الحديث عن الايزيدية والاقليات العراقية في بيروت كان مهما.... خضر دوملي
الندوة الموسعة الذي استضافه المركز في الاسبوع الاخير من شهر تشرين الاول الماضي والتي جاءت بجهود ودعم الاب د. جون عقيقي تلقت ترحابا كبيرا واهتماما واسعا من قبل الحضور من اكاديميين ونشطاء ومهتمين وطلبة الجامعة وصحفيين ودارت نقاشات كثيرة بعد الكلمة الافتتاحية للندوة التي القاها الاب عقيقي والتي حملت روحا أخاذا من الانسانية وتعاطفا كبيرا مع الايزيدية في محنتهم التي يمرون بها في العراق ونقلت بكلمات مؤثرة ما اسفر عنه احتلال داعش لسنجار والوضع الحالي لهم، فتحت الباب امام الحضور لتلقي المعلومات المهمة عن الفرمانات التي تعرض لها الايزيدية في العراق والتي قدمها الدكتور سعيد خديده علو ، بكثير من الاهتمام والتسلسل التاريخي من خلال جهد اكاديمي تلقى صدى كبيرا واسئلة واستفسارات لم تنتهي بعد ساعات من النقاشات والى اليوم الثاني من انتهاء الفعالية .
فالارقام والتواريخ التي ضمنها د. سعيد خديده علو استاذ التاريخ في جامعة دهوك حول الحملات والفرمانات التي تعرض لها الايزيدية في فترة الدولة العثمانية منذ بداية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وصولا الى تأسيس الدولة العراقية لم تكن معروفة للحضور، والادلة التي قدمها عن طبيعة واسباب تلك الحملات وما اسفر لها صار يتلقفها الحضور بكثير من الاهتمام، واصبح الجو العام في القاعة حزينا، ومتلهفا ليعرف المزيد ويطالب باكثر من لقاء ومنتدى.
الجزء الاخر من الملتقى الذي استضافه المركز كانت تلك الورقة التي قدمتها عن ( الايزيدية والاقليات الدينية العراقية بعد داعش ؛ رؤية مستقبلية ) فلم تكن كلمات وعبارات د. سعيد لتنتهي حتى ساد الصمت والحزن على الحاضرين لما قدمناه من ارقام واحصائيات لما عانته وتعاني منه الاقليات والمكونات الدينية والقومية في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية وصولا الى داعش .
الاوضاع الحالية للايزيدية من سبي النساء وخطفهن وبيعن و خطف الاطفال والرجال من سنجار ولاقت صدى كبير من قبل الحضور، والاهتمام والتواصل الذي اباداه الحضور بواقع الاقليات والاسئلة والنقاشات التي دارت حملتها في طياتها الكثير،،، الحديث عن الايزيدية في بيروت كان مهما نعم، والطلب بالمزيد من التعاون وفتح باب المركز لكي نقدم المزيد من الدراسات والبحوث ستكون مشاريع مستقبلية ستأتي بثمارها بجهود ودعم الشخصيات الرائعة مثل الاب جون عقيقي .
لذلك فأنه كثيرا ما تصبح بعض الافكار البسيطة نواة لعمل جيد، ومؤثر، وكثيرا ما تتحول بعض المبادرات الى نافذة مهمة للتواصل وفهم الاخر بالطريقة الاصح، وخاصة عندما يقوم بتلك المهمة اكاديميون ونشطاء ومختصين، ومبادرة جامعة الروح القدس في الكسليك كانت ابرزها للحديث عن الايزيدية في بيروت لاول مرة بشكل اكاديمي .