دار الثقافة والنشر الكوردية قلب مفتوح للجميع.....................فوزي الاتروشي - وكيل وزارة الثقافة
وكل لمسة نقدم عليها على طريق الحب والوئام والسلام الاجتماعي تراكم فينا رغبة الحياة والتقدم ، ومن هذا المنطلق قلنا مراراً ونقول ان اي مؤسسة وطنية مهما كان اسمها فهي في النهاية ملك لكل العراقيين ، ودار الثقافة والنشر الكوردية هي احدى هذه الابواب المشرعة للجميع .
اننا نقول بصدق وأمانة ان هذه الدار ستكون بؤرة اشعاع وجذب للكوردي والعربي الواعي للشأن الكوردي والكلداني والسرياني والتركماني والصابئي والأيزيدي .
انها دار يلتقي على بساطها الاخضر المسلم والمسيحي والأيزيدي والصابئي في لحظة الفة لابد ان تحتفي بها كل المؤسسات العراقية .
اننا اذ ندير الدار وكالةً ومن موقع ادنى اضافةً الى مهامنا الجسيمة كوكيل لوزارة الثقافة العراقية لن ندخر جهداً لنكون مشروعاً مكرساً لكل التلاوين والتنويعات في الموزائيك المجتمعي العراقي ، فالدار هي معنية حصرا في الثقافة الكردية لكنها حتما معنية بكل اثر او نتاج ام وصنف ادبي او فكري اشترحته قريحة اي عراقي لصالح المكون الكردي الذي يشكل احدى الركائز الاساسية في البنيان الثقافي العراقي .
اننا ننظر بعين السرور الى الانفراجات الحقيقية التي حققتها وزارة الثقافة والشباب في اقليم كوردستان بأتجاه استيعاب المكونات الاخرى في الاقليم وتحسين ثقافاتها ضمن الثقافة الكوردستانية، حيث هناك مديرية الثقافة السريانية ، واهتمام كبير بالثقافة التركمانية .
ومن هذا المنظور طرحنا منذ زمن كرئيس للجنة صياغة قانون الوزارة مقترحالأستحداث دار للثقافات الوطنية لتمثيل الثقافات التركمانية والسريانية والصابئية ، ولان هذا المقترح مازال قيد البحث والمناقشة التي ستطول فأننا في دار الثقافة والنشر الكوردية نعلن ان كل امكانياتنا وتسهيلات العمل المتوفرة لدينا هي في خدمة هذه الثقافات مثلما هي في خدمة الثقافة الكوردية .
قد عانت الثقافة الكوردية واللغة الكوردية عقوداً من الزمن على مر التاريخ من الحجب والقمع والمنع والتعتيم والتحجيم والتمكين بها ولايمكن الا ان يكون ذلك حافزاً لنا لخلق فضاء يتنفس فيه الجميع ، ويمارس حقوقهم الوطنية التي هي بالاساس حريات انسانية لايمكن الا التجاوب معها .
ان الحكومة العراقية مدعوة لتعميق هذا النهج في كل المؤسسات على مستوى التعيينات وتمثيل الثقافات العراقية المتنوعة وتعضيد النشر بكل اللغات العراقية وفتح الافاق الواسعة امام المصنفات الادبية والفنية والفكرية بكل هذه اللغات .
ان الهوية الاحادية صماء وساكنة وصامتة ، ومنعزلة ومنطوية على ذاتها ، اما التنوع والاثراء والاغناء والاكتناز فهو تحاور وتلاقح وتفاعل وتمازج وتطبيق فعلي وعملي لركن من اركان الحضارة .
وكانت البداية ان دار الثقافة والنشر الكوردية في بغداد هي المؤسسة الوحيدة التي اضفت على الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية ميزة جديدة وجعلته احتفالاً بلغة الضاد وباللغات العراقية الاخرى الكوردية والتركمانية والسريانية في ندوة حوارية كانت بمثابة عناق وتواصل عراقي حقيقي واخضر حيث القى مختصون كبار في هذه اللغات محاضرات شيقة اختتمت بنقاشات مثمرة ، وقد اثنى الحاضرون ومنابر الاعلام على هذه الخطوة الانعطافية المتميزة .
وختاماً نقول مرحباً بالجميع في دار الثقافة والنشر الكوردية التي هي بيت كوردستناني مفتوح للجميع .