• Monday, 23 December 2024
logo

ومضات من ثورة شيخ سعيد.......دارا شيخي

ومضات من ثورة شيخ سعيد.......دارا شيخي
كردستان قبل الثورة:

اثناء تاسيس حركة جون ترك التركية والتي عرفت بــ
(حركة اتراك الشباب) في عام1908م حيث كانت تلك الحقبة مرحلة انفتاح جديد على القضية الكردية في تركيا أدت إلى تأسيس عدة منظمات وحركات كردية في مدن مثل استنبول واَزمير وتم تاسيس الجمعية الكردية للتقدم والتعاون والتي عرفت فيما بعد بجمعية التعالي والترقي الكردي وعبرها طلب ابناءالامراء ووجهاء القبائل العلم في استنبول وكان معظم مؤسسي تلك الجمعية من زعماء العشائر الذين كانوا يقودون الالوية الحميدية ومن المؤسسين ايضاً الامير البدرخاني امين عالي بدرخان وعبد القادر النهري ابن عبيدالله النهري والجنرال محمد شريف باشا والمشير ذو الكفل باشا . ويعود الدور النهضوي للجمعية للبدرخانيين وكان للجمعية فرع ثقافي (جمعية الثقافة الكردية) وصدر عنها مجلة كردستان التي كانت استمراراً لصحيفة كردستان في القاهرة من قبل ثريا امين عالي بدرخان وكان من انجازات تلك الجمعية ايضا بناء مدرسة للطلبة الكرد في استنبول بلغ عدد طلبتها حوالي 30.000 طالب وباشراف الشيخ الجليل شيخ سعيد النورسي الذي عرف لاحقا كزعيم ديني كردي متنور وداعية لرسائل النور وزاد نشاط الجمعية بين القوميين والمثقفين الكرد ثم انتقل الى قلب المدن الكردية الكبرى مثل ديار بكر ووان وجزيرة بوتان فاعلنت حركة جون ترك امتعاضها من توسع نفوذ القوميين الكرد عبر جمعية التعالى والترقي الكردي على حساب حركتها فقرر الوقوف بوجه نشاط القوميين الكرد واغلاق جمعيتهم المضادة لنشاطها عام 1909م ولكن بعد ذلك ظهرت حركة شبابية كردية اعادت الروح القومية بين الشعب الكردي في المدن التركية واصبحت الحركة الجديدة اكثر انتشارا وتفوقاً على عكس جمعية التعالى والترقي الكردي ذات الطابع الديني والعشائري التقليدي
واسست الحركة الشبابية جمعية هيفي(جمعية الامل الكردي) عام 1920م
ويقول وديع جويدة بذلك الصدد لقد حدث تطور عظيم الاهمية في تاريخ القومية الكردية ولاسباب عديدة فان اهمية التكايا الدينية كمراكز لنشر الافكار القومية بين الكرد كانت تحمل بصمات الشيوخ الكرد وعلاوة على تدخل السلطات ومضايقاتها ازدادت الرغبة عند القوميين الكرد بالانتساب الى الاحزاب المعارضة للخلافة العثمانية ومن تلك الاحزاب حزب الحرية والائتلاف بزعامة زادة رفعت الذي كان يصدر حينذاك صحيفة سربستي الحرية والتي كتب فيها شباب الكرد افكارهم ومقترحاتهم حول تركيا الجديدة وكذلك كتب فيها شخصيات كردية بارزة مثل كاميران بدرخان وراوند وزولوفاني زادة ومن ثم استعادت جمعية التعالي والترقي الكردي نشاطها عام 1918م في 31 تشرين االاول بعد اغلاق دام سنوات ولكن تحت اسم جديد هو جمعية تعالي كردستان وتحت الية جديدة وكان من اعضائها على الشكل التالي :

عبد القادر بن شيخ عبدالله النهري(نائب الرئيس)
حميد باشا عضو هيئة الاركان سابقا(امين الصندوق)
وسيد عبدالله بن عبد القادر والميرلاي خالد بك من ديرسم قائد شرطة استنبول سابقا (لجنة عسكرية)
والكولونيل محمد علي بدرخان (لجنة عسكرية)
والكولونيل محمد امين بك من السليمانية ( لجنة عسكرية)
والخواجة علي افندي (شخصية دينية) من ارفاش وبابا شكر زادة رئيس صحيفة ترجمان سابقاً وبابان فؤاد بك زادة والتاجر فتح الله والدكتور شكري محمد وعلي شان بك من قوجكير ديرسم وبعدها انضم معظم البدرخانيين الى الشباب الكرد القوميين بعد اندماج جمعية تعالي كردستان مع جمعية هيفي باسم جمعية الرابطة الاجتماعية الكردية وبدات الجمعية الجديدة بدخول بقوة بين ابناء الشعب الكردي ودعم بعد ذلك جمعية استقلال الكرد التي كانت بداية لتاسيس جمعية خويبون.
وتجمع لفيف من شباب الكرد المتنورين حول حزب الحرية والائتلاف برئاسة زادة رفعت واستطاع ايضا كل من الشخصيتين الكرديتين عبدالله جودت وابراهيم تمو تاسيس حزب معارض في البرلمان التركي وبدا المعارض الكردي لطفي فكري بالعمل في حزب الحرية المعتدل المعارض وصدر عنه صحيفة وبالرغم من تلك الحركة القومية للمثقفين الكرد كانت كردستان غارقة بالحرب العالمية الاولى ومسرحا للعمليات الحربية التي ذهب ضحيتها ضباط وجنود اكراد والاف من المدنيين ويقول محمد زكي بذلك الصدد ان احد عشر جيشا فرقة كان موجودا في الازيغ(مامورية العزيز) وكان اثنا عشر جيشا في الموصل مؤلفا بشكل كلي من الكرد وكان اغلبية ضباط وجنود الجيش التاسع في ارضروم والجيش العاشر في سيواس هم من الكرد كما شاركت السرية 1355 من سرايا الفرسان الاحتياطي في وحدات حرس الحدود والدرك (الجندرمة) وكانت الاصابات بالغة وشديدة في صفوف الكرد
وحسب احصائيات البطاركة الارمن عن سكان الكرد في تلك الحقبة:
في ارضروم 75000
في وان 72000
في بتليس 77000
في العزيز (خربوط)95000
في سيواس 50000
وبالتالي يكون المجموع 464000 أي 16,3% من مجموع ست ولايات وذلك بدون الاكراد العلويين والايزيديين والزازا
والاتراك يمثلون 25,4 % والارمن 38.9% وهذة الاحصاءات مبالغ فيها من قبل مطارنة الارمن

الهدنة:

في 31 تشرين الاول تم توقيع الهدنة بين العثمانيين والحلفاء وبالتالي ازداد نشاط القوميين الكرد واستئناف العلاقات مع القوميين الارمن حيث كان الشعبين من ضحايا الحرب وتم استغلالهم وفقا للمصالح الدول العظمى حيث كان الروس يستخدمون الارمن ضد العثمانيين والعثمانيين يستخدمون الكرد ضد الروس وكان الارمن يرتكبون المجازر في القرى الكردية ويسلبون وينهبون والكرد يردون عليهم بنفس الطريقة وحتى الانكليز استخدموا الكرد لمصالحهم في العراق وبعد التقارب الارمني الكردي لم يرضي ذلك الاتراك وحاولوا تأجيج نار الفتنة بينهم
وكتب مصطفى كمال رسالة الى حاجي موسى بك زعيم عشيرة موتكي
والرسالة موثقة بارشيف العثماني برقم(47) في 10 ب سنة 1919م بعد مؤتمر ارضروم وفي الرسالة يشكر مصطفى كمال الزعيم القبلي الكردي على الخدمات والتضحيات التي قدموها للدولة العثمانية والدعم للجيش التركي في مناطق عدة ويخبره بان اعدائهم يريدون اقتطاع الارض وانشاء دولة ارمينيا على ارض اسلافهم الكرد ولكن ذلك التحريض لم يثمر وتم افشاله بجهود القوميين الكرد آنذاك
وفي 20 تشرين الثاني 1919 جرت اتفاقية بين ممثلين الكرد والارمن في باريس ووعد الكرد ممثل الارمن بوغاس نوبار بدعم واستقلال ارمينيا وايد الطرف الارمني بدعم واستقلال كردستان وترك وتاجيل القضايا الحدودية الى مؤتمر ارضروم

جمعية ازادي خويبون

تاسست الجمعية حسب رواية المقاتلين الكرد الذين شاركوا في ثورة بيت الشباب ان الجمعية تاسست في ارضروم سنة 1921 وبدات بالظهور في الاناضول سنة 1922 واسست فروعا لها في المدن الكردية مثل ديار بكر وسيرت وديرسم وخنس وموش وملاذ كرد ووان ومعظم الناشطين من زعماء القبائل وهم خالد بك جبران من ارضروم واكرم جميل باشا من ديار بكر وكور حسين باشا من ملاذ كرد وخالد بك حسنائلي من فارتو ويوسف زيا بك من بتليس وحاجي موسى بك من موش واسرة حاجي بيرام من شرناخ وفارس ابراهيم اغا دقوري من ماردين ويعود تمرد جمعية ازادي لعدم التزام الجانب التركي بوعوده المتفق عليها بالمؤتمر التركي الكردي في آب 1924
وفي 4 كانون الثاني كتب شيخ سعيد الى عشيرتي هورمك ولولان الكرديتين العلويتين لحمل السلاح والانضمام الى الثورة ولكنهما رفضتا دعوته رفضا قاطعا وصرحتا بانهما ستقاتلان الى جانب الدولة التركية ضد الثورة ولاسباب منها عدم مشاركة الاكراد السنة في ثورة قوجكير العلوية الكردية
وقتل احد زعماء عشيرة هورمك زينك بن تالو على يد الزعيم الكردي السني خالد بك جبران لعدم مشاركة الكرد العلويين في الثورة الكردية السنية ورفضهم انشاء كردستان مستقلة بقيادة سنية وكان معظم المشاركون في ثورة من اكراد زازا من مناطق ليجة وهانى وجابا قجور وديار بكر
وذكر الكاتب الكردي شريف فرات احد تفسيرين لثورة شيخ سعيد معتمدا عل معلومات مباشرة انه من بين 3 اتحادات قبلية كردية كبرى في الاناضول المركزية والاناضول الغربية هي بابا كردي وكرمانجي وزازا لم تشارك في الثورة غالبية القبائل المنتمية الى مجموعة بابا كردي المقيمة بعيدا في غربي منطقة الثورة وكان كرمانج ينقسمون الى اتحادين قبليين زيل وميل ومنهما تشكل المساهمون في الثورة وعشائر زيل هم بروكان وملان وحيدران وسمسي وعبدويي وجلالي ودقوري وزركان وشاديلي وادمان وترولار ولم تنضم الى شيخ سعيد بعد اندلاع الثورة .
العشيرتين اللتين شاركتا في ثورة الشيخ سعيد هما حسنان وجبران بزعامة الكولونيل خالد بك جبران رئيس جمعية ازادي واحد القادة الفاعلين في الثورة ويقول بذلك الصدد فان برنيسن :
انه لا يستطيع ان يحدد بدقة ما اذا كانت الفبيلتان شاركتا بشكل كلي في الثورة
ولكن المعطيات تؤكد ان قبيلة جبران شاركت في الثورة ومن العشائر الكردية السنية التي وقفت بوجه الثورة هم بنجيناران ورمان ورشكوتان
وفي 5 نيسان اعلنت بعض القبائل القاطنة في شرناخ وسيرت وجزيرة ومديات وماردين حيادها من الثورة وبالاخص القاطن بين وان وشرناخ وهي مانكوران وكودان وبازدما والان وجوركان وكارسان وحسب المعلومات ان الحكومة رشت معظم زعمائهم ووعدتهم بمناصب بعد الانتهاء من الثورة وفضلوا الامن على الدمار

وكان من المفروض ان تاخذ قبائل شرناخ موقعها من الثورة ولكن لم يصل الدعم الموعود به من قبل بريطانيا عبر الشريط الحدودي ورفضت القبائل الكردية العلوية المساهمة في الثورة السنية الكردية وكانت كردستان ترزخ تحت خط الفقر بسبب الحرب العالمية الاولى التي تم فيها تجنيد الآلاف من الشباب الكرد في الخدمة الالزامية

الشيخ سعيد :

ان كل من يمس الاٌرمني باي سوء سيتعرض لاشد اٌنواع العقوبة (شيخ سعيد بيران 1856-1925)

من هو؟ هو شيخ سعيد بن محمود بن شيخ علي السبتي النقشبندي من شيوخ الطريقة النقشبندية ويرجع اصولهم الى الشيوخ النقشبندية في جنوبي كوردستان بمدينة السليمانية(عشيرة بيران المقسمة بين جنوبي وشمالي كوردستان) وكان شيخ علي يقيم في حوالي القرن الثامن العشر في قرية سبتي قرب ديار بكر وبعدها غادر الى بالو لمتابعة الطريقة في المنطقة المذكورة ولكن لم يقم بها
طويلا بسبب النزاعات بين وجهاء القبائل والملاكين فاختار مدينة خنس بنواحي الارضروم وتزوج هناك وكسب ثقة اهالي المنطقة واصبح ذو مكانة عالية بينهم وخاصة الملاكين والآغوات وبعدها انجب خمسة اولاد ووالد الشيخ سعيد محمود هو اكبرهم وتوفي الشيخ علي في خنس واصبح قبره مزارا مقدسا لدى اهالي تلك المنطقة واستلم الشيخ محمود مكان والده وانتقل الى بالو وتزوج من امرأة هناك وانجب الشيخ سعيد 1856م
وانتقل الشيخ محمود مرة اخر الى خنس وانشأ تكية فيها وتعلم ولده الشيخ سعيد العلوم الدينية والقرآن واستلم التكية بعد وفاة والده واصبح زعيما للطريقة النقشبندية ولقب ببديع الزمان لانه حفظ كثيرا من اشعار ومقامات الحريري
وللشيخ سعيد خمسة اخوة وهم عادل الذي قتل في حلب وبهاء الدين الذي قتل في عام 1925 حينما كان يقرأ القرن في خنس وعبد الرحيم الذي توفي سنة نفسها ومهدي الذي استقر في قلهاسي وعانى من مرض عصبي والشيخ طاهر الذي كان يقيم في المنطقة وكان احد قيادات الثورة ويقول متين توكر ان اكثر من 25 شخصا من اسرة الشيخ سعيد لا يزالون يعيشون في بالو وقد اصبح احدهم مفتياً
الثورة :
اندلعت الثورة عام 1925 في شمالي كردستان وكانت هامة في تاريخ الحركة القومية الكردية في سبيل كردستان وتم التحضير لها من قبل منظمات وحركات كردية سرية قادها وطنيين وشباب اكراد وبعد اندماج تلك التنظيمات والحركات في تنظيم موحد مثل جمعية التعالي والترقي الكردي وجمعية هيفي باسم جمعية ازادي_ خويبون لا حقا وكان من قادتها خالد بك جبران ويوسف زيا الذي ذهب الى ارضروم للقاء بالزعيم الكردي خالد بك جبران والتشاور معه حول تسليح الثورة بمساعدة الشيخ محمود الحفيد وسمكو أغا شكاكي وبالفعل تم توجيه رسالة الى شيخ سعيد حملها له يوسف زيا الى قرية كوجهيسار بقضاء خنس مكان اقامته آنذاك وبعد زيارة مناطق عدة من قبل يوسف زيا اصبحت السلطات التركية تراقب النشاط الكردي بكثب
وفي 10 تشرين الاول واعتقل يوسف زيا في ارضروم وارسل الى المحكمة العسكرية في بتليس واعترف بتمرده على الدولة مع خالد بك جبران وبعد ذلك اعتقل حاجي موسى بك واطلق سراحه من قبل الوالي الجنرال كاظم بك الذي كان يربطه به علاقات حميمة وكذلك تم اطلاق سراح عدد من السجناء الكرد وهم الشيخ نورشنلي والشيخ معصوم وكان ذلك تكتيكا محكما لا بعادهم عن الثورة
وفي 10 كانون الثاني 1925 زار شيخ سعيد وحوله جمع غفير من الناس مركز ولاية دارجيني (كينجو) وقضاءء ليجه وخاني الذي غادره في 5 شباط الى قرية بيران بمرافقة المئات من المقاتلين الكرد وبعض الوجهاء بدار شقيقه عبد الرحيم وفي نفس الليلة طلب الملازم حسن حسني افندي ويرافقه الملازم مصطفى عاصم افندي وبعض الدرك من الشيخ عبدالرحيم بتسليم عشرة من اكراد الذين اتهموا بالقتل . وحينها طلب الشيخ عبدالرحيم من الملازم حسن حسني التريس واحترام حرمة داره . ولكن كان جوابه قاسياً حيث قال لايكن الاحترام لاُحد سوى قانون الدولة التركية وعلى اًثر ذلك اصطدم الطرفين وقتل العديد من الجنود الاَتراك وثم اَسر الضباط واًدى هذا الحادث السابق لاًوانه الى فشل خطة الثورة وانتكاسها .
وحين علم الشيخ طاهر بالحادثة هجم على بريد ليجه . وفي 11شباط وصل على راس 200 مقاتل الى كينجو وسلم الشيخ سعيد الوثائق والاَموال التي سيطرة عليها وكانت بداية الثورة المسلحة .
وفي 14 شباط سيطرة شيخ سعيد وانصاره البالغ عدهم 10 الاف مسلح على مدينة كينجو ونواحيه وتم تعين فقه حسن رئيس عشيرة مودان محافظاً للمدينة وتم اصدار قوانين تحمل توقيع شيخ سعيد واصبحت كينجو عاصمة مؤقتا للثورة الكردية وكانت بداية ناجحة في مراحل الاَولى للثورة ووضع شيخ سعيد تحت قيادته فصائل عدة من العشائر الكردية مثل حاجي حسن وعمرفارو وعشيرة ميستان وبوتان في جنوب جاب قجور وانضمت اليه قوات صالح بك من منطقة خانى .
وفي 29شباط انضمت 6 قوات الى شيخ سعيد بديار بكر فصائل شيخ شمس الدين وفي اليوم نفسه تم اعلان عن تشكيل هئية الاركان العامة لقيادة الثورة العسكرية الكردية في بلدة تالا بالقرب من دياربكر وبلغ عددهم 20 الف مقاتل .
وفي اَول اذار اَعلن شيخ سعيد بالهجوم على ديار بكر ولكن المعركة كانت غير متكافئة بسبب تفوق القوات التركية البالغ عددها 40 الف مقاتل وعدم وصول الاٌمدادات المتوقعة الداعمة للثورة الكردية وكان شيخ سعيد على تواصل مع جبهات القتال اٌخرى وطلب منها تعزيزات من عشائر شرناخ وماردين واٌمر محمود بك ابراهيم الباشا الملي بمهاجمة ديار بكر من الجنوب ولكن مرت الاٌيام عدة ولم ياٌتي جواب من محمود بك .
والتحقت فصائل عبدالرحيم الذي لاقى ضربات قوية في ايرغان من العشائر العلوية الكردية في وقت متاٌخر للثوار بديار بكر وتراجع فصائل شيخ شريف من اٌرض المعركة بعد خيانة العشائر الكردية العلوية للثورة في شرقي ديرسم وايليازيغ وهم : هويران – لولان – ايزولان – سوران – بقيادة الزعيم الديني دوغاندي اوغلو حسن وفي نهاية اذار تراجع خالد حسنانلي وعلي رضا واخوة خالد بك جبران بعد الهجوم الفاشل على خنس وبعدها فرضت القوات التركية السيطرة على المنطقة والتمركز في بلدة كاراكيوس بمساعدة العشائر الكردية مثل حيدران واديمان وحينها اٌعلن الشيخ سعيد عن تراجعه عن ديار بكر والمغادرة منه بعد مطاردة كاظم بك لفصائل شيخ شريف الى جابا قجور .
وفي 6 نيسان كان الشيخ سعيد موجوداً فيها بعد مغادرة دياربكر واٌجبر على الذهاب الى سولهان وهرب بقية الثوار الى الاراضي الايرانية وسلم علي رضا وخالد حسنانلي اسلحتهم الى الحكومة الايرانية ورفض زعيم عشيرة زركان كريم بك تسليم سلاحه للايرانيين فاصطدمو معهم وقتل بعض قادة الثورة منهم نجل خالد حسنانلي شمس الدين واستشهد كريم بك زركاني وسليمان واحمد وعبدالباقي وغياث الدين وطلب الباقون الحماية من سمكو اغا الشكاكي وكانت ماٌساة اليمة .
وفي 15 نيسان اقترب شيخ سعيد وانصاره من جسر عبدالرحمن باشا للعبور الى ايران فحاصره كمين من جنود اتراك وبعض رجال سلجو قلو حسين من عشيرة هورمك العلوية الكردية وكان عدد المعتقلين 50 شخصاً .
وهم: قاسم بك واسماعيل بك ومحمد رشيد من زعماء عشيرة جبران وبعض وجهاء عشيرة هوشينان وشيخ شريف من جابا قجور وشيخ علي والرائد اسماعيل ملا امين والرائد بحري والملازم محمد مهري واخرين . واعترف كمال مصطفى للاعلام باٌن الحكومة التركية وضعت 8-9 فرق عسكرية لمواجهة الثورة الكردية التي افقدت تركيا 25%من الميزانية السنوية وبعد سقوط الثورة تم محاكمة قيادات الثورة في محكمة استقلال التركية في ديار بكر برئاسة علي صائب والمدعي العام ثريا اوز كفرن على كل من سيد عبدالقادر ونجل سيد محمد والمحامي حاجي اختا والصحفي كمال فوزي بك وكوري سعدي وحسن خيري وخوجةوالشركسي رشيد والارمني حداد بن بوغوص واخرين من المعتقلين بالاعدام شنقاً في دياربكر وحكمت محكمة الاستقلال في ولاية خربوط على 400 شاب كوردي بالاعدام من بالو وجابا قجور وهتف حاجي اختا قبل اعدامه وامام حبل المشنقة في ساحة سجن امد قائلاً : عاش الفكرة الكردية عاشت كردستان
وقبل تنفيذ حكم الأعدام قال حسن خيري :عاش الشعب الكوردي . ياضحايا كوردستان الأن تنضم اليكم حسن خيري
وقال شيخ سعيد قبل اعدامه :
ان الحياة الطبيعية تقترب من نهايتها ولا اندم ابداً لانني اقدم نفسي قرباناً لشعبي ويكفينا اٌن احفادنا لن يشعرو بالخجل امام اعدائنا
كانت تلك النهاية للثورة والقمع الوحشي واعدام رموز النضال الوطني من اٌجل كردستان له اٌثره العميق في تاريخ شعبنا الكردي .


الناشر اخوكم : داراشيخي
المصادر :
- تاريخ الكفاح القومي الكوردي (1880-1925 ) – روبرت ولسون
- الحركة القومية الكوردية – وديع جويده
- عن الحركة القومية الكوردية في العصر الحديث :
1- جليل جليلي
2-حسرتيان
3-لازاريف
4- شاكر محويان
5- اولغا جيغالينا
Top