الربيع الكُردي ، لأجل ماذا يُحارب حزب العمال الكُردستاني ؟............ترجمة تمر حسين ابراهيم
القناة الرابعة البريطانية
ترجمة : تمر حسين ابراهيم
قد يلعب حزب العمال الكُردستاني دورا هاما في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية لكن جذورهم كمُقاتلين ماركسيين يجعل الغرب حذرين . سنرى في تقرير القناة الرابعة كيف يسعى الحزب إلى ربيع كُردي .
بعد مرور ما يزيد على ثلاثين عاما على ثورة ماركسية – لينينية غير مُناسبة للعصر قام بها مُقاتلو حزب العمال الكُردستاني ضد الحكومة التركية ، يقول الحزب إنه يُعارض النزعة القومية،الإستراتيجيات العسكرية الشيُوعيَة و حتى فكرة الدولة القومية - ليتبنى عوضا عن ذلك تعاليم مُفكر أمريكي غامض.
بعد اعتقال زعيم حزب العمال الكُردستاني عبدالله اوجلان و سجنه في عام 1999 ، بدأ بإعادة تقييم للنهج الماركسي – اللينيني المُتشدد الذي سار عليه منذ تأسيس الحزب في عام 1978 و لاحقا حرب عصابات دموية انطلقت في 1984 و التي أودت بحياة الآلاف .
خلال سجنه إطلع اوجلان على كتاب ل " موراي بوكشين " و هو فيلسوف اشتراكي لاسُلطوي أمريكي من نيويورك و مُناهض للرأسمالية و الذي بقيت نظرياته عن " المُحيط الاجتماعي " و" استقلال البلديات الذاتي التحرري " غامضة حتى ضمن تياره السياسي لغاية مماته في عام 2006 .
بدمج هذه الأفكار مع تعاليم فرنارد بروديل و فريدريك نيتشة ، اعلن اوجلان عن اتجاه جديد يعتقد أن على حزب العمال الكُردستاني إتباعه .
في خطابه الجديد هو يرفض العنف السياسي ، القومية و حتى فكرة الإعلان عن تأسيس دولة كُردية " القومية التي كان علينا مُعارضتها ، عذَبتنا جميعا "
عقلية جديدة
في شمال لندن ، امضى أفراد من الجالية الكردية سنوات يدرسون العقيدة الجديدة التي طرحها اوجلان و يجرون نقاشات بشأن كيفية إبعاد كفاحهم عن ماضيه السُلطوي .
قال ميمد آكسوي ، و هو ناشط كُردي للقناة الرابعة الإخبارية كيف أنه يتصور تشكل إقليم كُردي يتكون من المناطق التي تتمتع بالحكم الذاتي في تركيا ، ايران ، العراق و سورية بالإعتماد فكرة بوكشين " استقلال البلديات الذاتي التحرري "
" كانت هناك رغبة كبيرة في السنوات العشر الماضية للتخلص من عقلية الدولة القومية لدى حزب العمال الكُردستاني في السابق و تطوير الأطر للوصول إلى عقلية ديمقراطية و المُساواة بين الجنسين " قال ميمد آكسوي .
" اقتُرحت ثمان مناطق لشمالي كُردستان ،حيث يتم تنظيم الشعب على شكل هرم تصاعدي مقلوب يبدأ من الأسفل للأعلى . هناك حاليا الشارع ، الحيَ و مجالس المدن و البلدات ، تُرسل كل واحدة منها مُمثليها إلى مؤتمر المجتمع الديمقراطي " قال ميمد آكسوي.
" هنالك الآن ثلاث مناطق ( كانتونات ) تتمتع بالحكم الذاتي في غرب كُردستان ( سورية) و لكل واحدة منها برلمان ، رئيس وزراء، وزراء و قوات خاصة بها ، تلجأ هذه المناطق إلى الإقتصاد التبادلي عند الإمكان و أقامت بلديات على جميع المستويات لحل مشاكلهم " .
تخيُلات
لكن بعد سنوات من صراع دموي و الذي حصد حياة أكثر من أربعين ألف شخص ، هل يمكن للتصور المثالي لزعيم حزب العمال الكردستاني أن يكون له تأثير كبير على القوات التي تقاتل الآن تنظيم الدولة الإسلامية في سورية .
يقول ميمد بأن هناك خلافات ضمن حزب العمال الكردستاني تتعلق بالقضية " لقد كان الأمر صعبا بالنسبة للناس أن يتخلوا عن كردستان مُستقلة ، مُوحدة و اشتراكية – أو دولة كُردية "
" إن إعادة صياغة اوجلان للإشتراكية الديمقراطية و كيف يمكن تنفيذها في إطار حكم ذاتي ديمقراطي بدت كتخيلات لكثيرين حتى سنوات قليلة مضت "
" لقد أصبح الأمر واضحا الآن مع وجود الثورة في غرب كردستان و عجز حكومة إقليم كُردستان عن الدفاع عن نفسها ، بأن هذا هو الحل المُمكن في منطقة فيها صراع مع الطائفية ، القومية و مجتمع يُسيطر عليه الرجل "
مثل اوجلان ، بحث موراي بوكشين عن وطن سياسي جديد في أواخر حياته – و قد عارض اخيرا الحركة السُلطوية و اصبح صوتا بارزا ضمنها و كان يسعى لنظام الحكم الذاتي .
حاول اوجلان الإتصال بموراي بوكشين عندما كان حيَا لكنه لم يكن بصحة جيدة تسمح له بالتواصل . تُتابع صديقة عمره ، جانيت بيهل ، عمله العقائدي المتعلق بالمحيط الإجتماعي و تدرس التطبيق الكُردي لأفكاره .
"يمكننا القول عموما بأن الحركة تلتزم بأفكار و تصورات اوجلان و يناقشونها في الدراسات ، حلقات البحث ، المؤتمرات، وسائل الإعلام و مع أنفسهم " يقول ميمد .
" يمكنك على الدوام سماع أقوال و مقاطع نصوص ل ادورنو ، بوكتشين ، اريندت و نيتشه في الأوساط الكُردية "
مُهمشُ ومحظُور
يُشارك حزب العمال الكُردستاني في عملية السلام و هدنة لوقف إطلاق النار مع الحكومة التركية و يأمل برؤية اوجلان حُرا أخيرا .
اعلن اوجلان في عام 2006 بأنه " لا ينبغي على حزب العمال الكُردستاني استخدام السلاح إن لم يُهاجم" و دعا " لإتحاد ديمقراطي بين الأتراك و الكُرد " في خروج كبير عن موقفهم السابق " تمرد من ثلاث مراحل " و الذي استلهم مُباشرة من الزعيم ماو .
يعترف ميمد بأن تأييدهم لعقيدة مُتطرفة و الجذور الماركسية تمنع حزب العمال الكُردستاني من إيجاد دعم في المجتمع الدولي من أجل قتال قوات تنظيم الدولة الإسلامية .
" لقد رفض حزب العمال الكُردستاني أن ينفذ ما يطلب منه مع المجتمع الدولي في مُناسبات عديدة ، اعتقال اوجلان و دعوته للسلام بعد اعتقاله هي إحداها "
" لكونه عدوا فعليا نتيجة صراعه مع الدولة التركية و بسبب الإنقسام بين الكُرد فقد منح ذلك حكومة إقليم كردستان العراق دور " الكرد الطيَبين و تم تهميش و حظر حزب العمال الكُردستاني بإستمرار "
" لم يتفق مع حكاية عامة للمجتمع الدولي مثل الإسلام السياسي و العصابات التي أنشأتها "
بريان ويلان ، القناة الرابعة البريطانية ، الإثنين 8 سبتمبر 2014