انحاء كوردستان تكتب عليها بأحرف ذهبية اسماء البيشمركه ومواليدهم وهم الذين ضحوا بأرواحهم من اجل مستقبل أبنائنا ، وتوضع تحت اقدامهم باقات ورود ملونة يتم تغييرها بشكل مستمر.الامر قد لايقتصرعلى البيشمركه فقط بل على ذويهم، فالوالدة التي فقدت ثلاثة من ابنائها، أليست جديرة بالتكريم وعمل نصب لها ؟ فالتكريم من قبل البرلمان امر ليس بالكافي .
ماذا عن المراسيم الرسمية التي تقام حال دفنهم ؟ هل هنالك مراسيم جماهيرية تقام لهم ينشد فيها النشيد القومي عندما يوارون الثرى ؟ فنحن نذكر دائما انتصارات البيشمركه ولكن ماذا عن الشرف الذي يجب أن يمنح لهم ؟ هل يتم استقبال ذويهم بامتنان ؟ هل هنالك طبيب نفسي يشرف على عائلة فقدت ابنا او أخا او زوجا او والدا ؟ ماذا عن البيشمركه القدماء الذين ما زالوا على قيد الحياة ؟ هل ما زلنا نعرفهم ؟ ماذا عن متحف للبيشمركه ؟ هل هنالك متحف يسرد تاريخهم بالصور والافلام الوثائقية والاسلحة المستخدمة؟ تاريخ البيشمركه غني جدا بالمواد التي يمكن ان تعتبر كنزا قوميا مفتوحا للجميع، هذا الكنز القومي الذي على الجميع التعرف إليه .
فمنذ زمن بعيد، حاولت الانظمة المتعاقبة ان تمسح الاحداث من ذاكرة شعبنا، لكننا الآن بصدد صناعة تاريخ جديد في هذه الايام التي تلعب فيها الذاكرة الجمعية دورا كبيرا، وهذه الذاكرة تتجسد في النصب التذكارية، وفي مؤرخين يؤرخون على اسس رصينة ، وفي متاحف تتم زيارتها من قبل الاطفال خاصة، كي تبقى الذاكرة الجمعية حية وبعيدة عن التلوث والتشويه أو الضياع، في هكذا مناسبات تترسخ الهوية القومية بعمق.. كما نحتاج ايضا الى باحثين في مجال كتابة التأريخ على أسس سيكولوجية لشعب كوردستان كونه ميدانا واسعا وحديثا نوعا ما .
الامتنان والحب والتقديرهذا هو الشعور الذي يجب ان يشعر به كل مواطن يعيش في ربوع هذا الاقليم الآمن، وهو أمرلايتمثل فقط بارتداء الملابس العسكرية والتقاط الصورونشرها على مواقع التواصل الاجتماعية، وهو ليس حرب النجوم التي تزين الاكتاف..بل حرب حقيقية يخوضها ابناء شعبنا وببسالة تنزف فيها الدماء وتزهق الارواح ، الارواح التي نحتاجها في البناء وصناعة المستقبل، إن الاحتفال بهذا اليوم هو قوة معنوية يجب ان يشعر بها البيشمركه بالزهو لترديدنا شعار" كلنا ييشمركه " وان تضاهي المكاسب المعنوية تجارالالبسة في هذه المناسبة وإلا، من كان يتصورأن تسونامي الملابس العسكرية سيغرق الاسواق في كوردستان بين ليلة وضحاها وباحجام مختلفة من اصغرها الى اكبرها وتتزين الاكتاف برتب عسكرية عديدة ؟؟
يوم في التقويم للبيشمركه هو شيء ضئيل جدا مقابل الامتنان الذي نشعر به تجاههم .. يوم يمكن ان يختصربكلمتين"كي لاننسى" .
هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب و ليس له علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الاعلامية