ثقافة هؤلاء أوصلت العراق الى الحالة الحالية...........صبحى ساله يى
مازال قائماً، وأن الثقافة العدائية تجاه الكورد وكوردستان متجسدة في نفوسهم المريضة، وتستوجب إعادة النظر في العلاقات الكوردية مع الآخرين الذين يؤيدون تلك الثقافة العدائية علناً ودون وجل، أو الذين يؤيدونها بسكوتهم، كما فرضت علينا عدم التغاضي عما قيل من تصريحات وما أعلن من مواقف وما جرت من أحداث، والعودة قليلاً الى الوراء، وبالذات الى وقت تشيكل الحكومة العراقية في نهاية العام 2010 التي جاءت مخيبة للآمال في بلد كان تأسيسه مبنياً على إفتراضات وإشكالات وهواجس ويتضح فيه الإنقسامات أكثر من أي شيء آخر.
أصحاب المواقف العدائية والمخيلات المريضة، يبنون أفكارهم وثقافاتهم على ركام أوهام إنتهت منذ زمن بعيد، ويتحدون تحت خيام الوهم، ويعتبرون الكورد مصدراً بارزاً من المخاطر التي تداهمهم، لذلك يحشدون قواهم ويسخرون إمكاناتهم من أجل جر البلاد الى المزيد من الصراع والأزمات من جهة، والتصدي للنجاح الكوردستاني في المجالات كافة من جهة أخرى، ويكررون أسطوراتهم المشرخة للتوظيف في صوغ سياسة شوفينية معادية للكوردستانيين، وينسون أويتناسون أن الكورستانيين وأثناء ثوراتهم وتصديهم للدكتاتورية، قاموا بحماية جميع الهاربين من بطش البعث، وفي السنوات التي تلت التحرر من البعث ونظامه المقبور، عملوا بصدق من أجل التخفيف من التشنّج والتعصّب وإعادة اللّحمة إلى مكوّنات المجتمع، والقوة المادية والمعنوية للكورد أسهمت إيجابياً في مسائل تشكيل الحكومات والتوازنات، ويتنكرون الدور الكوردي في حل المشكلات الناجمة من المغامرات الرعناء المتكررة في بلد يفترض إنه ديمقراطي وتعددي وفدرالي، وإحتضانه للهاربين من العنف والارهاب من مدن عراقية عدة، ويتجاهلون إن قوة الكورد تعزز مقومات العيش المشترك، وتقرب وجهات النظر حول مستقبل التعايش في المنطقة.. المؤيدون للثقافة البالية، والذين يتحدثون عن صيانة وحدة الاراضي العراقية، والتي لم تكن متوحدة، لايريدون أن يفهموا بأن الضغط يولد الانفجار، وأن قطع الرواتب والمستحقات والتهديد بسحق رؤوس الكورد (تحت سقف البرلمان وأمام أنظار النواب وأجهزة الإعلام)، وتوزيع الإتهامات، ومنع تنفيذ المواد الدستورية والتفاخر بها، والإجراءات العنيفة، والمطاردات، والملاحقات، وإشاعة المزيد من ثقافات التوتر والخصومات والبغضاء والكراهية، كلها تصرفات ظلامية خبيثة غير متزنة تنم عن المراهقة البعيدة عن النضج والحكمة، وتنم عن ضيق أفق وضحالة في فهم الدين والدنيا، وإنها مؤشرات تدل على العجز وقصر النظر في التأمل والتفكير والأداء، وتعبرعن عقلية منغلقة لا تفهم ثقافة التعايش الإنساني، ونتيجة لتلك الثقافة التي إتكأ عليها المالكي في فرض آرائه وتوجهاته، ولغة الحقد عنده وتجاوزه على الدستوروشعب عريق بتاريخه، والأستهانة بحقوقه، وقوله بأنه سيجعلهم يهربون الى الجبال ويعودون الى نقطة الصفر، وتناسيه للفضل الكوردستاني عليه، ومفهومه الساذج والبسيط للغة السياسة والدبلوماسية، ونهجه الخالي من حنكة التفاهم والتفكير بآثار سقوط المفاهيم والمبادئ والسقوط في أحضان الطائفية والقومية والفكر الأناني، جر الجميع الى الصراعات والخلافات غير المجدية، وجر العراق الى الحالة الحالية...