الدفاع عن كُردستان.......ترجمة تمر ابراهيم
لدى الولايات المُتحدة قضية جديدة لتُدافع عنها في هذا الظرف في الشرق الأوسط . حدث ذلك عندما اقترب جيش الحركة المُتطرفة التي تُعرف بالدولة الإسلامية من كُردستان لذا أطلق الرئيس باراك اوباما العنان لسلاح الجوي الأمريكي لوقف تقدمهم .
مع إنهيار كل من سورية و العراق فإن كُردستان العراق بقيت كواحة للإستقرار في بحر هائج من العرب المُتخاصمين.
كُردستان هي منطقة تتمتع بنفوذ شبه ذاتي في شمال العراق و التي حافظت على استقلالها بحذر بينما انتقل عرب العراق لحرب أهلية و صراع طائفي مُستمر .
الكُرد قومية كانت دائما تحنُ لدولة ، ينتشرون عبر العراق في مناطق من العراق ،ايران ، تركيا و سورية . هم ليسوا عربا و يتكلمون اللغة الكردية . الكُرد في معظمهم من المُسلمين السنة لم تجذبهم المشاعر الطائفية بنفس الطريقة التي وقع فيها جيرانهم من العرب .
عانى الكُرد من الإضطهاد على يد جميع الأمم التي عاشوا في ظلها ، خاضوا حرب عصابات طويلة في تركيا حيث كانت لغتهم محظورة . تعرضوا للقتل الجماعي و التي شملت الغاز السام على يد صدام حسسن في العراق. بعد انتهاء حرب الخليج صعَد صدام من هجمات الإبادة الجماعية بحق الكُرد ليجعل الآلاف يلتجئون إلى جبال شمال العراق حيث ساعدتهم المُساعدات الجوية في عهد الرئيس جورج بوش الأب على البقاء أحياء . وفرت منطقة حظر الطيران الحماية لهم من المزيد من هجمات صدام .
عندما خلعت الولايات المتحدة صدام من السلطة ، وجد الكُرد فرصتهم ، فالفدرالية الكُردية هي منطقة ذات حكم ذاتي لدرجة كبيرة و التي تحميها قوات غيرنظامية تُعرف بالبيشمركة .تطورت لديهم شكل من الديمقراطية و سمح غنَاهم بالنفط أن ينتعش إقتصادهم بينما اصبح مُعظم العراق العراق تحت ستار حرب أهلية بين الشيعة و السنة .
إن ظهور حركة الدولة الإسلامية من الحرب الأهلية السورية قد غيرت المشهد . و أصبح ضعف الحكومة العراقية أمرا واضحا عندما انتشرت قوات الدولة الإسلامية عبر شمال العراق لتسيطر على الموصل، ثاني أكبر مدن العراق و تستولي على مخازن كبيرة من الأسلحة، المال و منشأت نفطية مُهمة.عندما بدأت الدولة الإسلامية بحملة إبادة ضد الإيزيدين ، المسيحيين ، التركمان و آخرين مما جعلهم محط أنظار العالم .حين التجأ الإيزيديون إلى الجبال كما فعل الكُرد قبل أربعة و عشرين عاما ، فإن إدارة أوباما التفت للأمر . عندما هددت الدولة الإسلامية اربيل ، عاصمة إقليك كردستان حينها تصرفت الإدارة .
يبدوا بأن الحفاظ على استقلال كُردستان مُستقرة حيث أسس الكثير من الأمريكيين لعلاقات اقتصادية مُثمرة ستُقدم للولايات المتحدة معيارا سياسيا ثابتا . ينظر الكُرد للأمريكيين على أنهم حبل الحياة و المُدافعون عنهم . ينظر الأمريكيون إلى كُردستان على أنها حصن في وجه الفوضى التي غطت العراق و سورية .
توفر كُردستان اليوم ملاذا لآلاف اللاجئين الفارين من هجوم الدولة الإسلامية في العراق . في الواقع إن وحشية الدولة الإسلامية و التي ظهرت في شريط فيديو قطع رأس الصحافي الأمريكي جيمس فولي قد سهل الأمر لإتخاذ قرار مُهاجمة الدولة الإسلامية بتنفيذ ضربات جوية . لغاية الآن امريكا في موقع الدفاع بشكل رئيسي حيث تحمي الإيزيدين ،تُساعد العراقيين و الكُرد بإستعادة السد الكهرمائي الرئيسي و أوقفت تقدم الدولة الإسلامية صوب كُردستان .
يُقدر عدد مُقاتلي الدولة الإسلامية بحوالي 17 ألف من المُقاتلين المُسلحين جيدا في سورية و العراق . تطورت هذه القوة بالأساس كمُعارضة لبشار الأسد ، الديكتاتور الوحشي في سورية ، لكن مؤخرا ظهرت بعض التقارير أن الأسد يُساعد بالفعل الحركة في قتالها ضد الثوار السوريين الآخرين .
إن الصراعات بين الأحزاب المُتخاصمة في سورية و العراق يجعل الدخول إلى تلك الحرب مُشكلة ، لكن إيقاف موجة الدولة الإسلامية في العراق ، منع الإبادة الجماعية و الدفاع عن كُردستان هي أهداف تُبرر التدخل العسكري من قبل الولايات المُتحدة . من المؤكد أن اوباما لا يرغب بأن ينزلق لحرب أخرى في العراق لكن شرَ الدولة الإسلامية يتطلب ردا.
ساعدت القوى السنية في العراق في مسألة الدولة الإسلامية لكن في المستقبل القريب سيرى معظم العراقيين على الأرجح و حتى السنة و الذين تم إبعادهم من قبل الحكومة الشيعية في بغداد ، بأن مُقاومة الهمجية المُتطرفة قد أصبحت أمرا ضروريا جديدا. تستطيع الولايات المتحدة إعطائهم وقتا لذلك .
http://www.timesargus.com/article/20140823/OPINION01/708239946