" الملا مصطفى البارزاني نموذجا.........محمد قاسم
في هذه المقدمة نحاول التعرف على ملمح عن مجريات في سياق الحياة البشرية، فنشير إلى جهود باحثة ومتعمقة– ذات الطبيعة الفلسفية خاصة- بذلها الإنسان، وأنتجت منظومات فكرية مختلفة، في مسعى منها لتكون:
1- جهودا مثمرة، تتمخض عنها نتائج مفيدة على صعيد البشرية والكون.
2- محاولة تكوين رؤية متكاملة عن فهم الكون والحياة فيه، خاصة منه ما يتعلق بالإنسان.باعتباره الكائن المحوري فيهما.
وقد تمخضت عن ذلك فعلا نتائج مهمة،فلسفية وعلمية، ساهمت في كل ما نشهده اليوم من معارف وعلوم وتكنولوجيا...الخ.
لتكون الحصيلة جهدا لتعرف على خصائص مميزة للإنسان في سياق تاريخي؛ والتي تؤهله ليكون قادرا على التأثير الفعال والايجابي، ومنها تمتّعه بالقدرة على قيادة مجتمعه ،لما فيه المصلحة العامة .
ولقد وجدنا في شخصية الملا مصطفى البارزاني ، نموذجا قياديا في مرحلة تاريخية محددة في حياة الأمة الكوردية، وسنحاول استقراء ملامح رئيسة في حياته، نتلمس ما فيها من علامات فارقة جعلته يكون ذا أهلية واستحقاق في هذالشأن.
لا نريد ان يُفهم ان هذا العمل من نوع السلوك السياسي المُمجّد والعابد او المتسلق المستثمر...بل إنه سعي لقراءة سلوك -سيرة- شخص قاد النضال الكوردي في مرحلة مهمة وحرجة بسب تأثيرات الحرب الباردة والتعقيدات المترتبة عليها –سترد الاشارة الى بعضها في ثنايا البحث.
بحسب اطلاعي على ما تيسر لي من سيرته فقد كان متميزا في قيادته ثورة أيلول 1961 في كردسان العراق- وقد عاصرتُ المرحلة- واستطاع ان يكون في موقع تمثيل الطموح الكوردي في كل أنحاء كردستان.
ساهم في أول جمهورية كوردية في العصر الحديث "جمهورية مهاباد" في عام 1946 في إيران، والتي ترأسها القاضي محمد .وكان هو وزيرا للدفاع فيها– و منح رتبة الجنرال فيها- . كما أن نضاله ألهم الكورد في كل من سوريا وتركيا وأماكن تواجد الكورد بروح النضال، وأمل الاستحقاق القومي –الوطني الكوردي.
وما تسمية الحزب الكوردي بـ"بالحزب الديمقراطي الكردستاني" في كل منها؛ إلا واحدة من حالات الإلهام والمساهمة.
ويؤكد السيد مسعود البارزاني في كتابه (( البارزاني والحركة التحررية الكردية)) الاتجاه الكوردستاني للثورة –وقد اكده السيد عزيز محمد و سفير أمريكي...وغيرهم كما سترد شهادات منهم في مواقعها.
وذلك في ص (48):
تحت عوان " الاتصال بالتنظيمات السياسية الكردية"
((سافر عزت إلى سوريا للاتصال بجمعية (خويبون) والتنسيق معها، وسافر مصطفى خوشناو وميرحاج إلى مهاباد للاتصال بجمعية (ز-ك) لعين الغرض.وكان الهدف من هاتين الزيارتين هو تعزيز العلاقات مع المنظمات والأحزاب الوطنية والثوري ة الكردية وتبادل وجهات النظر معها من أجل خدمة أهداف الأمة)).