بعيدا عن السياسة والتحزب... رئاسة مسعود بارزاني ضرورة استراتيجية..... جمال زه نكنة
ترددت في كتابة هذا الراي باسمي الصريح تفاديا للتفسير الخاطيء من قبل البعض واعتبار كون هذا الراي نابع عن محاولة التزلف او التقرب من السلطة...الا ان من الجانب الاخر نرى ان نشر رأي في موضوع حساس كرئاسة اقليم كوردستان باسم مستعار قد يوفر الفرصة لنعته بكونه رأي حزبي صادر عن عضو او مسؤول في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبذلك يعتبر رايا رسميا للحزب غير جدير بالاهمية بالنسبة للبعض ...الا ان موضوع رئاسة الاقليم في الوقت الحرج الحالي يفوق ويتجاوز على هذه الحسابات البسيطة والابتدائية ....للسبب اعلاه قررت ان انشر هذا الراي باسمي الصريح ..راجيا ان يتلقاه القاريء كرأي مواطن كوردي يقرأ حال كوردستان بالشكل الذي يعرضه هنا ....وليطمئن الجميع من عدم وجود اي علاقة لهذا الراي باي حزب ..
لاشك ان رئاسة اقليم كوردستان موقع حيوي مهم وحساس يستوجب على من يتسنمه التعامل مع العديد من الملفات والاتجاهات في الظرف الجيوبولتيكي الحرج لكوردستان ...تبعا لذلك فان موقعا من هذا النوع يحتاج اول مايحتاج اليه التجربة والخبرة بالمحيط المعقد لكوردستان... وبعدها اختيار اسلوب التعامل مع هذا المحيط المحكوم بمعادلة ذو متغيرات غير قياسية واحيانا شاذة ففي الوقت الذي يجب ان تكون ناعما كالحرير يجب ايضا ان تكون صلبا كالحديد ...يجب ان تجنح للسلام وفي نفس الوقت مستعدا للحرب....
نعم تم تحديد فترة رئاسة الاقليم بشكل معين...لكن هل تسمح الظروف الشائكة الحالية بالتبديل؟ من هو البديل وما هي خبرته وتجربته؟ ليس هذا ابدا محاولة مني التقليل من شأن الاخرين ولكن الا تتفقون معي ان الرئيس مسعود الان هو في اوج عطاءه الدبلوماسي وقمة وعيه السياسي بعد كل هذه السنوات من النضال السياسي والدبلوماسي ؟؟ نعم لايمكن انكار وجود هفوات وكبوات في المسيرة ..لكن اليس هذا الحال مع معظم التجارب الاخرى في دوا الجوار..ومع كل ذلك اليس حال كوردستان بوضعها الحالي افضل بكثير من معظم دول الجوار؟؟
لااريد ان ادرج انجازات عهد الرئيس بارزاني وليس ذلك من شاني , بل اريد ان اسوق مثالا واحدا فقط الا وهي علاقتنا – علاقة الاقليم المتطورة والناجحة مع الجارة تركيا الا تعتبر هذه العلاقة قفزة نوعية بارزة في التاريخ الكوردي ومثال حيوي لحكمة السياسة الكوردية في عهد الرئيس بارزاني؟؟...من كان يتصور ان تتحول تركيا المعروفة لدينا جميعا من عدو الى صديق بل واكثر من صديق ..قد يقول البعض ان هذا التحسن في العلاقة هي نتيجة الضغوط الدولية..لكن اليست الضغوط الدولية بحاجة الى دعم وادارة حكيمة من كوردستان..ارى بوضوح ان المجتمع الكوردستاني وكوردستان بحاجة ماسة الى تجربة وخبرة الرئيس بارزاني لفترة غير قصيرة...بل الى ان تصبح كوردستان مستعدة لاستيعاب فكرة تداول الرئاسة بشكل افضل ..وانشاء الية لهذا التداول فنحن في كوردستان تنقصنا الية تسليم موقع رئاسة الاقليم الذي يختلف كثيرا عن الية تسليم رئاسة الوزراء.
عدم تجديد ولاية الرئيس مسعود سوف يكون خطا فادحا وكارثة تودي الى احداث اثار سلبية كبيرة في كوردستان.ومن المهم ان نستوعب جميعا بان هذا الامر ليس شانا حزبيا يخص حزبا او حزبين معينين بل انه شان كوردستان خارج الاطر الحزبية الضيقة ...وخاصة في هذا الوقت الحساس الذي نفتقر فيه الى خبرة وحنكة مام جلال الذي ترك غيابه فراغا جديا في المحيط الكوردستاني والعراقي والاقليمي ايضا ...في هذه الظروف نحن احوج الى ولاية الرئيس بارزاني اكثر من اي وقت اخر...
مع تقديري لراي المعارضين ادعوهم الى دراسة الموضوع بدقة والخروج من بودقة المحلية الضيقة والولوج الى عالم العالمية الفسيحة .....وان يتعاملوا مع هذا الموضوع خارج الاطر الحزبية...بل حتى خارج الاطر السياسية فهذا الموضوع هو موضوع مصيري واستراتيجي بالنسبة للامة الكوردية ...قبل ان يكون موضوعا حزبيا او سياسيا ...
على المعارضة ان تتجاوز القياسات التقليدية والابتعاد عن اغراق كوردستان في مشاكل لاتحمد عقباه يكون فيها الكورد الخاسرون الاكبر ويتحملون هم المسؤؤولية الاولى.