على أعتاب عام جديد... تعالوا نفترض بداية مختلفة..............صبحى ساله يى
ولا أقصد في هذا أن كل المجموعات السياسية التي تشاركت وتعاونت فيما بينها لتأسيس النظام السياسي كانت لاتمتلك مشروع بناء دولة المواطنة، أو ان جميعها رفعت شعار الديمقراطية دون قبول التداول السلمي على السلطة، أو إنها شاركت فيها من أجل استلام السلطة وتدمير العراق على المديات القريبة والبعيدة وممارسة الثأر والانتقام السياسي والفئوي والطائفي، والدليل هو دخول غالبية القوى والاحزاب في حوارات تهدف الى المصالحة والتعايش والتنسيق فيما بينها، وبالذات بعد نجاح انتخابات 2005 والمصادقة على الدستور الدائم..
ولكن عندما تمكن المالكي من استلام سلطة المنطقة الخضراء وأجمع حوله جوقة من الفاسدين واللصوص المحترفين وتجار السياسة والسلاح، واستعان بالشوفينيين والضباط الفاسدين، وبات نهب ثروات البلاد هدفهم الأول، وإلصاق التهم بالآخرين وتهديد من كان لايسايرهم بملفات مفبركة هدفهم الآخر، إستغلوا موارد البلاد بكل الوسائل والفرص الممكنة، وأشاعوا الفساد الإداري والمالي والسياسي، وإعتبروا عهد المالكي فرصتهم المتاحة التي تمكنهم من نهب أكبر ما يمكن، وبعد اكتشاف عزلتهم السياسية والإجتماعية وجدوا أنفسهم وجها لوجه مع رفض أبداه شعب العراق، وتعرت هياكلهم الهزيلة والضعيفة، ورغم إنهم شكلوا جيشاً من أشباه الكتاب والصحفيين المرتزقة، لتجميل صورة حكومتهم ورئيسها وتغطية الفشل السائد بكل وسائل الدعاية والتحريض السياسي والطائفي، وبكل وسائل الترقيع والمسكنات المؤقتة والمستقبلية، إلا إنهم لم يتمكنوا من إخفاء عوراتهم السياسية والمالية والمهنية، لذلك أخذوا يعادون الجميع والجميع عاداهم .. وفي 2014 بالذات عاد العراق إلى المربع الأول، وإنعدمت الثقة بين الأحزاب والكتل السياسية والحكومة والعشائر، العشائر والجيش، السنة والشيعة، الكورد والعرب، وبات العراق الغني بموارده بلا خزينة وبلا ثروات احتياطية، وإنتشرت الجرائم وممارسة النهب والسلب والإغتيالات والإعتقالات وتنفيذ الإنتقام الطائفي بشكل علني ومن دون رقابة السلطة وأجهزتها الأمنية، ووصلت الامور إلى أسوأ حال. وجاءت أحداث العاشر من حزيران 2014 وما تلاها من أحداث مريعة ومفجعة، مع ذلك وجدت الحكومة المالكية والمحيطين بها في ظهور داعش وممارساته (مظلة جديدة للاستظلال تحتها والاحتماء بها)، والعمل على الاصطفاف من جديد تحت حالة الطوارىء وربما الأحكام العرفية، ولكن لم تجر الرياح كما إشتهى المالكيون، ولم تسلم الجرة هذه المرة، أزيح المالكي، وتم تشكيل حكومة تمثل العراقيين وتعمل من أجل طي صفحة الماضي الأليم..
اليوم ونحن في الأيام الأخيرة من سنة مليئة بالكوارث والمحن ساد فيها الفقر والإرهاب والفساد بسبب سياسات المالكي والذين كانوا يحيطونه ومكتبه السابق الذي كان يتدخل في كل صغيرة وكبيرة بهدف إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، تعالوا وبمناسبة العام الجديد، لانقول عفا الله عما سلف، بل، لنترك الامور للعدالة والقضاء، وللجهات المختصة، وتعالوا لنفترض بداية مختلفة للعام الجديد، ونتعامل مع الهواجس وحيال النيات بإخلاص، ونتجاوب مع رغبات المخلصين، ونحاصر الحرائق والمفسدين، ونغلق نافذة الرياح الكارثية، لأن مستقبل الجميع على المحك...