• Monday, 23 December 2024
logo

عمار الكوفي صوت عابر للحدود......................عبدالكريم الكيلاني

عمار الكوفي صوت عابر للحدود......................عبدالكريم الكيلاني
الغناء هو شكل من اشكال الطبيعة يلجأ اليه الانسان للتخفيف عن الحزن والألم والتعبير عن الفرح والسرور والمغنّي المطرب يبعث في الروح الانشراح ويمدّها بذبدبات انسانية تهتزّ لها الابدان وتطرب لها النفوس،
واذا ما توافرت الشروط الطربية في صوت ما، فانه يحوز على الرضا والقبول من عامة الناس، كما ان الاصوات المؤثرة تختلف درجة وجمالاً بين الاشخاص وهذا معروف لدى المتابعين للفن عموماً، وهنا لا بد أن نشير الى أن المسابقات الغنائية التي انتشرت في الاونة الاخيرة تصب في مصلحة الموروث الغنائي وامتداده واظهار الاصوات المؤثرة التي تجد لها مكاناً في المكتبة الصوتية للمجتمعات المختلفة بغض النظر عن اللغة والبيئة التي ينتمي اليه المتسابق فالاصوات لها لغة واحدة واحساس واحد يفهمه الجميع، والمتابع لبرنامج ( عرب ايدل ) يرى بوضوح ظهور اصوات جميلة ستضع بصمتها في قلوبنا لمديات طويلة ومن هذه الاصوات الجميلة التي حازت على رضا وقبول اللجنة والمتابعين صوت الفنان الشاب عمار الكوفي، هذا الصوت الآتي من جبال كوردستان العراق، عشق الغناء منذ صغره فوالده محمد صالح ( اسم مركب ) كان شغوفاً بالغناء والموسيقي، يدندن كل مساء في البيت بعد عودته من العمل وكان عمار يصغي له بشوق حتى أصبح عاشقاً للموسيقى والغناء واشتغل على صوته وكأي موهوب يحلم بايصال صوته الى المحافل الغنائية أصرّ عمار أن يحاول فالمحاولة اساس النجاح.
عمار محمد صالح کیڤی وهذا هو اسمه الحقيقي، تحول فيما بعد الى عمار الكوفي الذي اعتمده كأسم فني يُعرف به مستقبلاً، من القاطنين في بلدة زاخو الحدودية الكوردية المحاذية لتركيا، شاب مهذّب، ذكي، وموهوب، له صوت طربي اصيل، مُجِدّ، وسيم، استحوذ على قلوب اللجنة التحكيمية في برنامج ( عرب ايدل ) ليوصل ما وهبه الله من موهبة الى ملايين المشاهدين لهذا المحفل الجميل، ويدخل الى قلوب واذهان الناس قبل بيوتهم، بالرغم من كل مايجري من احداث دامية في العراق وحدود اقليم كوردستان، من مقاومة باسلة للبيشمركة والجيش ضد المعتدين، فعمار يدافع ايضاً عن بلاده عن طريق الغناء وترسيخ اسمه في المحافل الدولية، فالفنانون الحقيقيون هم من يخرجون من رحم الحزن والمعاناة ولاصواتهم وقع كبير على الاعداء والاحبّاء واحياناً يحدث الصوت الجميل تأثيراً يوازي تأثير الرصاص اذا ما وظّف بشكل اكاديمي وصحيح لخدمة الانسانية والوجود والتسامح بين الثقافات، وهذا مانراه جلياً في عمار الذي يجيد الغناء بالعربية كاجادته للغته الام الكوردية وانا على يقين بان كسره لحاجز اللغة وضعه في موضع ترحيب ومحبة لدى الملايين من المتابعين لخطواته الرصينة في اثبات نفسه كفنان عابر للحدود، قد يكون له شأن كبير مستقبلاً اذا ما استمرّ على هذا المنوال، وبغض النظر عن النتيجة النهائية للبرنامج فان لصوت عمار الكوفي علامة مميزة لا يمكن لاحد تجاهله، وهنا لا بد من الجهات المعنية في العراق واقليم كوردستان الوقوف مع عمار لتحقيق حلمه والفوز بالمراتب الاولى من خلال التصويت او التشجيع المعنوي فالفوز باللقب هو فوز لاقليم كوردستان والعراق على حد سواء ، وبكل الاحوال فان التساؤلات عن منح اللقب لعمار قائمة فهل سيجردوه من اللقب لكونه كوردي وهذا الاسم قد يسبب الرهبة لدى الاخر ام سيجردون انفسهم من تلك الرهبة ويمنحونه اللقب كونه يستحق ؟
Top