كوبــــــــــــــــــــــــــاني ...... لا تكفي.............................. صالح أحمد
التي تعرض بنتيجتها إلى التشرد والتهجير ناهيك عن تردي الحالة الاقتصادية والاجتماعية والتي أفرزت بدورها أمراض نفسية ستظهر نتائجها في المستقبل القريب.
والمضحك في المشهد بناء أساطير وملاحم وانتصارات وهمية على جماجم أبنائنا وتشرد أهالينا في مخيمات اللجوء بالدول الجوار ناهيك عن الدمار والخراب الذي لحق بالبنية التحتية لمناطقنا.
هناك من يريد أن يسأل من "الساسة" أليس من حقنا الدفاع عن أنفسنا وأعراضنا أمام الهجمات الهمجية الشرسة من قبل الكفرة الارهابيين الذين ينتهكون حرماتنا ويستبيحون أعراضنا ويسيطرون على أراضينا وأموالنا ؟.
والاجابة جداً بسيطة وهي أن أبناء الكورد ملتزمون دائماً للدفاع عن وطنهم، ولكن العلة في قيادتكم لهذا الشعب الوفي والذي يتم استغلاله دائماً من قبلكم، لابل تسخرون تلك العواطف لتحقيق مآربكم، كفاكم العبث بالكورد واستعمالهم حقول تجارب لسياساتكم الخاطئة، أصبحتم أمام خيارين لا ثالث لهما إما الارضاخ لأماني الجماهير وتوحيد الطاقات لتحقيق آماله وإما أن تتركوا شعبنا بسلام فأنتم غير مرحبين ومؤهلين لقيادته.
الغاية هي الانسان، ستجدون المفارقة الشاسعة في مقارنة بسيطة بين ما يحصل على الساحة السياسية في كل من إقليم غرب كوردستان وجنوبه، حين سيطر تنظيم الدولة "داعش" على الكثير من المناطق الكوردية ومنها "سنجار" في إقليم كوردستان الجنوبي "بخلاف ما حدث في كوباني" لم تتعامل القيادة الكوردية مع الوضع بردة الفعل، ولم ترضخ للعواطف والقال والقيل، بل احتكمت لصوت العقل وتعاملت مع الوضع بحكمة وحنكة استطاعت بذلك كسب ود العالم المتمدن، وأصبح للكورد شأن في المعادلة الدولية لمحاربة الارهاب واستطاع البيشمركة الابطال تحرير أغلب المناطق الكوردية وكان آخرها تحرير بلدتي "السعدية والجلولاء" قبل أيام، بحكمة الرئيس بارزاني وهمة البيشمركة سيتم تحرير "شنكال" قريباً جداً والمهم في الأمر تم كل ذلك بأقل خسائر بشرية ممكنة وهي الغاية وهو المطلوب.
في إقليم غرب كوردستان هلهلوا وولولوا وأذرفوا دموع التماسيح على "كوباني" بعد استباحتها من قبل مرتزقة "داعش" وكان سقوط المدينة قاب قوسين أو أدنى، فتوجه القطبان السياسيان لغرب كوردستان إلى دهوك وتمخضت عن اجتماعاتهم الماراثونية اتفاق بني على ثلاث مواد، وبطلب من الرئيس بارزاني تدخلت دول التحالف لمناصرة كوباني وفتحت أبواب الاوربيين لصالح مسلم وفيما بعد أرسلت قوة من البيشمركة إلى كوباني بطلب من البارزاني وموافقة برلمان كوردستان.
إلا أن الاخوة الفرقاء بعد عودتهم تناسوا الغاية من ذهابهم إلى دهوك وبات كل بند من اتفاقهم بحاجة إلى اتفاق لانهم بكل بساطة يفضلون مصالحهم الحزبية الضيقة على مصالح الكوردايتي.
من جهته حزب الاتحاد الديمقراطي وبمفهومه الخاطئ يعتبر بانه حصل على ما يريد وهذا ما أعتَبِرُه غباء سياسي، استمراره في توجهه دون الاكتراث للآخرين، بالمقابل أحزاب المجلس الوطني لم تتخطى التفكير الكلاسيكي في سياساته ولم تستطع تجاوز الأنة الحزبية الضيقة، وبين هذا وذاك ستضيع القضية بل ضاعت القضية والذي يدفع الثمن باهظاً هو الشعب الكوردي المظلوم والتواق إلى الحرية.