لنشتعل حباً للارض والانسان...........................فوزي الاتروشي
وكما قال قدماء اليونانيون ان المرء لا يضع قدمه في نفس النهر مرتين, لذلك لا مجال للقرارات المؤجلة والمشاريع المفروشة على الورق والنوايا الصادقة التي لا تستحيل انجازاً على سطح الواقع .
وكلما نهضنا مبكراً في الصباح وراجعنا مفكرة اليوم وحسبنا الوقت وفق توقيتات محددة لملفات واعمال وانجازات محددة نكون قد راكمنا لنا وللآخرين وللوطن رصيداً من الفعل المادي والمعنوي ونكون اختزلنا المسافة بين الحلم والواقع .
ان الحضارة في اية بقعة كانت في الارض قديماً وحديثاً هي باختصار تصميم الانسان وقدرته على تحويل الاحلام الى وقائع ظاهرة للعيان, وعلى تحويل المشاعر والعواطف الى منجز ابداعي مبهر ومدهش, وعلى امعان الانسان ان يترك بصماته حية في التاريخ وهكذا مازلنا نزور المتاحف ونتفقد الآثار ونتجول في المخطوطات ونتصفح الدواوين التي تركتها الحضارات ضمن رسالة لنا ان للانسان مهمة في الحياة ومهمة بعد الرحيل هي ان يبقى حياً اخضراً في الذاكرة .
ونعود الى استهلال المقال لنقول نعم لا بد ان نشتعل حباً وعملاً على مدار اليوم من اجل تحقيق امنية او كتابة قصيدة او رواية او مقال او تلبية طلب لحبيب ينتظر او كسب لقمة عيش للعائلة او ادخال الفرحة الى قلب طفل يتيم او ام او ارملة او شيخ مسن او انسان فقد الامل في الحياة .
المهم ان لا نتوقف وان لا نسكت ولا نهدأ فالحركة والاصرار على التفاعل والتواصل هو مؤشر الحياة وعنوان النجاح .
لذلك نقول ان لا حدود للكمال وكلما قطعنا مسيرة طويلة تنفتح امامنا مسافة اطول وكلما تراكمت بيادر الخير تشتاق العين لبيادر اعلى واجمل, فلكي نقطع هواجس الشر لابد ان تكون مساحات الخير فينا بلا حدود وبلا شروط وذات فضاءات لا متناهية .
فلكل عامل نقول راكم العمل يومياً, ولكل كاتب نقول لا تدع الحبر يجف على اوراقك, ولكل شاعر نهمس كلما انتهيت من قصيدة فكر بالقصيدة التالية, ولكل ملحن نردد ان غابة الالحان والانغام بوسع الكرة الارضية فاعزف وابتكر ما شئت من الوان الغناء, ولكل مزارع نزف بشرى ان مواعيد المطر قادمة حتماً وان حقول الثمار ستعلو حتماً فلا تيأس من رحمة السماء. دعونا اذن جميعاً نشتعل معاً حباً وعشقاً للارض والانسان .