تحية الى إذاعة صوت كوردستان في ذكرى إنطلاقتها................صبحي ساله يي
وذلك لأيصال صوت ثورة الى الشعب الكوردي وصوت الكورد الى العالم. ففي ظل واقع محلي صعب وقاسي، وفي ظل ظروف دولية كانت لصالح الحكام على حساب الشعوب، ولصالح المصالح على المباديء والقيم والاعراف الانسانية والسماوية، أصبحت تلك الاذاعة صوتاً هادراً للبيشمركه الرابضين في سهول و روابي و جبال كوردستان، صوتاً للعمال والفلاحين والطلبة والمثقفين وللذين تعرضوا لشتى أنواع التعذيب في سجون الحكومات العراقية المتتالية، صوتاً لإناس عاهدوا الله والوطن وأرواح الشهداء، أن يظلوا أشواكاً في عيون أعداء الإنسانية، ويكونوا لهم بالمرصاد في ساحات الوغى.
ومنذ البداية عهدها حظيت تلك الاذاعة بالعشق الاسطوري للعاملين فيها، والذين ضحوا بكافة ملذات الحياة في المدن، وفي أوقات كانت تحرق أرض كوردستان بقنابل النابالم و الفسفور والاسلحة المحرّمة دولياً، والمشتراة بنفط كركوك الكوردستانية، إستطاعت إذاعة صوت كوردستان إشباع رغبات المستمعين في كافة أجزاء كوردستان، ونشر النهج التربوي الأخلاقي للثورة الكوردية، وترسيخ الفكر الديمقراطي، وفضح أساليب النظم الوحشية الحاكمة في بغداد وممارساتها القمعية ضد الشعب الكوردي التواق للحرية والكرامة الإنسانية، ونجحت في رفع عزيمة ومعنويات البيشمركه لصد الهجمات الشرسة لجيوش وجحوش السلطات الباغية، وأوقدت أوار المقاومة والصمود والثورة ووجهت مسيرة النضال نحو التقدم والرسوخ لعقود متتالية، ورافقت مختلف مراحل النضال لشعب كوردستان والعراقيين الاحرار الذين لجؤا الى المناطق المحررة في كوردستان هرباً من تعسف الحكومات وحباً للحرية والانعتاق، وأدت رسالتها الإعلامية الثورية النضالية الإيجابية الفاعلة والصادقة بأمانة وإخلاص ووفاء وإتقان ..
واليوم يمكن القول أن إذاعة صوت كوردستان لاتزال شامخة كشموخ جبالنا الشماء، وتحافظ على ثقلها الإعلامي وتؤدي رسالتها القومية والوطنية بكل مصداقية وواقعية وبمهنية صحفية رائعة من خلال برامجها المتنوعة المختلفة، وتضحي وتناضل وتكفاح من أجل إيصال كلمة الحق إلى مستمعيها، وتعتبر الظهير القوي للمؤسسات الحكومية الرسمية في إقليمنا الناهض، والتي تعمل من أجل بناء الإنسان الكوردستاني الحر الصادق والوطن المستقل وتدير شؤون البلاد والعباد وفق القانون، وما زالت تعتبر الصوت الحقيقي المعبرعن طموح الشعب الكوردستاني بكل أطيافه وقومياته ومذاهبه، والمدافع الأمين عن آمال ورغبات المواطنين ومطالبهم المشروعة وعن حقوقهم وحرياتهم العامة والخاصة، وعن الحياة الديمقراطية الحرة السعيدة في المجتمع الكوردستاني.
في هذه المناسبة العزيزة على قلبي وعلى قلوب الملايين من الكوردستانيين، لا يسعني إلا أن أحيي بإجلال روح رمز الكورد وكوردستان الخالد مصطفى البارزاني وروح الفقيد الغالي ادريس البارزاني مهندس المصالحة الوطنية، وأحيي أرواح شهداء الحركة التحررية الكوردستانية، وأرواح كل الخيرين من اولئك المناضلين الذين عملوا في تلك الاذاعة، والذين ببنادقهم وأقلامهم وأصواتهم دافعوا عن اسمى ما نملك، وأوصلوا الرسالة المقدسة لثورة ايلول، وأهنيء مديرها الأخ العزيز أسعد عدو، وكافة العاملين فيها وأشد على أيديهم وأتمنى لهم ولإذاعتنا الحبيبة العمر المديد والنجاح والتوفيق، وأقول لهم : كل عام وأنتم بألف خير...