للمرأة يوم عالمي ولها اتفاقية (سيداو) الدولية وهي موضوع ساخن للروايات وللدواوين الشعرية والكتابات الاجتماعية, مثلما هي حاضرة حيثما يحضر ويعمل وينتج الرجل, وهي مكافحة على خطوط النار في كل مكان من اجل مستقبل افضل للبشرية. فهي شريكة فاعلة وقدرة فائقة على العمل وامكانية بلا حدود للعطاء كأم وزوجة واخت وزميلة وصديقة وحبيبة وملهمة للحب منذ الازل .


وحين يزدهر مهرجان القاهرة السينمائي السابع لسينما المرأة بـ (60) فلما ً من (40) دولة وكلها من اخراج النساء فهذا يراكم اليقين انها في واجهة الواجهة لتجذير دورها واهالة التراب على كل النظريات والاراء والافكار التي تقيد عقلها وتكبل يديها فمساحة فعلها وحركتها كل الكرة الارضية وليست بيتا ً مصغرا ً باربعة جدران او مطبخاً تعايشه ليل نهار وهي تنطفئ ويذبل عودها .
فالمرأة في السياسة والادب وفي الحفاظ على البيئة وخلق عالم خالي من الحروب وفي جعل العائلة واحة امان وفي كل ميادين العطاء والتضحية اثبتت كم هي جديرة بالحياة وبالوجود الاخضر الى جانب الرجل وليس دونه او فوقه .
ان افلام مثل (اصدقاء حتى الموت) و (ايادي امي) وغيرها من الافلام ستطل من نافذة المرأة وبابها المشرع بلغة انثوية وتفكير انثوي مرن وهادف وملون وناعم ولكنه قوي مقاوم وصلب الارادة .
المرأة في السينما عنوان واطلالة حضارية تقول بالفم الملآن للعالم اجمع ان هذا الفن الجماهيري السابع المؤثر جدا ً في عقول الناس وتغيير انماط سلوكهم وتعاملهم لم يعد حكرا ً على الرجل, فالمرأة الممثلة والمنتجة والمخرجة وكاتبة السيناريو والمصممة كانت ومازالت احد اهم اسباب نجاحات الافلام العالمية. لكن هذه النجاحات غير كافية لابراز صورة المرأة المشرقة في الحياة والحضارة لذلك اقدمت على خطوة تكثيف الفعل السينمائي من خلال اقامة مهرجان خاص بافلام النساء. القضايا التي تطرحها هذه الافلام تشمل حتما ً معاناة المرأة ولاسيما في مجتمعاتنا الاسلامية والملفات الساخنة للعائلة والاسرة والطفل وتهديم القوالب الجاهزة والصور النمطية عن المرأة ودورها في الحياة.
ان المرأة ضحية في السلم وفي الحرب هي الضحية الاكثر تعرضا ً للقمع من خلال الاغتصاب والسبي والخطف والترحيل والتهجير فهي في كل الاحوال عنوان لمعاناة كبيرة وهذا ما يبرزه المهرجان السينمائي للنساء.
بمناسبة هذا الحشد النسوي الجميل في مهرجان القاهرة نتذكر كل النساء القياديات في العالم وكل النساء اللواتي حصلن على جوائز نوبل وغيرها من الجوائز الدولية ونستحضر للذاكرة (زها حديد) مصممة عمران المستقبل, و(نوال السعداوي) التي تواجدت مؤخراً في كوردستان العراق للتضامن مع النساء الكورديات البطلات في مدينة (كوباني) , وملكات ورئيسات وزراء ووزيرات اكثر من دولة على خارطة العــــالم. ونتذكر (الام تيريزا) صـــــاحبة اكبر قلب نسوي للمحروميـــــن في العالم و(الليدي ديانا) التي مازالت تلقب في بريطانيا بـ (اميرة القلوب) وكل الامهات الثكالى في العراق اللواتي فقدن فلذات اكبادهن بايدي ارهابيي القرون الوسطى من داعش في فاجعة سبايكر والصقلاوية وفي مرابع عشيرة البو نمر وغيرها من بقاع هذا الوطن العزيز, ونتقطر الماً ودمعا ً من اجل كل امراة مسيحية او كوردية ايزيدية خطفت واغتصبت بأيدي هؤلاء الوحوش, ونتذكر اسماء الفنانات (عفيفة اسكندر) و(صباح) و(اديث بياف) وغيرهن من اللواتي جعلن الوطن يختزل في اغنية, وشاعرات مثل (نازك الملائكة) و(لميعة عباس عمارة) اللواتي جعلننا نحب الحياة اكثر. نتذكر كل امرأة في كل بقعة من بقاع العالم ونقول لها اهلا بك في العقل والقلب, فأنت موضوع الحياة كلها ومهرجانك السينمائي خطوة لوضعك في صميم المجتمع البشري كقوة فائقة التميز في القرن الواحد والعشرين .