وداعأ سالم الآلوسي حاضن الذاكرة العراقية........................... فوزي الاتروشي - وكيل وزارة الثقافة
فهو رجل، كما يقول عبد الحميد الرشودي (مؤمن بالوطن يحترم العلم ويجلّ العلماء ويحرص على التواصل معهم). والى ذلك فقد اجمع العراقيون على حبه والإعجاب بخزينه المعرفي الغني لأنه لم يدخل عالم السياسة وإنما بقي على ضفاف الفكر والعلم وهذه فضيلة كبيرة له جعلته يستمر في العطاء طوال عمره المديد.
حصل الالوسي عام 1952 على شهادة الليسانس في الإدارة والاقتصاد وتقلد وظائف كثيرة ولكن عطاؤه الأبرز والأشهر كان في التأسيس للدراسات الوثائقية والاثارية. ففي عام 1964 عمل في مديرية الثقافة ليصبح بعدها الامين العام للمركز الوطني للوثائق التابع لجامعة بغداد وهو المركز الذي يسمى حاليأ (دار الكتب والوثائق( كمركز لجمع وتصنيف وأرشفة الوثائق والسجلات والكتب والمخطوطات وكان له الفضل مع أساتذة اخرين في إصدار قانون يلزم الدوائر بالحفاظ عن الوثائق وعدم اتلافها.
وعمل الالوسي على تأسيس فرع للمجلس الدولي للوثائق في العراق، واصدار مجلة ( الوثائق ).
ومما مكن الالوسي من لعب دور محوري في مجال عالم الوثائق ومتابعتها لانها تشكل ذاكرة العراق وتاريخه والمؤشر الذي يعيننا على فهم تفاصيل الحياة الادارية والثقافية والفكرية في مختلف المحطات التي مرّ بها العراق فأيّ شعب بلا أرشيف ووثائق هو شعب مغيّب وعديم الذاكرة .
لقد كان للمرحوم سالم الالوسي الدور الفاعل جداً في التأليف في هذا المجال الحيوي. ومن مؤلفاته المهمة ( ناجي الأصيل ) عبارة عن سيرة شخصية و(ذكرى مصطفى جواد عام 1970) و(الراهب العلامة الاب انستاس الكرملي) عام 1970 ومؤلفات في حقل الاثار إضافة الى عشرات البحوث والمقالات والدراسات المعمقة وترجمة كتب مرجعية متعلقة بعالم الأرشيف ومنها كتب (الأرشيف - تاريخه – اصنافه – ادارته) و(علم تحقيق الوثائق) وغيرها الكثير.
وله مشاركات كثيرة في المؤتمرات الدولية التي يقول عنها انها اكسبته الخبرة والتمرس والتعمق في مجال الارشفة وجمع وتحقيق الوثائق حيث يذكر (لقد كسبت خبرة كبيرة من خلال الخبرة الدولية اثناء مشاركتي في مؤتمرات لندن وباريس عام 1980 وانتخابي عضوا في لجنة الوثائق غير المنشورة التي تعود الى القرنين الرابع عشر والخامس عشر ومقرها لندن).
وداعا سالم الالوسي العراقي الأصيل والجميل فقد اجمع العراقيون على حبك وهم قلما يجمعون على كثير من الاشياء.