• Sunday, 22 December 2024
logo

الكورد أكبر أمة بلا دولة

الكورد أكبر أمة بلا دولة
في قلب الشرق الأوسط، ينقسم الكورد ما بين 4 بلدان هي العراق وإيران وتركيا وسوريا ويشكلون أكبر جالية أجنبية في أوروبا، ليصبحوا بذلك "أكبر أمة" على وجه البسيطة بلا دولة.
لا يعرف أحد الرقم الفعلي للكورد، ففي غياب إحصاءات رسمية لهم في معظم الدول التي يعيشون بها، تتسع الفجوة في التقديرات ما بين (20 و40) مليون كوردياً.
لكن التقديرات الأكثر رجاحة تشير إلى وجود 15 مليون في تركيا و7 مليون في إيران وما بين (1-2) مليون في سوريا منهم نحو 800 ألف لا يتمتعون بالجنسية السورية.
أما في العراق، فعددهم 5،3 مليون طبقاً لحكومة إقليم كوردستان و4،3 مليون طبقاً لحكومة بغداد، ويقول الكورد أن تقليل عددهم يتيح لحكومة بغداد تخفيض الميزانية المخصصة للأقاليم الكوردية، والتي تحدد وفقاً لتعداد السكان.
الغالبية العظمى من الكورد من المسلمين السنة بنسبة 70%، أما المسيحيين من فهم من الكاثوليك والكلدانيين والأشوريين والسريان ويتحدثون اللغة الأرامية.
أما الكورد اليهود فهاجروا ما بين عامي (1949 و1950) إلى إسرائيل، وأستراليا والولايات المتحدة.
ويعتبر إقليم كوردستان، وهو كيان اتحادي في العراق وفقا للدستور العراقي الجديد ورئيسه الحالي هو السيد مسعود بارزاني، من أكثر المناطق الواعدة اقتصادياً واجتماعياً في الشرق الأوسط، فضلاً عن غناه بالنفط، يتميز بالتعددية والانفتاح على الأديان والأفكار السياسية المختلفة.
لكن إقليم كوردستان عانى الكثير من المآسي المتلاحقة، وكان أبرزها ضرب قوات المقبور صدام حسين لمدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية عام 1988 مخلفاً ما بين 5 إلى 10 آلاف قتيل.
وفي إطار ما عرف باسم "حملة الأنفال" (1986-1989)، قام المجرم علي حسن المجيد، ابن عم الديكتاتور المقبور صدام حسين، والشهير باسم "علي الكيماوي" لاستخدامه الأسلحة الكيماوية ضد الكورد، بإزالة أكثر من 4 آلاف قرية كردية من على الخارطة وردم منابع للمياه بالأسمنت المسلح وتلويث المياه الجوفية ومساحات شاسعة من الأراضي، ويقدر عدد ضحايا هذه الحملة بنحو 185 ألف شخص.
لكن عندما يتحدث أهالي إقليم كوردستان عن أرضهم يذكرون مواطن الجمال فيها، "كردستان هي جزء لا يتجزأ من العراق لكن ما ان تطأ قدم الانسان أرضها حتى ينتابه شعور أنه في بلد آخر"، هكذا يتحدث الصحفي الكوردي كمال طه عن موطنه.
ويردف:" تملأها الخضرة والجبال والوديان والأنهار والشلالات وعيون الماء.. تسحرك بطقسها الجميل المعتدل وبساطة وطيبة أهلها الذين تراهم يتفاخرون بتاريخهم وأصولهم وانتمائهم للقائد صلاح الدين الأيوبي محرر القدس من أيدي الصليبيين".
ويشدد على أن"الكورد شعب كريم مضياف ورغم أن أغلبهم لا يجيد التحدث بالعربية بطلاقة وينطقونها بطريقة مضحكة ومليئة بالأخطاء جعلت باقي العراقيين يتندرون منها، إلا أنهم يستقبلون الغريب بحفاوة بالغة".
ويستمر مؤكداً أن "التعامل مع الشعب الكوردي بسيط جداً ويكفي أن تحفظ عبارة (جوني كاكا؟) التي تعني كيف حالك يا أخي؟ وبعض الكلمات الأخرى لتلقى كل كلمات الترحاب والقبول عندهم".
ويشير إلى أن "ملابس الكورد أيضاً تختلف عن باقي الملابس في مدن العراق الأخرى. فنحن نرتدي القميص وسروال فضفاض وسترة تتقاطع من الأمام فوق البطن ومطوية في السروال ويلف الكوردي حول خصره قطعة طويلة من القماش يبلغ طولها ما بين 4 إلى 5 أمتار ويضع على رأسه العمامة وهي إما باللونين الأحمر والأبيض أو الأسود والأبيض".
ويزيد: "أما المرأة الكوردية فملابسها زاهية مزركشة، وأبرز ما يميزها هو الرداء الملون اللماع الفضفاض الطويل".
والنساء الكورديات يعشقن الذهب وإذا كانت إحداهن لا تملك ذهبا فأنها تستأجره من الصائغ لحضور المناسبات أو تشتري حلياً غير حقيقية تحاكي الذهب لأن المرأة الكوردية تخجل من أن تذهب إلى حفلة أو عرس أو مناسبة دون ان تكسو نفسها بالحلي الذهبية.
لهجات متعددة
ويوضح كمال أن اللغة الكوردية تختلف من مكان إلى أخر فالكرمانجية نجدها في محافظة دهوك (شمال) والسورانية في محافظتي أربيل والسليمانية (وسط) والكرمانشاهية في الجنوب".
وينهي غزله في موطنه قائلا "إنها فردوس، جنة، روضة من رياض الله، حتى الفاكهة فيها لها مذاق ألذ من أي مكان آخر".
Top