الفيدرالية الديمقراطية مطلب للجميع في غربي كردستان
النظام الفيدرالي هو نظام يتم تطبيقه في الحالات الاضطرارية او المستعجلة اوعندما تكون هناك نزاع او ازمة حادة او اتفاق بين الاطراف السياسية (القومية او المذهبية او الدينية ) ويتم اللجوء اليها من اجل حل مشاكل الرئيسية فيما بينهم, مثلا هناك ولايتين او دولتين منفصلتين فيتم الاتفاق بين السكان على تشكيل كيان سياسي واحد موحد ضمن نظام اتحادي فيدرالي بحيث يشكلان في المجتمع الدولي كيانا سياسيا واحدا بينما يحتفظ كل منهما في الداخل بصلاحيات سياسية وإدارية ومالية واسعة ومستقلة مثلما حدث في إتحاد الولايات الإمريكية المتحدة أو إتحاد الأقطارالبريطانية (إنجلند وسكوتلند وإيرلند وويلز) تحت التاج الملكي البريطاني أو مثل إتحاد الإمارات العربية المتحدة …. فهذا هو أحد الأسباب للنظام الإتحادي الفيدرالي . واما من الناحية الثانية عندما توجد مشكلات سكانية ديموغرافية عرقية أو دينية حادة بين مجموعتين سكانيتين مثلا ً إحداهما مسلمة والأخرى مسيحية كما في السودان ونيجيريا قد تصل إلى حد الحرب الأهلية فيلجأون الى تطبيق النظام الفيدرالي يعني التقسيم الفيدرالي للدولة فتكون لكل مجموعة ولاية أو مقاطعة وحكومة محلية خاصة بها وتخضع الحكومتان للحكومة المركزية والبرلمان الوطني. وكذلك عندما توجد قوميتين او اكثر في بلد ما فتصل الخلافات بينهم الى الحرب فيلجأون الى تطبيق الفيدرالية وهناك كثير من الدول في العالم التي تطبق الفيدرالية مثلا في بلجيكا هناك منطقتان مختلفتان في اللغة وفي اثيوبيا وهناك تسعة اقاليم فيدرالية وفي ماليزيا هناك اكثر من عشر ولايات فيدرالية ونيجيريا فيها كثير من الولايات الفيدرالية وباكستان والسودان والامارات العربية المتحدة وفي العراق . فهذه هي الاسباب الرئيسية يتم اللجوء الى النظام الفيدرالي كحل للمشاكل المتواجدة فيما بينهم او بسبب رغبة الطرفين في الاتحاد من اجل الحصول على بعض الشيء من الاستقلالية او بسبب صراع بين المناطق الديمغرافية وبين شركائهم في الوطن يشبه ما يسمى في الحياة الامريكيةالاجتماعية بالانفصال بين الزوجين فهما منفصلان دون أن يصلا إلى حد الطلاق ويعيشان في بيت واحد ولكن كل واحد منهما يعيش في عالمه الخاص!!. ولكن النظام الفيدرالي فهو نظام غير ديمقراطي لايتم انتخاب مجالس محلية في المدن والقرى والنواحي , والنظام الفيدرالي في الاقليم ينفرد في القوانين ويطبق القوانين التي تلائمهم . وحتى في كثير من الاحيان يتم تطبيق اقسى القوانين على المواطنين ويقع الظلم على المواطنين من خلال القوانين الصعبة التي يتم تطبيقها على الشعب. اماالنظام الفيدرالي الديمقراطي فهو يشبه نظام الادارة الذاتية فقد نشأ منذ الاف السنين من اجل التعايش السلمي بين الشعوب والقبائل والاديان والاعراق ومن اجل تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية , بعيدا عن الانظمة المتسلطة وبعيدا عن استغلال انسان لاخيه الانسان وبعيدا عن القوانين المجحفة بحق الانسان وبعيدا عن الظلم والاضطهاد وبعيدا عن الانظمة الدولتية والقومية , ولذلك فان نظام الادارة الذاتية تقوم بتطبيق الديمقراطية في المجتمع وعلى جميع المواطنين بمختلف اطيافهم واشكالهم والوانهم وعلى أكثر من مستوى فيكون هناك مجالس حكم محلي في كل مدينة وقرية وناحة ,و ثم تتشكل المجلس البلدي من قبل المواطنين في القرى والمدن ويكون لها مجلس المحافظة أو (حكومة المحافظة) ويمكن أيضا ً أن يتشكل بعد ذلك مستوى أعلى وأكبر هو مستوى المقاطعة أو الولاية فتتكون الولاية أو المقاطعة من عدة محافظات وبلديات ويكون لهذه الولاية أو المقاطعة مجلس حكم (حكومة الولاية أو حكومة المقاطعة) !… كما فيما يخص المدن الكبرى يمكن أن يكون لكل حي فيها "مجلس محلي" يدير شئون الحي. ومن خلال نظام الفيدرالية الديمقراطية يتحقق المساواة والعدالة الاجتماعية بين جميع القوميات والاعراق والاديان والمذاهب وجميع مكونات في المجتمع. وان الفيدرالية الديمقراطية انها تترجم العملية الديمقراطية على ارض الواقع و تطبق الديمقراطية الحقيقية بين الجماهيرفي الولايات والقرى والنواحي والمدن والحارات الشعبية وهي الهيكل التنظيمي للنظام الديمقراطي , وهي القوة الحقيقية لحماية مصالح الناس و الحفاظ على كرامة المواطن وتحقق كافة المتطلبات الحياتية للشعب ماديا ومعنويا, بدلا من حكم دكتاتوري او حكم عائلة او اوليغارشية تحكم بشكل مطلق او سلطة مقدسة يقودها دكتاور بذهنية سلطوية , وان الفيدرالية الديمقراطية تهدف إلى وصول المجتمع لحالة يملك فيه الإرادة والكلمة والقرار وتثبيت وجوده . وممكن ان يحل الفيدرالية الديمقراطية في الأقاليم والمناطق مكان هذه السلطة المطلقة عبر مشاركة جميع مكونات المجتمع في الإدارة وصنع القرار بشكل مباشر. ولنعطي مثالاً على ذلك: بدلاُ من وجود سلطة مركزية مطلقة يقودها حزب واحد هو حزب البعث في دمشق (ينادي بلغة واحدة وثقافة واحدة ولون واحد وفكرة واحدة وعلم واحد) يتم توزيع السلطة بعد تحويلها من سلطة دولتية إلى نوع من الإدارة الديمقراطية على جميع المحافظات السورية بما فيها مدن وأقاليم غرب كردستان, بهذا المعنى يجب القول بأن الفيدرالية الديمقراطية هي إدارة الشعب والمجتمع ,ومن خلالها يستطيع المجتمع على توجيه نفسه وحل قضاياه بنفسه. ولذلك يجب ان نقول بان الفيدرالية الديمقراطية هي التي تستطيع ان تقوم بادارة الشعب والمجتمع وهذا المجتمع يجب ان يقوم بادارة نفسه بنفسه وحل قضاياهم بانفسهم , قد يرى البعض صعوبة تطبيق هذا المشروع في ظروف الحالية، ولكن في الحقيقة الظروف الحالية هي افضل ظروف وانسب ظروف لتطبيق مثل هذا المشروع , والسبب في ذلك : ان جميع الانظمة الدولتية في الشرق الاوسط وصلت الى اخر مراحلها ووصلت الى الانهيار والموت والتي تنادي بشعار اللغة واحدة والسلطة والواحدة والثقافة والواحدة .