• Monday, 23 December 2024
logo

الجهاد بين الواجب والسياسة .... بورما نموذجاً

الجهاد بين الواجب والسياسة .... بورما نموذجاً
في البداية أريد أن أوضح نقطة هامة حول موضوع الجهاد والقتل من ناحية التطبيق ومنطق عقل الغائب الذي يخدم الأنظمة الحاكمة أو تأتي في خدمة هؤلاء الذين يتحكمون بقوة المال وترسيخ العقيدة الجهادية لاعتبارات سياسية وليس من أجل الجهاد المشروع كما في الشريعة الإسلامية .
إن الحكمة من مشروعية الجهاد في سبيل الله هو إعلاء كلمة الله و نصر المظلومين و رد العدوان و حفظ السلام ، ولكن ما نشهده في إقليم بورما هو إبادة جماعية ومختلف أنواع العنف الذي تشنه مجموعة "ماغ" البوذية المتطرفة ضد مسلمي بورما، مما أدى إلى قتل المئات من 20 قرية وتدمير 1600 منزل وهروب أكثر من 20 ألف مسلم إلى بنغلاديش المجاورة والتي ضيقت بشكل كبير على الروهنجيين المسلمين. وفي الأشهر الماضية قامت بنغلاديش بإعادة حوالي 40 قارباً من اللاجئين إلى إقليم بورما بحسب منظمات الإغاثة التي عجزت عن توفير الغذاء والدواء والمأوى للاجئين المسلمين.
بغض النظر عن وضعهم المعقد جدا، تشير أعمال العنف هذه إلى التوترات الدينية المبطنة في بلد يقول الخبراء أن البورمي يعتبر نفسه بوذياً ولا يقبل الآخر على أسس الدينية ، أي الصراع القائم على فناء أو بقاء أو كما يقال مسألة كسر العظام الديني المتطرف
بورما "ميانمار" تقع جنوب شرق آسيا. عدد سكانها يزيد عن (50) مليون نسمة وأغلبهم من البوذيين ويقطنون في قرى حول الدلتا وحول وادي نهر اراوادوي، والأغلبية من وسط آسيا، ، ونسبة المسلمين في هذا البلد لا تقل عن 20% من مجموع السكان، نصفُهم في إقليم أراكان ذو الأغلبية المسلمة. ويبلغ عدد سكان الإقليم 5.5 مليون نسمة حيث توجد كثافة عددية للمسلمين تمثل70% من سكان الإقليم والعجيب في الأمر هو أن أكثر المسلمين الاركانيين ينحدرون من أصول عربية حيث يعود نسبهم إلى المسلمين في اليمن والجزيرة العربية وبعض بلاد الشام والعراق والقليل من أصول فارسية. ويوجد أيضاً عدد آخر ولكن أقل بقليل(توجد أقلية تعود لأصول بنغلاديشية وهندية. وقد وصل هؤلاء المسلمين إلى اركان وجارتها بنغلاديش بغرض التجارة ونشر الإسلام وهناك استقر الكثير منهم ونشروا تعاليم الدين الإسلامي. ويختلف سكان بورما من حيث التركيب العرقي واللغوي بسبب تعدد العناصر(الأعراق) المكونة للبلاد، ويتحدث أغلب سكانها اللغة البورمانية ويطلق على هؤلاء "البورمان" وأصلهم من التبت الصينية وهم قبائل شرسة، وعقيدتهم هي البوذية، هاجروا إلى منطقة "بورما" في القرن السادس عشر الميلادي ثم استولوا على البلاد في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي وهم الطائفة الحاكمة. وباقي السكان يتحدثون لغات متعددة، ومن بين الجماعات المتعددة جماعات أراكان، ويعيشون في القسم الجنوبي من مرتفعات أراكان بورما وجماعات الكاشين.
لست هنا أدعو مسلمي العالم إلى الجهاد أو الحض على القتل و الانتقام وإنما هناك تناقضات في سلوك هؤلاء الذين يأتون من كل حد وصوب من أجل الجهاد وإعلاء كلمة الله ونصرة المظلوم فأين هم الآن لنصرة بورما ؟؟
لا يمكن لأحد أن ينكر أن الثورة السورية العظيمة كانت مطلبها الديمقراطية وكانت تنادي بالحرية والإفراج عن المعتقلين وإلغاء قانون الطوارئ وكانت ثورة سليمة بامتياز إذ واجهت آلة القمع. وشاهد الجميع كيف قدم المتظاهرون الورود والماء والمأكل لجنود الأسد.
لكن النظام المجرم حولها إلى الطائفية وحالة الانتقام لدى الشعب عن طريق أبشع جرائم ضد الإنسانية في قرن الحادي والعشرين فانحرفت الثورة وبدأت تتسلح وتأخذ التسميات الإسلامية على الكتائب وعلى أيام الجمع مما شكل أرضية خصبة لهؤلاء المتربصين المافيويين تحت راية الجهاد ، اعتقد أن شعباً كالشعب السوري قادر على الإطاحة بهذا النظام المجرم فهو من قام بالثورة وسيصلونها إلى النصر والحرية وإنشاء مجتمع مدني لتصبح سوريا لكل السوريين.
المجتمع السوري لن يقبل بقدوم ظلام آخر تحت أية أقنعة ولن يقبل بدفع الثمن بعد سقوط النظام هولوكوستي ثمناً آخر تحت راية الجهاد المتطرف أو الإسلام فوبيا أو الدم السني واحد
اعتقد أن هناك مافيا عالمية تحت ذريعة الإسلام أو منظمة تعمل بريموت كونترول لضرب الاستقرار تحت راية الجهاد ، لذا أتمنى من الإسلام الحقيقي أن يأخذ موقفاً فلا يمكن أن يعرف الدين الإسلامي بالذبح أو بالسيارات المفخخة أو بإقصاء الآخر .


بنكين تمو (Bengîn temo)
Top