السلام في كوردسـتان
الجديد في الامر هو الموقف الشجاع للحكومة التركيه التي يقودها السيد اوردوغان الذي يتصدى لاكثر المسائل تعقيدا في تركيا ويواجه كل تلك القوى التي تربت لاجيال على انكار الوجود الكوردي واعتبرت أي مطالبه باقل الحقوق الانسانيه والقوميه جريمة بحق الدولة التركية ويهدد وجودها ولذلك ليس غريبا ان تتعرض هذه الجهود الى محاولات منظمة لافشالها وهو ما حدث فعلا عندما تم اغتيال القيادية سكينة ورفاقها في باريس بدم بارد.
ان احلال السلام في كوردستان الذي يضمن حقوق الشعب الكوردي ويفتح الابواب امام مشاركة حقيقية في بناء تركيا الحديثه لن يكون فقط اعترافا واقرارا بهذه الحقوق العادلة وانهاء لمرحلة مؤلمة ومشينة في تأريخ الاضطهاد القومي وانما سيضمن تقدم تركيا المطرد اقتصاديا وسياسيا ويجعلها اقوى لاعب اقليمي في هذه المنطقة الحساسة من العالم فالمصالحة مع الذات هي الخطوة الاساسيه للمصالحة مع الاخر وبناء علاقات متوازنه مع كل الاطراف وهي تملك علاقات متميزه مع اقليم كوردستان العراق الذي بدوره يحوز على ثقل نوعي في التوازنات الاقليميه او داخل العراق الاتحادي ولاشك ان كل هذا سينعكس ايجابيا على العلاقات التركيه مع الشعب الكوردي في اجزاء وطنه وبالتالي على قضايا السلام والتنمية في عموم المنطقه.
السلام في كوردستان خطوة كبيره نحو الامام نحو ضمان مصالح شعوب تركيا والمنطقة وتقدمها الحضاري و ستتعرض هذه الجهود حتما للكثير من المخاطر وربما لانتكاسات مؤقتة ويبقى الامل في اصرار كل الاطراف على مواصلة التقدم ومع كل التقدير لجهود حكومة اوردوغان فمن المفروض ان لاتسمح هذه الحكومة بسقوط غصن الزيتون الذي يحمله حزب العمال الكوردستاني و من اجل غد افضل للجميع.