• Monday, 23 December 2024
logo

سحق الكورد من دولة البعث الى دولة المالكي......................عبدالرزاق علي

سحق الكورد من دولة البعث الى دولة المالكي......................عبدالرزاق علي
نوري المالكي شكر النظام السوري القاتل، لقيام طائراته بقصف مدن عراقية، البعاج، رطبة، وعانة وغيرها، حيث قتل الكثير من المدنيين. هل رأيتم رئيسا للوزراء يشكر ومن على شاشات التلفزيون، نظام دولة جارة على قيام طائراته بقصف مدن بلاده، غير المالكي؟
دعكم من كل شيئ، ألا يستحق هذا الموقف ليس فقط، ازاحته من رئاسة الوزراء بل تقديمه الى المحاكمة؟ لانه يعمل لصالح الآخرين وليس لصالح العراق، الذي أئتمن عليه.
أصبح المالكي رجل المتناقضات بامتياز. جاء باسم دولة القانون، فحولها الى دولة الفتاوى. جاء بأصوات الناخبين، فيحاول الاستيلاء الأبدي على الكرسي باسم التكليف الشرعي. اختاروه رئيس للوزراء، يعلن بانه أحد المتطوعين في الميليشيات الطائفية. الكورد، كانوا ملاذه الأخير في الولاية الثانية، فكان أول انقلابه عليهم. أكثر من سيتحدث عن الدستور وباسمه، وهو يخرقه في كل شيئ وكل حين. يتهم الآخرين بخرق الدستور، وهو لم يحضر ولو مرة واحدة الى مجلس النواب كما ينص الدستور في أوقات محددة، وكما هو معروف في جميع الأنظمة التي تدعي الديمقراطية. أسس جيشا بالكامل على هواه، ووفق مصالحه ومزاجه ومعاييره الشخصية، دونما موافقة المجلس النيابي كما يأمر الدستور في تعين قيادات الجيش.
يحكم باسم القانون، ويتحدث أمام الكاميرات بمنطق القرون الوسطى: الدم بالدم. يطالب الآخرين في الالتزام بالدستور، وهو يعلن العفو العام، وعلى الملأ، عن ما أسماهم "المتمردين"، وهو لا يملك هذه الصلاحية بموجب الدستور. يقطع ميزانية اقليم كوردستان ثم يأتي ويكذب دونما استحياء في خطابه الأسبوعي فيقول: لم أعمل. تحدث (وما أكثر أحاديثه) بالأمس"الجمعة" عن (غدر) قادة وقوى السنة و(خيانة) قادة الكورد للعراق، وكيف انهما يسعيان لتمزيقه، وفي نفس الوقت يهددهما بسحقهم ويبشرهما بالزحف (المقدس) للميليشيات الطائفية.
لعل خير تعبير وشاهد على ما آلت اليها الأوضاع في العراق، عراق المالكي، من جميع النواحي، ما شاهده العالم صباح اليوم الأول من تموز/ يوليو الجاري، في قاعة اجتماعات مجلس النواب العراقي الجديد في جلسته الأولى، حيث أعضاء كتلة نوري المالكي، يوزعون الشتائم والأتهامات والأكاذيب، دون خجل من المكان أو الزمان أو الحضور او حتى من أنفسهم، وهم نواب الشعب، ومن المفترض أن يتحلوا، ليس بالمسؤولية واللياقة وروحية الحوار وقبول الآخر، بل بالقليل القليل من أدب الكلام والحياء. الاناء ينضح بما فيه.
بالاضافة الى ان ما صنعه هؤلاء، أظهروا للعيان جهلهم بابسط قواعد العمل السياسي والدبلوماسي، عندما بادروا الى قطع كافة خطوط العلاقة مع الكورد، في وقت، تحتاج الولاية الثالثة لرئيسهم المفدى، حملة علاقات عامة وموافقة الكتلة الكوردستانية بالذات.
منذ هروب (أسود) المالكي مع أول طلقة وسقوط مدن كثيرة واحدة تلو أخرى بيد الجماعات المسلحة، لم يستعيد جيشه المهزوم، ولو بلدة واحدة من المسلحين، لا في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الارهابية والبعثية، ولا في المناطق التي يسيطر عليها ألأهالي بدعم من ثوار العشائر. فلسنا ندري بماذا يهدد كاظم الصيادي وحنان الفتلاوي وغيرهما من خدم المالكي، بماذا يهددون بسحق الكورد؟
عليهما وقبلهما على سيدهم، أن يتذكروا ان كثيرين سبقهم في التهديد والوعيد، وآخر من هدد بسحق الكورد، قبل عراق المالكي، هو رفيقهم علي الكيمياوي. وعسى أن تنفع الذكرى.
وليعلموا تماما ويسمعوا حقائق وثوابت يبدو انهم باتوا يفقدون توازنهم عند سماعها. ان عراق ما قبل الموصل لن يعود أبدا. وان كوردستان لن تكون جزءا من العراق والعملية السياسية في ظل دولة المالكي. وان قوات البيشمركة لن تنسحب من المناطق التي أخلتها (أسود المالكي) هاربة مذعورة. وان الكورد يسخرون من تهديداتكم وتهديدات وميليشات قيس الخزعلي وأمثاله، وكذلك تهديدات أصحاب امتيازكم. وان الرهان على شق الصف الكوردي، خاسر لامحال، على الأقل هذه المرة بالذات، لان المزاج الكوردستاني العام، قد قرر ومنذ فترة ليست بقليلة، من يقف في صفكم، وتحت أية ذريعة كانت، فهو خائن. فكفوا عن الرهان الخاسر على شق الصف الكوردي، ولا يغرنكم في هذا، أشخاص كمحافظ كركوك وثلته أو ربما أحزاب تراهنون على تخبطها أو تشترك معكم في المديونية لقوى اقليمية
وأخيرا وليس آخرا: خير لكم ولنا وللجميع أن تضعوا الحقد والكراهية والتعالي جانبا، وتعالوا لنتفق على كلمة سواء بيننا. انسوا الشعار الفارغ الذي لا يعني شيئا على أرض الواقع، وحدة الأراضي العراقية، ولنكون دولتين جارتين وصديقتين. وكل منا يخدم شعبه ويبحث عن مصالحه، وفي نفس الوقت، يقبل بالآخر ويحترم ارادته ويقدر مصالحه. وهذا خير وأبقى.
Top