محمد رشو : لم تعد ثورة
أرجوكم ابقوا في الخارج، فرائحة الدم لن تروقكم، ومناظر الخراب ربما ستزعجكم، بعد أن ألفت الحضارة عيونكم.
طالبنا بالكرامة، وأتبعناها
بالحرية، وعندما تدخلت قوى السلام، وإخواننا في الإسلام، بمجرد الكلام، أصبحت
" الله أكبر وحيي على الجهاد " هي الهتافات، بعد أن كنا نخطط لأن نسيطر على
الساحات، و أن نعتصم بها حتى يسقط النظام، وإذ بسوريا تسقط، و القنابل تهبط،
والنظام جالس في شامِه ثمن قتل شعبه يقبض.
شباب طموح متوثب وطني،
استبدل بملتحي كريه الرائحة رجعي، ويقولون الثورة ستنتصر، بالله ارحمونا من
غبائكم، وانظروا في مرآتكم، وعندها سترون أن الإنسانية سقطت، وسوريا بأكملها مزّقت،
و بقيتم انتم والنظام تتكالبون، وعلى بقايا العظام تتقاتلون، بعد أن نهشتم جسد
الشعب، الشعب الذي يدعي حمايته كلاكما، أصبح مهجراً أو مشروع قتيل باسلحتكما.
كفاكم مؤتمرات مؤامرة،
ومسودات سوداء، ولقاءات لشرب العصير، ومقابلات دون السويّة، على قنوات البورصة
الخليجية، بينما تستعر نار الحرب الأهلية، والبريء قبل المذنب يقتل في المجازر
الطائفية.
سوريا التي عهدناها في
غابر الأزمان، شعبها الحضاري لم يعد كما كان، أمانها و سلامها أضحوا خطف و قتل و
تشريد وإعدام، عروبتها أصبحت فارسية، و علمها بات ثلاثة أعلام، اعذروني إخوتي ولكن
ما يحدث في سوريا ليس ثورة ضد الاستبداد، أصبح تدمير ممنهج للإنسان والجماد