ميسان في القلب تعانق اربيل..................فوزي الاتروشي
وفي مهرجان الكميت الثقافي الرابع هذا العام في 16-17/10/2014 تحول الشعر الى رسالة مفعمة بمعاني التحدي والمقاومة ضد الكره والحقد والظلام والوحشية التي يشيعها ارهابيو (داعش) في وطننا العراقي .
اعلنت ميسان بشعرائها ومثقفيها ونسائها ورجالها وبقصائدها الندية والحاملة لحلاوة نخيلها تضامنها مع خطوط النار في (سنجار) و(زمار) و(اربيل) و(آمرلي) و(طوزخورماتو) و(الانبار) و(كوباني) التي اغتسلت بدماء المقاتلات الكورديات وهنّ يمرّغن "رجولة" داعش الكاذبة المزعومة في الوحل.
كان الجميع في المهرجان على كلمة سواء واحدة هي ان الانسانية والحضارة والتراث والفن والادب ومستقبل الاجيال القادمة في خطر, لذلك فلا مجال الا لحل واحد هو الاصطفاف الوطني الشامل دفاعاً ليس عن العراق فحسب وانما عن العالم في مواجهة ابشع هجمة ظلامية في العالم.
ميسان تنطق بالامل في شوارعها وازقتها وضوء نهاراتها وشعاع ليلها الذي لا ينقطع والمد العمراني الذي يبعث عن الانشراح في وقت مازالت اغلب بقاع الوطن ومنها العاصمة بغداد راقدة تحت ركام من الخرائب والتخلف واللامبالاة لذا فأن هذه المدينة التي ينشطر فيها دجلة الى رافدين فرحاً بها تدخل القلب بسرعة خاطفة وتعانق اربيل الساعية حنينا الى الإمام.
والزائر لهذه المدينة سيلتقي حتما ببيادر شعر وفن وأدب قلما ينقطع هدير شلاله أنها مدينة الشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة وقائمة طويلة من المبدعين والمبدعات الذين استشهدوا على مستوى العراق والعالم وكانوا ومازالوا عنوان فخر وعلامة انبعاث لوطن اصبح هدفا للارهاب والقتل والتدمير على يد وحوش قادمين من دهاليز الظلام الحالك.
في مهرجان (الكميت) الرابع ارتفع صوت (35) شاعراً وباحثاً مثل حزمة ضوء مبهرة ومثل بشرى وبعد خير ووعد بالمطر والبسمة لاطفال العراق, فالخضوع والسكون, بل الوقوف على خط الحياد حين يكون الوطن كله مهدداً بالمصادرة يعتبر خيانة, وخيانة المثقف والشاعر والاديب والكاتب اكثر وقعاً من خيانة السياسي.
في كردستان ترتفع الى الاعالي اشجار الصنوبر والصفصاف والرمان والزيتون والتفاح معانقة القامة الباسقة لاشجار النخيل في (ميسان) في اطلالة حب وعشق لاهب يجعل كل حقد وبشاعة الارهاب هشيماً تذروه الرياح... فمرحبا بميسان وهي تعانق اربيل في القلب راسمة قصة حب تتسلسل برفق وحنان وألفة.