العراق والحاجة الى عودة الأمل!..............عبدالستار رمضان
و غيرها من القوات المساندة والعاملة معها من قوات الشرطة الاتحادية والصحوات وما يتبعهم ومن لف حولهم من الشيوخ والعشائر التي احتلت المشهد الحاضر في العراق وغابت الدولة وتحولت الحكومة الى حكومة ورق.
أهالي العراق بكل عناوينهم ومدنهم وقومياتهم واديناهم وطوائفهم لا يحتاجون اليوم الى كل هذه العمليات العسكرية التي تسقط عشرات ومئات الضحايا حيث احتل شهر مايس الماضي اعلى نسب من الضحايا من العراقيين من المدنيين والعسكرين والذي لا نجد فرقاً اوسبباً يدعو للتمييز بينهم في الاحصائيات، فكلهم ابناء العراق ولهم امهات وآباء مفجوعين وارامل ثكلى واولاد وبنات يتامي ينضمون جميعاً الى ملايين المفجوعين في العراق الجديد الذي احتل اول القوائم واعلى النسب في القتل والتهجير والنزوح والفساد والارهاب وآخرها وليس أخيرها البلد الاتعس والاسوء في العالم .
هذه هي الصورة وهذا هو واقع الحال حيث يعاني الناس وفي مختلف المناطق من عمليات ارهابية وعمليات عسكرية تهجم البيوت على ساكنيها وتخلف مئات الضحايا من غير اي مسائلة او معرفة لما يجري وكأننا نعيش ايام دولة السوفيت او المانيا الشرقية سابقا فلا برلمان ولا سؤال ولا مسائلة ،حيث يتم التعتيم على كل شئ ويجب ان تسخر كل الامكانيات والطاقات من اجل المعركة.. وكل شئ من اجل المعركة ..ولكن اي معركة ومن اجل من؟ والى اين تسير هذه المعارك والشعب بين مقتول ومهجر وهالك؟
ان الخاسر الوحيد في كل هذه المعارك وانهار الدم التي تجري هنا وهناك هو الشعب، (جميع العراقيين) فالبعض يريد ان يجعل المدن ساحة حرب وتصفية حسابات عن مواقف سابقة قام بها ابناء المدن المستهدفة ويظنون انه قد جاء وقت الحساب ، وهم فعلا سموا احدى هذه العمليات بعملية تصفية الحساب في بلد ضاع فيها الحساب والجغرافية والتاريخ وكل العلوم والفنون والحكمة والقانون.. ولم يعد الا صوت القتل ولغة الثأر وماكنة الحرب تدور وتدور وتطحن الناس وتسحق احلامهم وطموحاتهم وتدفعهم الى اليأس من كل الوضع الموجود.
العراق اليوم يحتاج الى عملية عودة الامل لأهله وشبابه ونسائه واطفاله بحث تتغلب لغة العقل والهدوء والحكمة والنظر الى ابعد من مسافة النظر الحالية الآنية الى المدى الواسع والمستقبل القادم الذي يضم الجميع في سفينة الحياة، والعراقيون يحتاجون الى عمليات لعودة الامل والصدق في الوعود والعهود من الحكومة والسياسيين الذين عليهم ان يزيحوا من افكارهم ان وضعهم الحالي ومناصبهم الموجودة اشبه بمقاولة وعمل تجاري سريع همهم الاول الربح السريع وتحقيق معدلات عالية في انتاج الفتنة و الانتصارات الوهمية الخادعة والمنقولة اليهم من مستشاريهم والمقربين اليهم من الانتهازيين والمنتفعين والوصوليين الذي كانوا ذاتهم وبمسمياتهم وعناوينهم ورتبهم رجال النظام السابق.
نحتاج اليوم الى مصالحة حقيقية بين العراقيين وقادة حكماء مثل مسعود البارزاني وزملائه من اعضاء الجبهة الكوردستانية عندما اصدروا قرارهم الشجاع بالعفو العام والشامل بعد انتفاضة عام 1991 ، ونحن اليوم نعيش ونجني ثمرات ونتائج العفو والمصالحة الحقيقية وعهود الامان التي اعطاها الكورد لاكبر واقسى القلوب والاشخاص الذين ظلموهم... فكان الحصاد خيراً والمحصول وفيراً بهذا الامان والسلام والرخاء والتقدم والامل الموجود في عيون ابناء اقليم كوردستان والذي نتمنى ان ينتشر في بقية ارجاء العراق...فمن يسمع هذا النداء ..ومن يكون له شرف زراعة الامل في العراق؟.
[email protected]