مع تطور الاحداث في العراق عاد الحديث بقوة هذه الايام عن الحلم الكوردي في استقلال كوردستان وإعلان الدولة الكوردية وكأن هذا الاستقلال جريمة كبرى يستوجب اشد العقوبات وأكثرها سادية بعكس كل المفاهيم الدينية والإنسانية وما ذهبت اليه الثقافة الجمعية للحضارة البشرية من ان الحرية والاستقلال وتكوين الدولة القومية هو حق مشروع لكل المجموعات البشرية التي يجمعها اكثر التعاريف اختصارا لمفهوم الشعب والقومية بأنهم يملكون ارضا ولغة مشتركة وثقافة موحدة وتأريخ واحد والاهم الشعور بالانتماء للمجموعة والرغبة في العيش المشترك. ابتداء ليس هناك حلم كوردي وإنما هدف كوردي فالحلم يتبدد والهدف يبقى مستمرا الى ان يتحقق واستعمال كلمة الحلم خلقت من قبل عنصريين للاستخفاف بحركة التحرر الوطني الكوردي و الاشارة الى استحالة الموضوع. الانسان الكوردي المضطهد والمجزأ الوطن لديه هدف وهو الحصول على حريته وحقوقه وتوحيد وطنه الذي مزقته معاهدة سايكس – بيكو المعروفة والمشئومة والتي بموجبها تم حرمان شعب كوردستان من الحق المشروع الذي مارسته الاغلبية الساحقة من شعوب الارض كما تم تمزيق الامة العربية الى دول وكيانات تمتد من الخليج الى المحيط وفق مصالح فرنسا وبريطانيا بعيد الحرب العالمية الاولى. نعم للكورد هدف وهدف محدد للغاية وهو الحرية والانعتاق واستقلال كوردستان اي ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره بنفسه ومع كل تقدم تحرزه حركة التحرر الوطني الكوردستاني في هذه المسيرة النضالية الشاقة يقدم شعب كوردستان المزيد من الضحايا والقرابين وبكثير من الحماس دون اي تردد او نظرة الى الوراء خاصة والأنظمة التي تقتسم بلاده لم تتقدم خطوة واحدة جدية وسليمة لضمان حقوقه القومية وإنما على العكس ورغم ما بينها من خلافات وصراعات كانت تتوحد في قمع الكورد والتفنن في طرق وأساليب حرمانهم من حقوقهم كمواطنين والتأريخ القريب شاهد على الجرائم البشعة التي اقترفت ولا تزال تمارس بحق الشعب الكوردي ليس اسوءها الابواق العنصرية التي تنعق ليل نهار ضد الكورد ناسين او متناسين الحقيقة المعروفة : كيف يمكن ان يكونوا احرارا وهم بكتاباتهم ومؤلفاتهم المسمومة يتنكرون لحرية الاخرين. السؤال هو لماذا هذه الفوبيا فوبيا كوردستان ان صح التعبير فوجود دولة كوردية في قلب الشرق الاوسط سيكون بالتأكيد الحل الافضل والأكثر واقعية لضمان السلام والأمن في المنطقة التي تشهد منذ اكثر من الفي عام صراعا حادا ودمويا في اغلب الاحيان بين الحضارات الثلاث. العربية والتركية والإيرانية اذ كما شكلت كوردستان ولا تزال منطقة صراع هذه الحضارات ستشكل مستقبلا المنطقة المانعة للاحتكاك والتصادم فيما بينها وستوفر لشعب كوردستان وشعوب المنطقة السلام والطمأنينة وحياة الالوف من الضحايا في الحروب العبثية سواء ضد الكورد او ضد بعضها البعض وأيضا الكثير من الثروات والاموال التي تهدر الان في هذه الصراعات بدلا من استغلالها في مجالات التنمية والتطوير وتوفير الحياة الكريمة. قد يكون الهدف الكوردي وليس الحلم الكوردي لا يزال بعيد المنال ولكنه في كل الاحوال سيتحقق ما دام هناك وراءه مطالب ومن الافضل والأكثر عدالة وإحقاقا للحق ان تقف شعوب المنطقة الى جانب هذا الحق المشروع وبناء اواصر الصداقة والتعاون وتقبل حقيقة انه كما لم يكن ممكنا فيما مضى الغاء الشعب الكوردي من على خارطة الشرق الوسط وذاكرته وثقافته فانه من المستحيل اليوم هذا الالغاء والاستمرار في حرمانه من حقه المشروع في كوردستان حرة موحدة مستقلة.
[email protected]ايلاف