• Monday, 23 December 2024
logo

البيشمركة شريك في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب................... نوري بريمو

البيشمركة شريك في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب................... نوري بريمو
المستجدات التي تشهدها ساحات سوريا والعراق وكوردستان من جنوبها إلى غربها، هي أحداث متسارعة ونوعية من حيث الشكل والمضمون، وهي متطورات لها مدلولات إيجابية توحي إلى إمكانية حصول تحولات ميدانية تضع حبل التغيير الشرق أوسطي على جرّار المجتمع الدولي الذي يبدو أنه قرّر المضي في خيار ضرب الإستبداد ومكافحة الإرهاب في بلاد الشام والعراق وكوردستان وجوارها.

ولعلّ الشاهد الأكثر دلالة على مدى جدية الأسرة الدولية في مسعى مكافحة الإرهاب، هو التدخل العسكري المباشر للولايات المتحدة الأمريكية، فور تعرّض أسوار إقليم كوردستان لخطر المداهمة من قبل داعش وأخواتها ومن وقف ويقف وراءها ويساندها داخلياً وإقليمياً، في حين تبيّن أن البيت الكوردي مرتّب ومحصّن والشارع الكوردستاني وقوات البيشمركة ومختلف الأحزاب السياسية الكوردية أثبتت بأنها تقف صفاً واحداً مع وخلف القيادة الحكيمة لرئيس كوردستان السيد مسعود بارزاني الذي يقود هذه المرحلة المصيرية بمنتهى الحذر والحرص والدبلوماسية الناجحة التي ساهمت وتساهم في توسيع دائرة أصدقاء الكورد وكوردستان ولتوفير وإستكمال مستلزمات ومهام التصدي للإرهاب والإرهابيين ولأية مخاطر خارجية قد تداهم الديار الكوردية وتهدّد الأمن القومي الكوردستاني حاضراً ومستقبلاً.
وبهذا الصدد الناشب بجنون في منطقتنا القابعة فوق فوهة بركان ثائر، فإنّ جميع فئات شعبنا الكوردي في عموم أنحاء كوردستان وفي الشتات، أصبحوا يترقبون المشهد السياسي والعسكري بشكل دائم ولحظي، ويتلقفون أخبار جبهات القتال التي يخوض فيها البيشمركة حرب دفاعية طاحنة في مواجهة داعش ومَنْ لفّ لفها!، فالمسألة بالنسبة للجانب الكوردستاني هي مسالة بقاء أو فناء، وهذه الحرب التي يخوضها الكورد هي حرب وجود وليست حرب حدود، ولذلك فمن واجب وحق بنات وأبناء شعبنا الكوردي في كل مكان أن يستنفروا ويجمعوا قواهم ويبدوا استعدادهم للتضحية بالنفس وللمساهمة بشكل فعلي في جبهات معارك الدفاع عن عِرض وأرض كوردستان هنا وهناك.
وبهذه المناسبة وكما في كل المناسبات والجولات والمعارك المصيرية التي خاضها الكورد في كل الأزمنة والمراحل، فإنّ بيشمركة غربي كوردستان "روزئافاي كوردستان" يساهمون هذه المرّة أيضاً بدورهم الملحوظ والمشرّف في مهمة الدفاع عن تخوم اقليم كوردستان، وتشهد ساحات المعارك شجاعتهم وإقدامهم على نصرة أشقائهم عبر الخوض في المواجهات وتقديم الجرحى والشهداء كالشهيد البطل "مراد بهرم عبدي" الذي استشهد يوم 21-8-2014 في محور سد الموصل، وبشهادته أثبت أن إمتزاج دماء شهداءنا هو دليل على قوة الإرادة الوحدوية لدى شعبنا في صد الغزوات والهجمات البربرية التي يتعرض لها الكورد على أيدي أعدائهم الجدد والتقليديين في آن واحد.
وبدخول البيشمركة على خطوط المواجهة كقوة عسكرية منظمة على الأرض وكجزء وشريك لا يُستهان به في تركيبة التحالف الدولي المزمع تشكيله لمواجهات الإرهاب في هذه المنطقة الساخنة، فإن منطقتنا الشرق الأوسطية وخصوصا سوريا والعراق وكوردستان، قد دخلت طوراً جديداً من الصراع وتتحضّر لتجتاز ممراً إجباريا تغمره متغيرات سياسية لا حصر ولا حدود لها، وللعلم فإنّ التحرك الدولي العاجل ليس له أي تفسير سوى أننا بتنا نسير نحو نهاية الأزمة رغم بروز ثمة خلافات حول حيثياتها وتداعياتها.
ولكن ورغم أنّ الإستعدادات الذاتية لشعوب المنطقة غير كافة حتى الحين، إلا أنّ سرعة التصرف الدولية صارت سيدة الموقف، وكل الجهود تسير صوب التعجيل في حلحلة العُقَدْ البينية المعترضة وتكثيف جهود التوافق لتشكيل إصطفافات وأحلاف جديدة لضرب الإرهاب أينما كان وحيثما وُجِد بهدف خلق ظروف جديدة والتوصل إلى نتائج ملموسة من شأنها توفير الأمن والإستقرار وإعادة ترتيب المنطقة من جديد.
Top