كل عام والمربد بخير والعراق بخير........................فوزي الاتروشي
والمربد هي البقعة التي تنبض بالشعر والفكر والأدب سنوياً في البصرة المكتنزة بالنخيل والسابحة في الماء والقادمة من سجل ثري بالتمرد والثورة والفلسفة ورقصات الصبايا وأغانيهم على ضفاف (شط العرب).
وفي 22\10\2014 يتوافد الشعراء إلى البصرة ليس لإلقاء الشعر فحسب وإنما لتجسيد تظاهرة ثقافية شعرية من اجل وطن جريح ومن اجل مستقبل امن ومستقر لشعبنا الذي اكتوى بنا الإرهاب الأعمى.
وسيكون السؤال الملح في كل كلمة تقال أو مقطع شعري يلقى او لوحة تعرض كيف نعيد البسمة إلى أطفالنا والأمان إلى شوارعنا والحياة الى مدننا الكثيرة التي تعاني وتنتظر آملا بالنجاة من الجندي وهو يقاتل ورجل الأمن وهو يطارد أوكار الارهابيين والسياسي وهو يحترف الفعل وليس القول والثرثرة على الهواء, ولكن في نفس الوقت فهي تنتظر من الكاتب والأديب والمثقف على منبر المربد إن يقف في قصائده على خطوط النار وفي خنادق المقاومة الوطنية.
لقد كان الشعر دائماً مرتكزاُ لدفع العواطف والمشاعر والأفكار الى الأمام وعدم الانكفاء والانطواء او الوقوف على خط الحياد في وقت يتعرض كل الوطن ووجوده الى الخطر أمام اعتى هجمة إرهابية ظلامية.
ان المربد ملتقى يتجاوز إذن مجرد ألقاء القصائد الى بيان الموقف والتصريح بما يجعل الكلمة والقصيدة في الجبهة الأمامية لذلك نتوقع من الشاعرات والشعراء من الداخل والخارج ان يشكلوا جبهة رصينة ومحصنة ضد خطر داهم ومحدق بالجميع دون استثناء.
أتمنى ان تكون مقاومة وصمود شعبنا في الانبار وديالى وصلاح الدين وسنجار وزمار وكل البقاع الأخرى مواضيع لكتابات تؤرخ وتوثق لحجم مأساة شعبنا على يد إرهاب تخلى عن كل القيم الجمالية والحياتية الإنسانية.
ان مأساة النساء الايزيديات وهنّ يغتصبن ويتم بيعهن وتعذيبهن ممارسة تفوق ماحدث في القرون الوسطى, فهل لي ان أحلم ان ثمة قصائد في المربد لتجسيد دموع والام وجراحات هؤلاء النسوة البريئات وهل سنجد من يرسم ويركز على البطولة النادرة للمقاتلات في شوارع مدينة (كوباني) التي مزقت (رجولة)!! داعش ومرّغتها في الوحل؟ وهل سنستمع الى قصائد تتغنى بالبطلة (امية الجبارة) و(سميرة النعيمي) و(ابتهال يونس الحيالي) و(الدكتورة غادة شفيق) وغيرهن من النساء اللواتي استشهدن ودخلن الذاكرة العراقية من أوسع الأبواب ؟
ان المشاهد واللقطات والمواقف الغزيرة لقصة شعبنا الطويلة لمقاومة الإرهاب ألظلامي مادة غزيرة وثرية غاية الثراء للكتابة والتسجيل فكل عام والمربد بخير والعراق بخير.