البرزانية والكوردايتي....طريق الخلاص................سوار أحمد
الفكر القومي أو ما يعرف في القاموس السياسي اللاتيني بـ (Nation) والتي تختزل في طياتها مفهوم القومية و الوطنية معاً، وكذا يقابلها في القاموس السياسي الكوردي مفهوم (الكوردايتي).
مع أن الكورد يحملون بداخلهم شعوراً قومياً جياشاً إلا أن المتتبع لتاريخهم يجد بوضوح عدم وجود فكر قومي جامع لديهم والذي كان سبباً رئيساً في القضاء على انتفاضاتهم وبقاءهم دون كيان خاص يجمعهم .
في أواخر القرن الثامن عشر ومع انتشارالحركات القومية و الفكر القومي في المنطقة برز في كوردستان مصطلح الكوردايتي بمجيء البرزانية وأصبحا مفهوماً واحداً للقومية و الوطنية.لذا يخطأ من يختزل البرزانية في إيديولوجية حزب أو فكر عصبة أو ملة.
ومن هنا تكمن أهمية البرزانية التي نشأت في قرية صغيرة بدأت بتأسيس اتحاد سياسي،اجتماعي بين عدة قبائل في منطقة برزان مبني بالدرجة الأساسية على النضال في سبيل إقرارحقوق الشعب الكوردي من جهة، واحترام حقوق الإنسان والمحفاظة على البيئة والرفق بالحيوان من الجهة الأخرى،فبدأت بتطبيق اصلاحات اجتماعية من خلال تشكيل مجالس قروية أنهت بذلك حكم الأقطاع والأغوات نهائياً في منطقة برزان،لتبدأمرحلة جديدة من النضال و لتصبح برزان منبعاً للإنتفاضات والثورات ضد الظلم والطغيان،وانتشرت شيئاً فشيئاً في عموم كوردستان،حاملة ميراثاً فكرياً جامعاً تعدت الأفكار الحزبوية و التعصبية الضيقة، وأصبحت تؤسس لفكر قومي،وطني جامع للكوردستانيين عرف بـ (الكوردايتي).
ومنذ ذاك وعلى مدى عقود من الزمن يُسَلِم الراية هذا لذاك ليقترن اسم الكورد باسم (برزاني) ملا مصطفى.
اليوم وفي ظل المتغيرات الحاصلة في المنطقة نحن أحوج ما نكون إلى فكر يجمعنا للوصول إلى الهدف والغاية التي نناضل من أجل تحقيقها.
من هنا برز دور الرئيس مسعود برزاني الذي استلم راية الكوردايتي وأصبح رمزاً للحركة التحررية الكوردستانية من خلال دعمه المباشر للشعب الكوردي و حركته في جميع أجزاء كوردستان.وأصبح املاً للشعب الكوردي الذي وجد في شخصه المخلص والمؤمن لتحقيق طموحاته.فأثبت بجدارة بإنه أهل لها،وأصبح في المعادلة الإقليمية طرفاً لا يمكن تجاوزه،حاملاً هموم شعبه وحامياً لأمنه القومي والوطني.
لا يخفى على أحد الدور البارز لقيادة إقليم كوردستان والرعاية والإشراف المباشر من شخص الرئيس مسعود برزاني لتوحيد الصف الكوردي للحركة الكوردية في غربي كوردستان،لمعرفته المسبقة ونظرته الثاقبة بما ستؤول إليه المتغيرات في المنطقة،فكان شرطه الأساسي لدعم الحركة الكوردية هو تحقيق وحدتهم والمحافظة عليها. فكان نتيجة ذلك تأسيس المجلس الوطني الكوردي ومن ثم الهيئة الكوردية العليا التي تمخضت عن اتفاقية هولير.
و كما يعلم الجميع تعرض ويتعرض بسبب ذلك إلى الضغوطات والمضايقات من هذا وذاك بسبب مواقفه النابعة من ايمانه بالكوردايتي وحرصه على حقوق شعبه.لكنه لم يرضخ يوماً لتهديداتهم.
ماضٍ في مسيرته بثقى،مؤمناً بتحقيق أماني شعبه،واثقاً من خطواته،لإنه يعمل وفق الإستراتجية التي وضعت من خلال النظرية الفكرية التي أثبتت نجاحها و جدارتها على الساحة الكوردستانية.اكتسب بذلك حب شعبه وأصبح رمزاً للكوردايتي.
وبالنييجة لا بد من نظرية فكرية للوصول إلى الغاية أو الهدف المنشود،فالفكر طريق لتحقيق الهدف.والبرزانية كمدرسة فكرية أنتجت نظرية الكوردايتي بمفهومها الواسع،فاختزلت القومية في الوطنية و اجتازت الأفكار الحزبوية،والتعصبية الضيقة،وأثبتت جدارتها في قيادة الشعب الكوردي وحركته،وأصبحت مظلة لتوحيد طاقاته وخطابه السياسي،من أجل تحقيق آمال وطموحات الشعب الكوردي الذي بات مؤمناً بأن الكوردايتي هو طريق خلاصهم إلى ذلك.