التسامح والقبول بالآخر...............نوزاد بولص الحكيم
ويتعرض إلى أبشع الجرائم الانسانية على يد الارهابيين من داعش وغيرهم من العصابات والمجرمين، وتتعرّض المكوّنات العراقية الصغيرة ومنهم شعبنا "سورايا" إلى القتل والتنكيل والهجرة الجماعية التي تعرّض لها شعبنا ولأول مرة في تاريخه وتهجيره قسريا من مناطقه التاريخية في الموصل وسهل نينوى، وكما وصفها مطراننا الجليل مارنيقوديموس داؤد شرف مطران الموصل للسريان الارثوذكس الحالة التي وصل اليها مسيحييو الموصل الذين عجزوا عن ممارسة طقوسهم في كنائسهم لأول مرة في تاريخهم منذ 1500 عام، هذا الشعب العريق بحضارته لايسكن مناطقه التاريخية، بل تمّ القضاء على كل شيء في المنطقة التي قدّمت الفكر والحضارة والمدنية إلى العراق، وعاشت آلاف السنين منذ حضارات العراق القديم من سومر وأكد وبابل وآشور، وإستمرت لحين مجيء المسيحية في العراق، حيث كنائسنا وأديرتنا شاهدة على ذلك في جميع المدن العراقية ولحد هذا اليوم.
نحن بحاجة في هذه الايام إلى التسامح والمصالحة ومد الجسور بين أطياف الشعب العراقي بكافة مكوناته الدينية والقومية، والقبول بالآخر وعلى الجميع إحترام مشاعر المواطنين العراقيين التوّاقة إلى السلام والإستقرار، فكيف يتمّ هذا وهناك العشرات من التيارات الدينية المتطرفة والعصبات والمليشيات التي تسيطر على الشارع العراقي التي لاتؤمن بحقوق الآخرين وتفرض معتقداتهم على الآخرين من المكونات الدينية كالايزيديين والمسيحيين والصابئة المندائيين وغيرهم الذين يتعرّضون لإرهاب هؤلاء الجماعات المتطرفة التي إنتهكت حقوقنا جميعاً وأغتصبت أراضينا ومعتقداتنا التي صنعت الحضارة والإنسانية في هذا البلد العريق بتاريخنا الذي لايموت في بلد تلعب به الأمواج الهائجة كما يحلو لها، ولتعزيز قيم ومفاهيم التسامح والقبول بالآخر في العراق نقترح مايلي:
1- وضع وثيقة وطنية تدعو إلى التصالح والتسامح والشراكة ونبذ ثقافة الكراهية بين مكوّنات الشعب من أحزاب وتيارات وأديان وطوائف.
2- زرع ثقافة التسامح بين مراكز القوى والأحزاب السياسية هو عامل مهم في إستقرار البلد من أجل النهوض والاستقرار وبناء الجسور بين مختلف المكونات العراقية.
3- نشر ثقافة التسامح والقبول بالاخر من خلال الاعلام والتربية والتعليم بعيدا عن الاقصاء والتهميش وزرع بذور التعايش السلمي بين المجتمعات العراقية المختلفة.
4- تعلّم اللغات يعزّز قيم التعايش والقبول بالآخر، ولهذا وضع آلية مناسبة لتعليم اللغات العراقية في جميع المدارس العراقية المقرّرة دستورياً بدون أي تهميش.
5- تعزيز وتقوية الروابط الإجتماعية بين مختلف المكونات العراقية من خلال تأسيس مراكز مشتركة تعبّر عن ثقافة التعايش على أن ترعى الدولة دعم هذه المؤسسات لخدمة الصالح العام.
6- تقديم دراسات قانونية لحالة مكوّنات الشعب العراقي من خلال تطبيق المساواة والعدالة الإجتماعية وتطوير دور منظمات المجتمع المدني في فرض ثقافة التعايش المشترك.
رئيس منظمة سورايا للثقافو والاعلام