بافي رودي : برزاني الأب ............والشخصية الأسطورة
نشاء البرزاني في ظروف قاسية فحين بلغ الثالثة من العمر اعتقل مع أمه في سجن الموصل وكما اعدم أخوه عبد السلام وترعرعت هذه الأسطورة في ظروف المقاومة ومواجهة التحديات والتصدي لمحاولات إملاء الإرادة دفاعا عن النفس وعن حقوق الكورد ومن خلال عدة مشاركات له ومنها ثورة كوردستان تركية 1917-1919وانتفاضة الشيخ محمود الحفيد في السليمانية 1919وفي الثلاثينيات شارك قيادة حركات البارزان في أواسط عام 1936 واعتقل في الموصل وبعدها نقل هو والشيخ احمد البرزاني إلى بغداد وفي 1943 استطاع الهرب ووصل إلى قرية شنو في إيران استعدادا للانتقال إلى بارزان لقيادة حركة بارزان بين عام 1943-1945
لقد اجتمعت في شخصية هذه الأسطورة التي تسمى مصطفى البرزاني عناصر قوة كثيرة يندر ان تجتمع بأي شخص آخر وهذه العناصر موضوعية وذاتية .فهو سليل الأسرة البارزانية الشهيرة وصاحبة الطريقة النقشبندية والتي تمتلك نفوذا دينيا وماديا ومعنويا كبيرا يضاف إلى ذلك فهي أسرة مكافحة وشجاعة ساهمت في العديد من الحركات والانتفاضات ,واستطاع هذه الأسطورة بالجمع بين دفاعه الراسخ وإيمانه اللامحدود بقضية شعبه وأمته وعدالة قضيته , وبين قدرته الكبيرة على فهم طبيعة العلاقة المتميزة بالشعب العربي ,لقد كان البرزاني الأسطورة قائدا استثنائيا بكل معنى الكلمة , استطاع ان يجمع بين الإصرار وروح المقاومة من جهة وبين المرونة والاستعداد للحلول المرحلية من جهة أخرى,والى جانب روح الكبرياء والعزة القومية , كان يحترم الشعوب الأخرى ويتحلى بالتواضع الكبير والأدب الجم . وعلى الرغم من انه كان ثائرا ومتمردا واقتحاميا في الميدان ,فقد كان مسالما ومتسامحا وغير ميال للعنف ولا سيما في حق الأبرياء والعزل.هذا القائد الأسطوري الفذ الذي لم يشغل شعب كوردستان وحدهم , ولم يملئ ساحات كوردستان العراق فقط ,إنما ذاع صيته وشهرته في جميع أرجاء العالم في حياته وبعد رحيله , حيث دخل التاريخ المجيد من أوسع أبوابه,واشتهر الكورد باسمه,
ولكل هذه الميزات والأوصاف نقول بان شخصية الأب الروحي مصطفى البرزاني هي شخصية أسطورية , والأسطورة يقصد بها إبهار السامع بالأجواء الغريبة,او الإعمال المستحيلة , ويبقى أبطالها اقرب إلى الناس العاديين الذي نصادفهم في سعينا اليومي , وان البطل فيها يلجأ إلى الحيلة والفطنة والشطارة للخروج من المأزق , وهناك عدة أسماء للأسطورة ولكننا سنوضح هذه الأسطورة التي تسمى أسطورة البطل الإله : وهي التي يتميز البطل فيها بأنه مزيج من الإنسان والإله (البطل المؤله) الذي حاول بما لديه من صفات إلهية ان يصل إلى مصاف الآلهة ,لكن صفات الإنسانية تشده دائما إلى العالم الأرضي ,وتتميز الأسطورة بعدة مميزات أهمها,عمقها الفلسفي الذي يميزها عن الليجند او الحكاية الشعبية 2: الأسطورة سابقا كما العلوم حاليا مسلما بمحتوياته -3- في معظم الأحيان تكون شخصية الأسطورة من الآلهة او أنصاف الآلهة وتواجد الإنسان فيها يكون مكملا لا أكثر.
ومن أقول الأسطورة البرزاني نذكر منها ما يلي 1-الكورد لن يكونوا عبيدا لأحد ,ونضالنا من اجل حرية شعبنا 2-اكبر فخر وشرف ان يموت المرء جوعا من اجل إشباع بطون جائعة 3-الإنسانية الحقيقية هو ان تضحي برفاهيتك وسعادتك من اجل الفقراء والطبقات المسحوقة من المجتمع 4-الشعب الكوردي ضحى بخيرة شبابه من اجل وجوده وبقائه 5- الثورات لا تنتصر من دون قيادة حزبية حقيقة, وسنتوقف عن أخر أقواله هل قيادات أحزابنا الكوردية الحالية هي فعلا قيادات حقيقة آم أنها تحتمي بظل هذه الأسطورة لتبقى على كراسيها وسلطتها وتتحكم بشعبها بأسماء هذه الرموز والقادة الحقيقيون ولكنهم في الحقيقة لا ينتمون إلى هذه الأسماء وهذا النهج وهذه الأسطورة الذي يسمى البرزاني , بل هم مجموعة تقوم بخدمة مصالحها الشخصية والحزبية الضيقة وهمها الوحيد بقائها في منصبها على حساب المصلحة العليا للشعب الكوردي ومطالبه المشروعة وحقوقه والمغتصبة .
ومن أهم الشخصيات الذي قالوا في هذه الشخصية العظيمة .
السفير الفرنسي برنارد دورين يقول: مصطفى البرزاني كانت الشخصية التي أتمنى رؤيته , لقد كان إنسانا شهيرا وعظيما .
الأستاذ الصحفي ليانميت الذي كان في ستينيات القرن القرن الماضي مراسلا لصحيفة البرافدا . ويقول :كان البرزاني يمتلك إحساسا قويا أثناء المخاطرة لقد كان يستقرىء الأحداث وذات حاسة سادسة,انه شخص فذ وكان رجل القرن, ولو طلبوا مني تحديد شخصية القرن العشرين لقلت دون تردد انه مصطفى البرزاني.
وقول ريجيروني مستشار وزارة الداخلية الألمانية: مصطفى البرزاني هو احد الأبطال الذين يجب ان يدرج أسمائهم بأحرف من ذهب في سجلات عظماء العالم .ويقول اوبلاس : مصطفى البرزاني هو آخر أعظم قائد ومرشد كوردي وسيبقى اسمه مخلدا في التاريخ الأسطوري للشعب الكوردي .
ملاحظة: كثير من هذه المعلومات أخذتها من مراجع كوردية متعددة.