اللغة الكوردية في أروقة العراق الجديد...................ئاريان ابراهيم شوكت
الاصعدة والمستويات بدأ بالعهد الملكي ووصولا الى عهد عبدالكريم قاسم وحتى وصول حزب البعث الى مقاليد الحكم في العراق في عام 1963 بقطار انكلو أمريكي كما يروي ذلك قادة حزب البعث المنحل في مذكراتهم .. وطيلة هذه الفترة المنصرمة من تاريخ العراق كان الشعار الموسوم في الشارع العراقي هو ان العراق قائم على الشراكة الحقيقية بين الكورد والعرب الى درجة ان علم العهد الملكي والجمهوري قد أشارا الى هذا المبدأ ( نظريا ) بعيدا عن ارض الواقع ... وعلى الرغم من هيمنة الشعارات النظرية على الساحة العراقية اكثر من ترجمتها الى التطبيق الفعلي الا اننا نستطيع القول بان النهج العنصري في خلق الحساسية والتفريق بين العرب والاكراد ويدخل في تداعيات ذلك ايجاد وخلق الفجوات بين اللغة الكوردية والعربية لم تمارس بشكل علني ومباشر بعكس عراق اليوم ... وعندما تسنم البعثييون دفة الحكم في العراق مارسوا ضد الشعب العراقي بشكل عام والشعب الكوردي بشكل خاص وسائل عديدة في طمس التراث والتاريخ الكردي واللغة الكردية مع ابقاء ممر ضيق للدراسة الكردية وفتح الاقسام الكردية في الجامعات العراقية لكن تحت مراقبة اجهزة الامن والمخابلرات بحجة حماية الامن القومي للعراق لان الكوردي كان ولايزال متهما في وطنيته في نظر بغداد التي شنق الخطاب الكوردي مرات عديدة دون حق وبرهان ... الذي يعنينا في هذا المقال اوظاع اللغة الكوردية في عراق مابعد ( صدام حسين ) خاصة بعد كتابة الدستور الجديد والذي شارك في كتابته كافة المكونات العراقية عربا وكوردا وتركمانا ومسيحيين وغيرهم وبناء على نصوص الدستور الجديد فقد اعتبر اللغة الكوردية في العراق الحالي لغة رسمية شانها شان اللغة العربية ( دون ان يدخل ذلك حيز التنفيذ ) وكان يجب استعمال اللغة الكوردية في كافة الميادين والمنابر الرسمية للعراق بما في ذلك الدوائر والجامعات والمؤسسات العراقية ويدخل في ذلك الاوراق الرسمية الصادرة عن الحكومة العراقية كالاوراق المالية وجوازات السفر التي نالت حصتها من اللغة الكوردية لكن بشق الانفس ولكن الملاحظ انه بعد عام ( 2003 ) وتزامنا مع الاقرار الجديد للدستور كانت استعمال اللغة الكوردية في مراسيم الحكومة الاتحادية محدودا جدا فعلى سبيل المثال لو نظرنا الى بغداد باعتبارها عاصمة كل العراقيين عربا وكردا وكافة الاطياف الاخرى سوف نجد انحصار استخدام اللغة الكوردية في لائحة واحدة فقط وهي عنوان مجلس النواب العراقي ؟؟؟ بينما يجد الزائر العربي الى اقليم كوردستان مئات بل الاف الاشارات واللوحات وعناوين الدوائر والمؤسسات الرسمية والغير رسمية في كوردستان مكتوبة باللغة العربية الى درجة ان ابناء الوسط والجنوب من اخواننا العرب وعندما يزوروا كوردستان للعمل والسياحة بسبب استتباب الامن والاستقرار والاعمار يجدون احتراما و بساطة تامة في تعاملاتهم اليومية بعيدا عن العنصرية والتعقيد والروتين الممل وهم يتحدثون بلغتهم الام العربية والسبب في ذلك هو اهتمام السلطات الكوردية في اقليم كوردستان باللغة العربية بعكس الحكومة الاتحادية وذلك عن طريق قيام الحكومة الكردية باصدار العديد من الصحف والمجلات العربية وفتح الدراسة العربية في مدارس الاقليم واغناء الشوارع والمؤسسات الرسمية للاقليم بالكتابات العربية بناء على تفهمهم لمبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية بعيدا عن المراوغات السياسية كما يحدث في بغداد اليوم وانسجاما مع حب الاكراد للشعب العربي الذي يجمعنا معهم روابط تاريخية ودينية وثقافية واجتماعية عديدة ..... وفي المقابل ونقول ذلك ببالغ الحزن والاسى ان اللغة الكوردية في المحافظات العراقية التي تقع تحت سيطرة الحكومة الاتحادية بدأت تنتقل الى رحمة الله ولايوجد حتى هذه اللحظة من يسعفها وذلك بداوفع مسبقة وقد تؤدي هذه الخطوة الى خلق الفجوات بين الشعبين المتآخيين ولاتخدم مبدأ الشراكة والحوار البناء بين بغداد واربيل ويجب اعادة النظر في الوضع الحالي وتصحيح مسارها بما يخدم العلاقات الاخوية بين اقليم كوردستان وبغداد فليس من المعقول وكما يقول المثل الكردي ان نصفق بيد واحدة وانتم في واد آخر ؟؟؟ بحيث تنال العربية كل هذا الاهتمام والعناية عندنا وتتعرض لغتنا الى طمس الهوية والاغتصاب وعند من ؟ عند احبائنا وشراكائنا في الوطن الواحد !!! وهنا وبدافع اغناء وطننا العراق اوجه خطابي الى كل المثقفين والكتاب العراقيين ممن يفهمون ويدركون مخاطر وتداعيات هذه اللعبة المكشوفة الى رفع اصواتهم وعدم قبول مايحدث والرد على من يعولون على عكس ذلك فعندما زار في يوم من الايام اقليم كوردستان وفد رفيع المستوى من اعظاء مجلس النواب العراقي ممثلا بشخص نائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي وجدوا في اربيل الكوردية كل قواميس اللغة العربية وحروفها الابجدية مكتوبة على اروقة حكومة اقليم كوردستان بينما لم نجد في بغداد الا سطرا واحدا مكتوبا باللغة الكوردية على جدران بناية مجلس النواب العراقي في بغداد بحيث يمكننا ان نسمي هذا السطر الوحيد المظلوم في بغداد ب ( يتيمة الدهر) الكوردية في عصر السيد نوري المالكي .