(قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين)................آريان ابراهيم شوكت
انطلاقا من مواقف مسبقة لا تتوافق مع الواقع الاجتماعي والسياسي للعراق، ولا تنسجم مع تطورات الحياة والعاقل تكفيه الاشارة ؟ أن مقالات بعض الكتاب العرب المتعصبين (مع تقديرنا واحترامنا البالغ للشعب العربي الشقيق والصديق والذي يجمعنا معهم الملح والزاد ) مليئة بالأخطاء التاريخية و الجغرافية و..... وحين يخطئون علينا بالكتابة ويخلطون الحابل بالنابل ويظعون الحروف معكوسا على النقاط ؟! فاننا وبدافع اعطاء كل ذي حق حقه مرغمون وجدانيا على أن نكتب مقالاً، ونرد عليهم، ونصحح لهم أخطائهم لكنهم ومن عجب العجاب أن هؤلاء وبكل سهولة يتركون ساحة المناظرة الكتابية، ويختفون من الظهور على المواقع الالكترونية وعلى صفحات الجرائد، كأن الأمر لا يعنيهم،والسبب هو أن فاقد الشيء لايعطي ...منذ القدم كان هناك شعب عريق و قديم يسمى الكورد , وهم سكنة بلاد الكورد وهم شعب عريق قطنوا عدة مناطق ممتدة بمحاذاة جبال طوروس وجبال زاكروس وتلك المناطق واقعة في اجزاء من شرق جنوب تركيا وغرب شمال ايران و العراق و سوريا و يتميز الكورد كغيرهم من الشعوب بلغتهم وتقاليدهم وازيائهم وعاداتهم وانتمائهم الى ديانات متعددة وفي قصص الأنبياء أن الأكراد هم من أصول (آرية) أي أبناء آري وآري هو ابن نوح علية السلام .ومن ناحية علم الأنثروبولوجيا يرى العلماء أن الكورد بغالبيتهم العظمى ينتمون إلى عنصر الأري. ويقول المؤرخ العراقي الكبير مصطفى جواد في كتابه اصول التاريخ ان من اهم الشخصيات الإسلامية الكوردية الامام عبد القادر الجيلاني المولود في قرية الجيل بين جلولاء وخانقين وصلاح الدين الايوبي المولود شمال تكريت والامام ابن تيمية المولود شمال سورية وذكر المؤرخ اليوناني زينفون (427 - 355) قبل الميلاد في كتاباته شعباً وصفهم "بالمحاربين الأشداء ساكني المناطق الجبلية"، وأطلق عليهم تسمية كاردوخ التي تتكون من كورد مع لاحقة الجمع في اليونانية القديمة (وخ) أو كوردوسCurdos باليونانية الحديثة كاردوخيون وهم الذين هاجموا الجيش اليوناني أثناء عبوره للمنطقة عام 400 قبل الميلاد، وكانت تلك المنطقة استناداً لزينفون جنوب شرق بحيرة وان الواقعة في شرق تركيا. في هذا المقال سنركز كلامنا على كورد العراق ومنطقتهم المحررة في كوردستان العراق .. يتألف العراق من قوميتين رئيسيتين هما العربية والكردية وحسب (دستور عام 1970) يشكل الأكراد 20%، والتركمان والمسيحيين والآخرين 5%. من دون احتساب الأكراد المتوزعين في مدن أخرى مثل ديالى والموصل وكركوك وبغداد لعدم وجود إحصائية رسمية تشير إلى أعداد السكان وفقا لتقسيم عرقي..وحسب تقديرات وزارة التخطيط العراقية لعام 2005 فإن نسبة سكان هذه المحافظات الثلاث بغض النظر عن باقي أنحاء العراق يبلغ نحو 20% من عدد السكان الكلي . أما اليوم فان اقليم كوردستان المكون من 3 محافظات ذات اغلبية كوردية . تاريخيا انشأ هذا الاقليم عام 1991 وهو كيان شبه مستقل , الكورد موزعون ايضا في محافظة كركوك والموصل وديالى وبغداد اضافة الى بعض المحافظات العراقية الاخرى .الكوردستانيون في العراق لهم نظام اقليمي , رئيس الاقليم هو السيد (مسعود بارزاني) الذي كان دائما ودوما المدافع الحقيقي عن حقوق الشعب الكوردي وعن حقوق كل من يعيش في هذه المناطق والمحافظات والمدن والقرى من باقي الاقليات المتاخية مع اشقائهم الكورد مثل القومية الاشورية والقومية الكلدانية والتركمانية وغيرها وقد ثبت بالدليل والبرهان بعد مرور اكثر من 9 اعوام على سقوط النظام البعثي في العراق ان منطقة اقليم كوردستان ملاذ آمن للجميع بحيث لم يقتل مسيحي واحد ولا ايزيدي في اربيل او السليمانية او دهوك , بل قتلوا في الموصل وبغداد والبصرة وباقي المحافظات الاخرى الواقعة تحت سيطرة الحكومة العراقية وبمعنى ادق هناك حرب غير معلنة على الوجود التاريخي للكورد وعلى السلطة الشرعية في اقليم كردستان والذي هو الان ملاذ وممر آمن لكل العراقيين الهاربين من بطش الارهاب سواء كانوا عرب أو مسيحيين أو غيرهم وليس الخبر كالعيان ؟ ومن ينكر هذه الحقائق المرئية نقول له أن معظم المصادر التاريخية والانثربولوجية دابت على تصنيف كوردستان ضمن أقدم المواطن التي اتخذها الإنسان مستقرا وموطنا له. ففي التنقيبات الأثرية الحديثة تم اكتشاف أدوات حجرية تعود إلى العصر الحجري القديم في عدة مواقع من كردستان العراق ومنها كهوف شانيدر (كهف يقع في الطرف الجنوبي والغربي لجبال برادوست باولي كورة ويقع على بعد 32 كم شرقي جمجمال وزرزي (يقع على بعد 50 كم شمالي غربي مدينة السليمانية) وكيوانان (يقع بالقرب من راوندوز .. واليوم وبكل أسف وحزن نلاحظ ونشاهد وقوف بعض الدول العربية والاسلامية بقوة ضد تطلعات الشعب الكوردي سواء كان في العراق او تركيا او ايران او سوريا , منطلقة من نظرتها العنصرية والشوفينية والانتهازية ضد كل ما هو غير عربي في الدول العربية وغير مسلم في الدول الاسلامية ..واخيرا لايسعنا الا القول : ان الوطن والحكومة والدولة التي تعطي للانسان حريته وكرامته وحقوقه وامنه وامانه ولايحاول طمس هويته القومية والدينية والمذهبية هذا هو الوطن الحقيقي وهذا هو النظام العادل وهذه هي الدولة الديمقراطية المنشودة