• Monday, 23 December 2024
logo

لجنة التفاوض الكوردستانية بين المهمات والإستحقاقات... صبحى ساله يى

لجنة التفاوض الكوردستانية بين المهمات والإستحقاقات... صبحى ساله يى
مع بدء ماراثون تشكيل الحكومة الجديدة في العراق، يتحدث الكثيرون عن أهمية عمل اللجنة التفاوضية الكوردستانية المتشكلة بالقرار رقم (3) لسنة 2014 الذي أصدره السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان، القاضي بتشكيل «لجنة مفاوضات اقليم كوردستان»، للتفاوض مع الجهات العراقية والحجم الكبير للصعوبات التي تواجه أعضاء تلك اللجنة الذين سيذهبون الى بغداد للتفاوض مع الأحزاب الأخرى، أو يستقبلون في كوردستان ممثلي الأحزاب والكتل والإئتلافات العراقية،

لكننا نقول: أهمية اللجنة والصعوبات التي تواجهها تكمن في الجراح التي ما زالت تنزف، والملفات الساخنة المفتوحة، والهموم التي لا تعد ولا تحصى، والمتاعب والمشكلات الكثيرة، والمطلوب الأول والأهم هو إيجاد حلول ناجعة وعاجلة لإنقاذ البلاد والعباد من الارهاب وما يتطلبه ذلك من قرارات وإتخاذ خطوات جريئة لمعالجة الأوضاع المتردية الامنية والاقتصادية، والصعوبات مهما كانت كبيرة فإنها لا تعادل حجم الدعم والتشجيع الذي يمنحه الكوردستانيون لهم والذي يؤهلهم لتحقيق الرهانات المعلقة عليهم، أو أن يقطعوا المسافة المعقولة نحو تحقيقها، لأن تشكيل الوفد التفاوضي جاء استكمالا لمبادرة كبيرة وفعالة أقدمت عليها رئاسة إقليم كوردستان ومعها جميع الأحزاب الكوردستانية، مبادرة تؤشر لواقع كوردي جديد، وتفاعلات تحمي مصالحنا المتداخلة في كوردستان وفي العراق والمنطقة وعلى مستوى العالم وفق الاستحقاقات القومية والوطنية والدستورية والانتخابية، مبادرة شددت في العديد من جوانبها على الثوابت الكوردستانية إزاء مطالبنا العالقة، وتصفية كل ما يتعارض مع النظام الديمقراطي والشراكة الوطنية، وكل ما يخل بالدستور ويتجاوز على القيم التي كانت في أساس بناء العراق الجديد، وتفعيل الحوار مع الكتل السياسية للتوصل الى اتفاقات تعالج الإشكاليات والأزمات والتصدعات التي نجمت عن السياسات الانعزالية الخاطئة.

الأحزاب الكوردستانية تمنح هؤلاء السادة ما يريدون وما يحتاجون من الدعم السياسي والشعبي والرسمي كي يقودوا سفينة التفاوض بنجاح نحو شاطىء الأمان ما يجعلهم قادرين على تحمل الضغوط والتغلب عليها، وسيكونون قريبان من برلمان وحكومة الإقليم ومن مراكز صناعة القرار، وواعين بالحقائق التي نعيش فيها، ومستوعبين لمتطلبات الواقع الجديد، ويدركون أنهم مقبلون على التحرك ضمن قواعد وسياقات ومتطلبات المناورة على أكثر من إتجاه في آن واحد، في دولة إنقلبت فيها المعادلات مع إختلاف المصالح الشخصية والحزبية والطائفية والمذهبية والقومية، وتعاني من المتغيرات المؤثرة فيها ومن الذين يريدون صيغة وطن تكون فيها العاصمة الفيدرالية بمثابة الشمس والباقون، سواء كانوا أقاليم أم محافظات، أقمار صغيرة أو نجوم مأهولة تدور في فلكها وتتبع لها وتنفذ ما تصدره من أوامر.

بالتأكيد، سيضع أعضاء اللجنة التفاوضية تجاربنا التفاوضية السابقة في حساباتهم وخاصة مع الطروحات التي تثير الريبة وتطرح التساؤلات وتؤسس لنتائج خطيرة، وسيؤكدون على شراكة الكورد في العراق، والاستحقاق الكوردي في الحكومة العراقية القادمة وملف النفط والغاز، وتطبيق المادة 140 الدستورية، وقوات البيشمركه، والإحصاء السكاني الذي أصبح عصياً على حكومات متتالية، لذلك لانتوقع منهم أن يغرقوا في القضايا التكتيكية على حساب الإستراتيجيات والثوابت
Top