عمار كوفي .. غصن اخضر وسلة بشائر ................فوزي الأتروشي - وكيل وزارة الثقافة
أنها الحياة في تجددها وتنوعها ومفاجآتها اللا نهائية، وشلالات المياه الدافقة على جفاف أيامنا لترويها ماءاً وعشباً وحباً غزيراً للحياة .
كل أسبوع نلتقي بينابيع صافية نقية ومشاريع نجوم ستكون حتماً في المستقبل القريب متلألئة في مدارات الأرض .
وعلى أنقاض كل خرائب وحرائق الأرهاب الظلامي في العراق ومن بين ثنايا كل هذا الفساد المستشري في بلادنا يبرز الأمل كأشجار نخيل اضافية وكمزارع نرجس في حقول كوردستان العامرة بالثمار .
بالأمس كانت برواز حسين الكوردستانية التي الهبت الجمهور وهي تغني باللغتين العربية والكوردية. لتوصل الى الجمهور العربي في كل مكان رسالة حب ودعوة لتفهم اكبر وتعرف اعمق على الفن الكوردي، واليوم يواصل شاب صغير العمر كبير العقل والقلب والعاطفة نفس الدور. انه "عمار كوفي" الذي لا يبدو كناشئ ومبتدئ وأنما كمحترف ومتمرس وخبير بأسرار الصوت والنغم والاغنية .
لقد سبق عمار الكوفي عمره بسنين والتحق بالكبار، فحين غنى لسفير الأغنية العربية كاظم الساهر ووجدت انه تقمص كل نبرات هذا الفنان الكبير وفي 5/12/2014 جعل لجنة التحكيم ترقص فرحاً على انغام اغنية رومانسية كوردية صارت المطربة أحلام ترددها معه بعشق وشوق عارمين. عمار وبرواز رسالة كوردستانية عراقية للعالم ان الفن لا يقهر وان بإمكانه تحدي كل الاسلاك الشائكة وكل الافكار العبثية التي تحرمه بذرائع ما انزل الله بها من سلطان. وان الاغنية مثل كل اشكال الفن الاخرى اذ تدخل القلب وتلامس شغافه فهي قد تكتب بأية لغة او ابجدية حيث ستصل للمتلقي حتماً، فالموسيقى والصوت واللحن هو المترجم الأكثر تفوقاً وتميزاً للمشاعر والاحاسيس، واضافة لكل هذا فأن عمار هو مشروع ثقافي وفكري وفني يتجاوز كل الأطر الضيقة ليوصل رسالة شعب كوردستان العراق الى العالم على طبق من فن راقي وموهبة راسخة لا يمكن الا الانبهار بها والاعجاب الا متناهي بمحتواها .
لقد عانى الشعب الكوردستاني طويلاً من التعتيم الاعلامي والثقافي أبان سنوات الدكتاتورية المظلمة، ولكن هذا الحصار الفكري انتهى وولى الى الابد بفضل ثورة المعلومات، وانتهى ايضاً بسبب توجهات العراق الجديد الذي يتكلم اللغات الاربع والثقافات الاربع العربية والكردية والتركمانية والسريانية .
شكراً عمار وانت تحرق فواصل الزمن لتحقيق الطموح وشكراً اربيل والسليمانية ودهوك مدن المواهب التي تتفتح كل يوم لتطلع البراعم وتنبت سنابل القمح العامرة بالخبز وتعلو بيادر الخير على اديم هذا الوطن.