العرب و الكورد... زواجٌ بالإكراه.عامر الجبوری
أما آن له أن ينتهي بتسريحٍ بإحسان !
عامر الجبوري
أما آن لنا نحن عرب العراق أن نفهم بأن العالم قد تغير وقد تغير عميقاً جداً و إن عُمر دولة جنوب السودان قد تجاوز الثلاث سنوات و إن جمهورية كوسوفو المسلمة بغالبية سكانها أصبح عمرها يزيد على 6 سنوات بجهد و دعم و مساعدة الولايات المتحدة الأميركية بالضد من رغبات و جهود روسيا و بعض دول حلف شمال الأطلسي مثل اليونان و إن اسكتلنده كانت قاب قوسين من الاستقلال عن المملكة المتحدة بعد إتحاد دام أكثر من 4 قرون و إن كتالونيا ستحقق حلمها بالاستقلال عن أسبانيا عاجلاً أم آجلاً و سيخسر حينها محبوا كرة القدم و مشجعوها مشاهدة الكلاسيكي العالمي بين برشلونة و ريال مدريد.
أما آن لنا أن نفهم بأن الكورد في وطنهم كوردستان الجنوبيه - كوردستان العراق - ما عادوا " كيس الملاكمة " ذلك الذي كنا نفرغ فيه شحنة غضبنا و حسرة قهرنا كلما هزمتنا إسرائيل بالضربة القاضية و أذلتنا كعادتها و عادتنا - باستثناء أبطال المقاومة الوطنية اللبنانية - و إنهم أصبحوا اليوم دوله محترمه أكثر احتراما و حضوراً و تقديراً على المستوى الدولي و فرضوا أنفسهم بقوه في الساحة الدولية بما حققوه و أنجزوه بكثير من سلطة عصابة الحراميه السرسريه الأغبياء الفشله في بغداد روافضهم و نواصبهم المشغولين بالسرقة و النهب و المناكفة و العداء و نصب المكائد و حياكة المؤامرات لبعضهم البعض و هواية جمع ملفات الفساد و الإرهاب للغير للتهديد و الابتزاز كما كان يفعل بطل " أم الهزائم " أبو " ماننطيها " القائد العار السابق للقوات المسلحة.
لماذا لا نتفهم أسباب كراهية الأجيال الجديدة من الكورد و بغضهم لنا و رغبتهم الجامحة بفك رباط هذه العلاقة القسرية الكريهة البغيضة و هم لم يسمعوا عن أعمالنا و أفعالنا نحو أجيالهم الأكبر إلا استباحة الدماء و الأعراض و الأرض و الأموال و التقتيل و التشريد و تدمير القرى و الأنفال و حلبجه و المقابر الجماعية و الظلم و الجور و المعاملة السيئة المهينة الإستعلائيه الغير إنسانيه و و ...على مدى أكثر من 70 سنه مقيتة من عمر عراق سايكس - بيكو.
لماذا لا نعي و لا نحس و لا نشعر بمعنى أن " لا " يكون لأُمه من أكثر من 40 مليون إنسان لهم وطنهم الأزلي الأبدي " كوردستان الكبرى " دوله كباقي الأمم في الوقت الذي فيه تُمَثَل أمم لا يزيد عدد نفوسها عن 10 آلاف نسمه في الأمم المتحدة كجمهورية " ناورو " لها علمها و نشيدها الوطني.
لماذا لا نحس و لا نشعر بإحساس الانكسار و الألم و مشاعر الحزن و القهر التي يعيشها الكورد كل 4 سنوات حين تحتفل أمم العالم أجمع باستعراض أعلامها الوطنية و القومية في الدورات الأولمبية و يجلس الكورد أمام شاشات التلفاز تكاد عيونهم تغادر محاجرها بحثاً عن علمٍ يمثلهم في هذا المحفل الدولي الأهم فلا يجدوه هم وحدهم دون جميع البشر.
قد يكون من المفيد التذكير بأن ظُلم الجغرافية الذي جعل الأمة الكورديه تتوسط ثلاث أمم أكبر منها تقاسمتها، إثنان منها وافدتان على المنطقة هم العرب من شبه جزيرتهم و التُرك من أواسط آسيا قد آن له أن ينتهي فما عاد هذا الأمر مقبولاً في القرن الحادي و العشرين لا أخلاقياً و لا إنسانياً و لا حتى لمصلحة استقرار المنطقة و رفاهية شعوبها و سعادتها على المدى البعيد فالكورد جميع الكورد و بلا أي استثناء لن يقر لهم قرار و لن يهدأ لهم بال و لن تيأس لهم نفس حتى يحققوا حلمهم الأبدي المشروع في دولتهم على وطنهم " كوردستان الكبرى ".
ثم إن لنا نحن عرب العراق مصلحه عظيمه و فائدة كبيره في هذا " التسريح بإحسان " لنتفرغ جميعنا لمحاربة عصابة الحرامية السرسريه الفاسدة الجاثمة على صدورنا سُراق و ناهبي أموال أيتام العراق و أرامله و فقراءه و نازحيه روافضهم و نواصبهم فطالما تم استغلال إثارة المشاعر العنصرية الفاشية للكورد في التحشيد أيام الانتخابات و ما قامت به (( شركة النجيفي أخوان للسرقة و النهب و إثارة النعرات العنصرية و الطائفية ش.ذ.م.م. )) قُبَيل انتخابات 2010 أفضح دليل على ذلك. وما كان يثيره " المخلوع " من عداءٍ للكورد للتغطية على فساده الفاجر هو و باقي أعضاء العصابة و فشله في تحقيق أي منجز و أكرر أي منجز للشيعة طيلة ثمان حكمه العجاف هذا إلا إذا أعتبر الأكثر من 80 ألف شهيد الذين ذهبوا ضحايا التفجيرات الإرهابية من منجزاته و يعتبر هزيمته النكراء الشنيعة أمام داعش و نتائجها من مجازر سبايكر و الصقلاويه و السجر و غيرها من أهم إنجازاته للشيعة و خاتمة هذه المنجزات !!!!!!!.
إن ما حققه الكورد من منجزات - مقارنه منصفه بين حواضر كوردستان أربيل و سليمانية و دهوك الزاهية الفرحة الآمنة التي تشع حيوية و نشاط مع بغداد اليتيمة البائسة الكئيبة التي تغرق بزخة مطر و التي تصحو على تفجيرات إرهابيه و تنام عليها و التي " أمينها " نعيم عبعوب !!!!! و باقي مدن الوسط و الجنوب الأشد بؤساً و كآبة، تُجيب على الكثير - تثير حسد و غضب و جنون عصابة الحراميه السرسريه و تُعَريهم روافضهم و نواصبهم أمام جماهيرهم فلا يجدوا لإلهاء هذا الجماهير المسكينة الثوله الغبره الغبية إلا إثارة النعرة العنصرية ضد الكورد ليغطوا على فشلهم و عجزهم في توفير أبسط متطلبات الحياة الآدمية لهذه الجماهير.
إن نسبة الفقر في كوردستان البالغة 7% و حلهم أزمات الكهرباء و الماء و السكن و البطالة و ارتفاع مستوى التعليم و الرعاية الصحية و النهضة العمرانية و الحضارية تثير جنون العصابة مع نسبة فقر تزيد على 22% في مناطق العراق العربي - في السماوه تزيد نسبة الفقر على 40% - و جبال من الأزمات المستعصية على الحل بسبب فسادهم و فشلهم و بلادتهم من كهرباء و ماء و سكن و بطالة و انحطاط التعليم و سوء الرعاية الصحية و و و فلا تجد العصابة من شماعة تعلق عليها هذا الفشل و حل يُنسي هذه الجماهير فقرها و بؤسها و تعاستها إلا في إثارة العداء العنصري الشوفيني للكورد.
بعد كل هذا أليس لنا نحن عرب العراق في هذا التسريح بإحسان من مصلحه و منفعة أكثر مما فيه للكورد.