• Monday, 23 December 2024
logo

كارثة شنكال جرح جديد في الجسد الكوردستاني.........صبحى ساله يى

كارثة شنكال جرح جديد في الجسد الكوردستاني.........صبحى ساله يى
في شنكال أعاد التاريخ نفسه بإسلوب قذر ووجه تعيس، والقوى الظلامية والأجندات الخارجية والعصابات الإرهابية المارقة، نفذت فرمانا خبيثا باستهدافها الايزيديين الكورد وأضافت في (كوجو) مأساة مروعة الى مأسي الأنفال سيئة الصيت وكارثة حلبجة والإبادات الجماعية.


مارس البعثيون وأزلام النظام السابق جرائم رهيبة مثيرة للقرف بحق الشنكاليين الكورد، ودمر صدام ومن معه من القومجيين والشوفينيين أكثر من 150 قرية في منطقة شنكال، وجمعوا الأهالي في مجمعات سكنية قسرية، بعدها طالبوهم بتبديل قوميتهم الكوردية الى العربية، ومنعوهم من التحدث باللغة الكوردية أو استخدام الأسماء غير العربية، وقبل ذلك تحملوا (72) فرماناً من أجل التشبث بالارض وإنتمائهم القومي والديني..
بعد تحرير العراق في العام 2003 تعرضت مناطق إنتشار الايزيدية إلى هجمات عديدة إلا أن أبرزها كانت العمليتان الانتحاريتان اللتين نفذتا في 14/8/2007 وإستهدفتا مجمعي (كرعزير وسيبا شيخ خدر) مخلفتين 313 شهيدا وأكثر من 700 جريحا وزهاء 370 داراً مدمرة بالكامل و160 محلاً تجارياً إلى جانب عشرات السيارات والممتلكات الاخرى، كما كان لإستشهاد عدد من الكورد الايزيديين قبل عامين في بغداد وقع الصاعقة على الكثيرين في كوردستان والعراق والمنطقة، وسط إصرار خطير على موقف متعجرف وقتل ممنهج لأبناء الاقليات الدينية الذين تحملوا الحيف الأكبر، مع إنهم لم يشتركوا في واقعة سياسية معينة، تمهد الطريق لإضطهادهم، وكانوا على الدوام جماعات مسالمة تعيش في أرض أجدادها، وتمثل ثقلا سكانيا مهما في المناطق الكوردستانية التي تقع خارج إدارة اقليم كوردستان، رغم ذلك تعرضوا لموجة عارمة من العنف والذبح والقتل والتهجير وسالت منهم دماء كثيرة، جعلتهم يشعرون بعمق المأساة ومرارة التعايش السلمي واشكالياته.
واليوم وبعد حملات التحريض على الكراهية العرقية والمذهبية التي مارستها الأجهزة الاعلامية الملوثة بسموم ثقافة الإرهاب، وبعد أن تمت تهيئة الأرضية الخصبة للعدوان على شعبنا ووطننا، ارتكب داعش مجزرة بشعة في كوجو، إستشهد فيها 413 شخصا من عمر 13 عاما فما فوق وسبي أكثر من 700 امرأة وطفل، كما تم دفن العديد من الاحياء، وبفرمان جديد، (الدواعش الأغبياء)، يدعون الأيزيديين، رغم عظم تضحياتهم، الى تبديل ديانتهم والتنازل عن معتقداتهم، أو التخلي عن (لالش) وجميع مزارات الاولياء الصالحين، وعن أرض الاباء والاجداد والموت في الغربة..
الشنكاليون توجهوا الى الجبل الذي كان على الدوام صديقا لهم، ولكن المفارقة هذه المرة كانت في أنهم، كسبوا أصدقاء آخرين، وعاشوا لحظات مأساوية شديدة، ناجمة عن أصوات الاشتباكات، بين البيشمركه والدواعش، الممتزجة بصراخ الأطفال وصيحات الاستغاثة، وكانوا محاصرين فيه بين مطرقة داعش وسندان الجوع والعطش والمرض وتحت شمس حارقة ورياح ترابية شديدة، وحفروا فيه بأياديهم قبورا لأطفالهم الذين قضوا من الجوع والعطش، والمحظوظون منهم فقط تقاسموا الماء بالقطرات في ما بينهم ليصمدوا حتى وصول النجدة إليهم، وأصيب معظمهم بحالات الجفاف الحادة وأعراض مرضية متنوعة، قطعوا عشرات الأميال مشياً على الأقدام، وإختلفت عندهم الأولويات عن أولويات الآخرين، والهم الأساس للذين فقدوا الأعزاء، كان الخوف من فقدان المزيد، والمعاناة من التهجير داخل البلاد وخارجها وبكت نائبة الشنكاليين تحت قبة البرلمان العراقي وبكى معها الملايين، وكان كاتب السطور واحد منهم...
Top