• Monday, 23 December 2024
logo

عن "البغدادية" وعون الخشلوك .. لا وقت للاستراحة...............حمزة مصطفى

عن
هذا ليس مقالا للراي بقدر ما هو رسالة شخصية للدكتور عون حسين الخشلوك مالك قناة "البغدادية" ومؤسس مشروعها الوطني والاعلامي في زمن كثرت فيه "الاجندات" قبل المشاريع. لم اكن اتصوريوما ان تكون قناة مثل البغدادية ضحية صراع راي او موقف يؤدي في النهاية الى ايقافها بحجج ومبررات يحوطها الكثير من سوء الفهم

والتشكيك بالدوافع في وقت تبث فيه عشرات القنوات الفضائية سمومها الطائفية والتحريضية علنا وعلى رؤوس الاشهاد. ومع ذلك لم تقف ادارة القمر الصناعي او الجهة المسؤولة موقفا من اي نوع وعلى اي مستوى حيالها. كما تعرض عشرات القنوات الفضائية الاخرى نفسها في بورصة من يدفع اكثر لكي تغير مواقفها حتى ليس مثلما تغير الافعى جلدها لان جلد الافعى في النهاية لن يتغير بدفع الدولارات بل هو احدى سنن الطبيعة الثابتة. لا اريد الذهاب بعيدا في التفريق بين "البغدادية" وغيرها من القنوات التي باتت تسبح بالمئات في فضاء البث المفتوح على كل الاتجاهات والاحتمالات والمواقف والاراء. لكن ما اريد قوله وقد تم ايقاف البغدادية استجابة لشكوى الجهات الرسمية العراقية هو ان الدكتور الخشلوك اعلن انه قرر التوقف عن البث الان برغم العروض التي انهالت عليه من اقمار اخرى لانه بحاجة الى ما اسماه "استراحة محارب". لا اريد البحث في الحثيثات التي ادت الى ما ادت اليه لاننا لا نسعى الى اثارة الضغائن والمواقف بين البغدادية من جهة وبين الحكومة العراقية او هيئة الاعلام والاتصالات. وبودي الاشارة هنا الى انه برغم انه ما كان يجب على هيئة الاعلام والاتصالات ممثلة عن الحكومة العراقية ان تذهب بعيدا في محاربة البغدادية ووضعها في ميزان واحد مع قنوات تمجد الارهاب اناء الليل واطراف النهار بينما البغدادية تلعنه وتحاربه بلا هوادة.. اقول برغم ذلك فانه لم يكن بودي ان تذهب البغدادية بعيدا في "شخصنة" الامور الى الحد الذي بات فيه مبدأ محاربة الارهاب من وجهة نظرها يمر من بوابة واحدة وهي استهداف طرف معين او شخص بعينه مهما كانت مسؤوليته في الدولة. فهذه "الشخصنة" التي اقول ومع كامل مودتي واعتزازي بالبغدادية وكادرها بدءًا من مالكها الدكتور الخشلوك ،وبقية الاحبة من زملائي واصدقائي الاعزاء عبد الحميد الصائح وفتيان الخشلوك وانور الحمداني ونجم الربيعي وعماد العبادي وشيماء ال زبير ومحمد حنون ومصطفى الربيعي وغيرهم من باقة البغدادية الرائعة .. هذه الشخصنة ابتعدت في الاونة الاخيرة عن "المهنية" التي عرفت بها البغدادية في بعض البرامج وبالذات في برنامج صديقنا الوطني المتحمس انور الحمداني "استوديو التاسعة" الذي تحول بالفعل الى برنامج العائلة العراقية خلال السنوات الاخيرة الماضية. عموما ليس الان وقت العتاب بقدر ما اجد ان التنبيه الى بعض الملاحظات واجب وفي المقدمة مما اريد قوله ايضا ان التركيز على بعض المسائل واعادة تكرارها يوميا وباساليب بعضها يميل الى "التهكم" لا السخرية جاءت بنتائج عكسية وظهر ذلك واضحا في الانتخابات. والسبب في ذلك كما يبدو لي من وجهة نظر اجتماعية ـ نفسية ان البغدادية راهنت على جمهور متموج وولاؤه غير محسوم. فاذا كانت البغدادية تملك صوت الحق فان هناك من بيده سندات الاراضي على سبيل المثال. خلاصة ما اريد قوله للدكتور الخشلوك انك تملك البغدادية وتنفق عليها من حر مالك. لكنها لم تعد ملكا لك وحدك, وبالتالي لاتملك حق ايقافها الا في حالة واحدة وهي عجزك عن تغطية نفقات البث. فهنا يصبح الايقاف اوجب بدلا من عرضها في بورصة العرض والطلب وحاشاك ان تفعل ذلك. اما قولك "استراحة محارب" فبودي ان اقول لك ليس الان وقت استراحات. فهذا هو وقت ليس المحارب المحترف لكي يواجه الارهاب والفساد بل نحن بحاجة الى "جهاد كفائي" لم يستطع على هذا الصعيد. اتمنى عليك ان تعيد النظر بقرارك وتمتشق سيفك من غمده وتشهره بوجه الارهاب والفساد اللذين هما وجهان قبيحان لعملة رديئة واحدة. مع بالغ المودة والتقدير.
Top