• Monday, 23 December 2024
logo

ذا دي: للكُورد أهمية كبيرة في وقف تنظيم الدولة الإسلامية

ذا دي: للكُورد أهمية كبيرة في وقف تنظيم الدولة الإسلامية
كتب رئيس مركز السياسة الوطنية سكوت باتس في مقال نشرته جريدة ذا داي البريطانية عن أهمية الكورد في اقليم كوردستان العراق في وقف تنظيم الدولة الإسلامية الارهابي المعروف اعلاميا بداعش.

وقال الكاتب في مقاله:

قمت بالسفر إلى العراق في 12 مُهمة عمل مُختلفة من عام 2008 إلى 2010 حيث عملت مع القادة المحليين واعضاء من البرلمان في قضايا الديمقراطية والحُكم .كنت انظر جنوبا عبر الصحراء في كل صباح بينما كانت الشمس تُشرق ببطءعلى أعالي مدينة اربيل.

إلى الشمال كنت اسمع صوت الآذان الإسلامي ينتقل في أرجاء المدينة وإلى الجبال، في الجنوب كنت ارى الصليب المسيحي يلمع من فوق كنيسة بجواري في ضواحي المدينة. لكن خلف مشهد المدينة الهادئ هذا تحلُ فوضى الحرب.

بالنسبة للسكان الكُورد في اربيل فإن الحرب لم تكن مشهدا جديدا. فقد حاربت -البيشمركة- قوات كُوردستان لعقود من الزمن ضد صدام حسين. خبرتهم جعلتهم حليفا ذا قيمة للولايات المُتحدة في العراق، وخدمت كقوة مُتماسكة والتي دعمت الإستقرار وحاربت وماتت لحماية الأفراد والقوات الأمريكية، أجلوا في نهاية الأمر حُلمهم بالإستقلال لمنح فرصة بأن يكونوا جزءا من عراق تعددي وديمقراطي.

بكل أسف فإن السكان الكُورد الذين عملت معهم لم يروا أبدا دولة مُوحدة، جامعة، مُمثلة والتي وعدوا بها. فقد اتسم حُكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بسياسات قمعية وإستثنائية. سواء أن كان المالكي تُراوده الشكوك حول طموحات المناطق الكوردية أو يشعر بالغيرة من الثراء الكوردي فإنه سرعان ما خاصم وأثار غضب "حلفائه" المُفترضين داخل الحكومة العراقية المُقسمة.

لقد غذت سياسات المالكي الكُره في المجتمع السني والتي زادت من تصاعد الدولة الإسلامية. إن شكوك المالكي تركت الكُورد من دون موارد للعناية بمئات الآلاف من اللاجئين والذين توجهوا بحثا عن الأمان في تلال كُوردستان، وتحويله المُعدات العسكرية للميليشيات الطائفية قد تركت البيشمركة والجيش العراقي عُرضة للخطر وبحاجة ماسة لإعادة تزويدهم بالسلاح.

الحقيقة هي أن الولايات المُتحدة بحاجة ماسة لحلفاء مُوثوقين على الأرض مثل البيشمركة في العراق لوضع حد لهجوم قوات داعش البربرية. لقد تعلمنا من التجربة القاسية والمريرة حدود ما يمكن أن يقوم به العمل الإنفرادي للقوة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.

إن الكُورد يمكن أن يكونوا الحُلفاء الذين نحتاجهم ولكنهم يمكن أن يكونوا أيضا أساسا ثابتا للدولة العراقية الناهضة، ونموذجا رائعا عن التعايش الديني.

بالنظر إلى حقيقة أن أقليات مُشردة من الداخل مثل الإيزيديين يتدفقون لكُوردستان لأجل الملجأ قبل أي شيء.

سمعة المنطقة ليس فقط بسبب الإستقرار لكن التعايش مُناسب حيث يعيش ما يزيد على 95% من اللاجئين السوريين والعراقيين في المنطقة. بسبب الإستثمارات التركية والقوى الأخرى فقد أنشأ الكُورد اقتصادا مُزدهرا.

إن هذا النموذج المُجتمعي المُزدهر و المُتكاتف هو ضروري لمستقبل العراق.

أخيرا فإن السياسة الأمريكية في شمال العراق على مدار الأسبوع الماضي ليست بشأن تحويل الشرق الأوسط على طريقة سياسات المُحافظين الجدد لفترة بوش.عوضا عن ذلك فإن تصرفاتنا الإنسانية و العسكرية يجب أن تركز على الحسم لكي نُعكس تقدم داعش ونعزز موقع حلفائنا وشركائنا، ربما الكُورد هم الأقوى من بينهم.

إن طرد قوات البيشمركة لداعش هي الخطوة الأولى على المدى الطويل لكنها الطريق الضروري لعراق مُوحد، ممُثل وجامع.

pdk
Top